الدرس (3) من شرح رسالة الوصية الصغرى لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله
ثم قال -رحمه الله-:"وَإِذَا كَانَ الْأَمْرُ كَذَلِكَ فَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ، وَكَانَ مَيِّتًا فَأَحْيَاهُ اللَّهُ وَجَعَلَ لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ لَا بُدَّ أَنْ يُلَاحِظَ أَحْوَالَ الْجَاهِلِيَّةِ وَطَرِيقَ الْأُمَّتَيْنِ؛ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَالضَّالِّينَ مِنْ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى، فَيَرَى أَنْ قَدْ اُبْتُلِيَ بِبَعْضِ ذَلِكَ، فَأَنْفَعُ مَا لِلْخَاصَّةِ وَالْعَامَّةِ الْعِلْمُ بِمَا يُخَلِّصُ النُّفُوسَ مِنْ هَذِهِ الْوَرَطَاتِ وَهُوَ إتْبَاعُ السَّيِّئَاتِ الْحَسَنَاتِ".
يقول -رحمه الله- :"وَإِذَا كَانَ الْأَمْرُ كَذَلِكَ"، أي: على ما وصفنا من أن هذه الأمة يبتلى عمومها وخصوصها باتباع سنن من تقدم، والعباد والعلماء كلهم معرض للبلاء باتباع سنن من تقدم من الأمم.
"وَإِذَا كَانَ الْأَمْرُ كَذَلِكَ فَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ "أي على هدى من ربه، والنور الذي من الله هو القرآن، نور القرآن الذي يحرق كل ضلالة، ويبدِّد كل شبهة.
ولذلك قال الله في وصف القرآن :]بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ[- أي واضحات الدلالات -
]فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ[.[سورة العنكبوت : 49.]
فبقدر ما مع الإنسان من فهم كلام الله وإدراك معاني كلام الرب -جل وعلا- بقدر ما يكون معه من القوة والنفاذ؛ لأنه كما قال الله U: ]بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ[.[سورة الأنبياء: 18.]
فالقرآن فيه من القوة والنفاذ، وتبديد الشبهات، واضمحلال الشهوات وغيرها ما ليس في غيره من الأدوية.
"فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ وَكَانَ مَيِّتًا فَأَحْيَاهُ اللَّهُ "، أحياه الله بالقرآن وبالإيمان وبالهدى الذي جاء به النبيr.
"وَجَعَلَ لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ " يعني يميز به بين الحق والباطل، بين الضلال والهدى بين الغي والرشاد، كل هذا ببركة كلام اللهUواتباع سنة النبيr.
لابد إذا كانت هذه حاله أن يكون رقيباً على نفسه، ولذلك قال :"لَا بُدَّ أَنْ يُلَاحِظَ أَحْوَالَ الْجَاهِلِيَّةِ "، يعني يعرف ويدرك أحوال أهل الجاهلية وهي إما عدم العلم، وإما عدم العمل بالعلم.
الأولى خصلة وخلة النصارى، وعدم العمل بالعلم خلة اليهود.
"لَا بُدَّ أَنْ يُلَاحِظَ أَحْوَالَ الْجَاهِلِيَّةِ وَطَرِيقَ الْأُمَّتَيْنِ "الذين نتعوذ منهما في كل صلاة، ونسأل الله أن يبعدنا عن سبيلهما في كل ركعة "وَطَرِيقَ الْأُمَّتَيْنِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَالضَّالِّينَ مِنْ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى فَيَرَى أَنْ قَدْ اُبْتُلِيَ بِبَعْضِ ذَلِكَ "، يعني يفتش في نفسه، يفتش في قلبه، ولو لم يدرك الناس ذلك، الإنسان رقيب على نفسه يراقب أعماله وأحواله، ويدرك من عيوب نفسه ما لا يدركه غيره.
الناس قد لا يظهر لهم منك إلا الجميل، ولا يقع في نظرهم إلا ما يَسُرك أن ينظروا إليه.
لكن الله -جل وعلا- يعلم السر وأخفى « إِنَّ اللَّهَ لاَ يَنْظُرُ إِلَى صُوَرِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ وَأَعْمَالِكُمْ ».[رواه مسلم في البر والصلة (2564) من حديث أبي هريرة.]
فالواجب على المؤمن أن يلاحظ نفسه، وأن يلاحظ قلبه، ولا يغتر بثناء الناس عليه مهما رفعوه.
الصَّديق tكان إذا أثني عليه يقول:"اللَّهُمَّ لا تُؤَاخِذْنِي بِمَا يَقُولُونَ، واغْفِر لِي مَا لَا يَعْلَمُونَ واجْعَلْنِي خَيْراً مِمَّا يَظُنُّونَ".[رواه البخاري في "الأدب المفرد"(761)، وصحح إسناده الألباني، ورواه البيهقي في "شعب الإيمان" (4/228).]
كما جاء عنه وصح عنهtوهو صدِّيق الأمة الذي بلغ من التقوى والإيمان ما لم يبلغه أحد في هذه الأمة، إذ هو أعظم المؤمنين إيماناً بعد رسول اللهr، وبعد الأنبياء.
فينبغي لنا أيها الأخوة أن نراقب أنفسنا ويكون الواحد منا طبيب نفسه، لا يغني عند الله Uأن تأتي بذكر حسن قد تخلى عنه العمل الصالح، وقد أخفى وراءه سوءاً وشرًّا.
والغالب أن سنة الله جارية في هؤلاء أن يفضحوا - نسأل الله أن يسترنا بستره، وأن يعاملنا بعفوه، وأن يعيذنا من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا-.
يقول :"فَيَرَى أَنْ قَدْ اُبْتُلِيَ بِبَعْضِ ذَلِكَ"ماذا يفعل، قال:"فَأَنْفَعُ مَا لِلْخَاصَّةِ وَالْعَامَّةِ الْعِلْمُ بِمَا يُخَلِّصُ النُّفُوسَ مِنْ هَذِهِ الْوَرَطَاتِ"، وصف البلايا التي يبلى بها الإنسان في عدم العلم، أو في عدم العمل، بأنه ورطة، فالمعصية ورطة؛ لأن لها من الله طالباً، كما قال النبيrفيما رواه الإمام أحمد من حديث عائشة: «يَا عَائِشَةُ، إِيَّاكِ وَمُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِفَإِنَّ لَهَا مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ طَالِبًا».[تقدم تخريجه.]
فهي ورطة؛ لأنه لابد أن يطلبها الله منك، لاسيما إذا وقعت على وجه الاستهتار والاستخفاف، فإنه لابد لها من الله طالباً، إلا أن يغفر الله Uذلك مما يغفره من المكفرات، أو بما يتفضل به من الستر؛ لكنها ورطة يحتاج أن ينقذ الإنسان نفسه منها.
"وَهُوَ إتْبَاعُ السَّيِّئَاتِ الْحَسَنَاتِ" هذا هو المنقذ أن يتبع الإنسان السيئة بالحسنة، أن يكثر من العمل الصالح، أن يكثر من ذكر الله Uقائماً وقاعداً، يكثر من الإحسان إلى الخلق، يستحضر النية الصالحة والعزيمة الطيبة في جميع أحواله وجميع شؤونه.
ولذلك كان الإمام أحمد -رحمه الله- يوصي ابنه أن ينوي العمل الصالح؛ فإن الإنسان لا يزال بخير ما نوى صالحاً.
لذلك تكفي النية الصالحة في كثير من الأحيان في إسقاط السيئات، في إعانة الإنسان على العمل الصالح؛ لأن القلب إذا كان مشغولاً في همومه وتفكيره وسائر شأنه بالعلم الصالح كان ذلك حافزاً له على الإكثار من الصالحات، حافزاً له على التقلل من السيئات، حافزاً له على الاستعتاب والرجوع لإذهاب آثار السيئات بالتوبة والاستغفار وغير ذلك من الأعمال الصالحة.
يقول -رحمه الله-:" وَالْحَسَنَاتُ مَا نَدَبَ اللَّهُ إلَيْهِ عَلَى لِسَانِ خَاتَمِ النَّبِيِّينَ مِنْ الْأَعْمَالِ وَالْأَخْلَاقِ وَالصِّفَاتِ ".
يقول -رحمه الله-:"وَالْحَسَنَاتُ "جمع حسنة، وهي ما حسن، وسمي حسنة لأنه حسن في ذاته وحسن في عاقبته، ومآله.
فالحسنة سميت بذلك لحسنها في الحال وحسنها في المآل.
حسنها في الحال: لأنها طاعة اللهUتثمر نوراً في الوجه، وسعة في الصدر، وحبًّا في الخلق، وسعة في الرزق كما قال ابن عباس t: "إِنَّ لِلْحَسَنَةِ ضِيَاءً فِي الْوَجْهِ، وَنُورًا فِي الْقَلْبِ، وَسَعَةً فِي الرِّزْقِ، وَقُوَّةً فِي الْبَدَنِ، وَمَحَبَّةً فِي قُلُوبِ الْخَلْقِ".[انظر "الجواب الكافي"ص(46).]
فهذه كلها مكاسب يحصلها الإنسان في الدنيا.
أما في الآخرة، فاللهUيعطي العطاء الواسع الكبير لمن اشتغل بالحسنات، وهو Iيعامل عباده معاملة في غاية الحسن والكرم، إذ إنه -جل وعلا- يعطي عل العمل القليل الأجر الكثير، فيجزي على القلائل الأجور العظيمة الكثيرة.
يقول -رحمه الله- في تعريف الحسنات:"وَالْحَسَنَاتُ مَا نَدَبَ اللَّهُ إلَيْهِ "أي ما حثَّ، والندب هنا يشمل ما ندب إليه على وجه الوجوب، أوعلى وجه الاستحباب، يعني ما حثَّ عليه وجوباً أو استحباباً.
"عَلَى لِسَانِ خَاتَمِ النَّبِيِّينَ مِنْ الْأَعْمَالِ وَالْأَخْلَاقِ وَالصِّفَاتِ "إذاً الحسنات هي ما أمر الله به ورسوله، على وجه الوجوب، أو على وجه الاستحباب، يعني كل ما جاءت به الشريعة أمراً أو استحباباً، إيجاباً أو ندباً فإنه من الحسنة التي إذا اشتغل بها العبد كان مشتغلاً بإتباع السيئات الحسنات، ومشتغلاً بطاعة اللهU.
قال -رحمه الله- :"وَمِمَّا يُزِيلُ مُوجِبَ الذُّنُوبِ "الْمَصَائِبُ الْمُكَفِّرَةُ "وَهِيَ كُلُّ مَا يُؤْلِمُ مِنْ هَمٍّ أَوْ حُزْنٍ أَوْ أَذًى فِي مَالٍ أَوْ عِرْضٍ أَوْ جَسَدٍ، أَوْ غَيْرِ ذَلِكَ لَكِنْ لَيْسَ هَذَا مِنْ فِعْلِ الْعَبْدِ، فَلَمَّا قَضَى بِهَاتَيْنِ الْكَلِمَتَيْنِ حَقَّ اللَّهِ: مِنْ عَمَلِ الصَّالِحِ وَإِصْلَاحِ الْفَاسِدِ قَالَ : "وَخَالِق النَّاسَ بِخُلُقِ حَسَنٍ "وَهُوَ حَقُّ النَّاسِ .
يقول -رحمه الله- :" وَمِمَّا يُزِيلُ مُوجِبَ الذُّنُوبِ "يعني آثارها وعواقبها ونتائجها، وموجب الشيء أي ما يترتب عليه.
"وَمِمَّا يُزِيلُ مُوجِبَ الذُّنُوبِ "الْمَصَائِبُ الْمُكَفِّرَةُ "المصائب جمع مصيبة، وعرفها الشيخ بتعريف جيد دقيق، قال:"وَهِيَ كُلُّ مَا يُؤْلِمُ "، أي: كل ما يكرهه الإنسان، وما يكرهه الإنسان هل هو الألم الحسي؟ لا. قد يكون ألماً حسيًّا، وقد يكون ألماً معنويًّا، وقد يكون الألم المعنوي أعظم أثراً وأمضى في إصابة الإنسان من الألم الحسي.
يقول -رحمه الله-:"وَهِيَ كُلُّ مَا يُؤْلِمُ مِنْ هَمٍّ أَوْ حُزْنٍ أَوْ أَذًى فِي مَالٍ أَوْ عِرْضٍ أَوْ جَسَدٍ أَوْ غَيْرِ ذَلِكَ"، كل هذه مما يكفر الله بها الذنوب ويحط بها الخطايا، كما في حديث عائشة وأبي هريرة وأبي سعيد الخدري في "الصحيحين" قال النبيr:«مَا يُصِيبُ الْمُسْلِمَ مِنْ نَصَبٍ، وَلاَ وَصَبٍ، وَلاَ هَمٍّ، وَلاَ حُزْنٍ، وَلاَ أَذًى، وَلاَ غَمٍّ حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا إِلاَّ كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا مِنْ خَطَايَاهُ».[ رواه البخاري في المرضى (5640)، ومسلم في البر والصلة (2572).]
أي ستر وتجاوز بها من الخطايا التي تناله وتصيبه.
يقول -رحمه الله-:"لَكِنْ لَيْسَ هَذَا مِنْ فِعْلِ الْعَبْدِ"، يعني هذا من فعل الرب لا من فعل العبد، فالإنسان لا يعرض نفسه للبلاء، وليس مطلوباً منه أن ينزل المصائب بنفسه، لكنها إذا نزلت فليتذكر فضل الله عليه بالمصيبة، وأنها سبب لتكفير الذنوب وحط الخطايا.
وهذا مما يعينه على الصبر، ومما يعينه على الرضا بقضاء اللهU.
فقول الشيخ -رحمه الله- :"لَكِنْ لَيْسَ هَذَا مِنْ فِعْلِ الْعَبْدِ "يعني مما يطلب من العبد بخلاف ما تقدم من التوبة، والاستغفار والمكفرات، فإنها من الأعمال التي تطلب من الإنسان، وتكون بفعل منه.
يقول -رحمه الله- :"فَلَمَّا قَضَى بِهَاتَيْنِ الْكَلِمَتَيْنِ "يشير بذلك إلى الحديث المتقدم «اتَّقِ اللَّهَ حَيْثُمَا كُنْتَ وَأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا».
"فَلَمَّا قَضَى بِهَاتَيْنِ الْكَلِمَتَيْنِ حَقَّ اللَّهِ: مِنْ عَمَلِ الصَّالِحِ وَإِصْلَاحِ الْفَاسِدِ"، العمل الصالح في أي شيء؟ في قوله :«اتَّقِ اللَّهَ حَيْثُمَا كُنْتَ»، وإصلاح الفساد في أي شيء؟ «وَأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا»، قال:"وَخَالِقْ النَّاسَ بِخُلُقِ حَسَنٍ "وَهُوَ حَقُّ النَّاسِ"، وبتكميل هاذين الحقين يكمل للإنسان السلامة، ويدنو له الفوز، إذا كمَّل حق الله Uوحق الناس فإنه بذلك قد حصَّل سعادة الدنيا وسعادة الآخرة.
قال -رحمه الله-:"وَجِمَاعُ الْخُلُقِ الْحَسَنِ مَعَ النَّاسِ: أَنْ تَصِلَ مَنْ قَطَعَك بِالسَّلَامِ وَالإِكْرَامِ وَالدُّعَاءِ لَهُ وَالِاسْتِغْفَارِ وَالثَّنَاءِ عَلَيْهِ وَالزِّيَارَةِ لَهُ، وَتُعْطِي مَنْ حَرَمَك مِنْ التَّعْلِيمِ وَالْمَنْفَعَةِ وَالْمَالِ، وَتَعْفُوَ عَمَّنْ ظَلَمَك فِي دَمٍ أَوْ مَالٍ أَوْ عِرْضٍ، وَبَعْضُ هَذَا وَاجِبٌ وَبَعْضُهُ مُسْتَحَبٌّ".
يقول رحمه الله – في جماع ما يحصل به مخالقة الناس بخلق حسن -:"وَجِمَاعُ الْخُلُقِ الْحَسَنِ"، يعني الذي يجمع لك محاسن الأخلاق، ويتحقق لك به ما أمر النبيrفي قوله "وَخَالِقْ النَّاسَ بِخُلُقِ حَسَنٍ »، "أَنْ تَصِلَ مَنْ قَطَعَك "، فتقابل الإساءة بالإحسان، تصله بأي شيء؟ قال: "بِالسَّلَامِ وَالْإِكْرَامِ وَالدُّعَاءِ لَهُ وَالِاسْتِغْفَارِ وَالثَّنَاءِ عَلَيْهِ وَالزِّيَارَةِ لَهُ "هذا لا يأتي به إلا أصحاب النفوس العالية، الغالب أن الإنسان إذا قُطِعَ قَطَع، وإن جاد جاد بما وجب كالسلام.
أما أن يقابل ذلك بالإكرام والدعاء له، والاستغفار والثناء عليه والزيارة له، فإن هذا نادر وعزيز كعزة وندرة الكبريت الأحمر، لا يوجد إلا في بعض من الناس.
لكن المعيار الذي يعين الناس على تحقيق هذا أن يعامل الله جل وعلا.
ولذلك قال شيخ الإسلام -رحمه الله- :"وَالسَّعَادَةُ فِي مُعَامَلَةِ الْخَلْقِ : أَنْ تُعَامِلَهُمْ لِلَّهِ فَتَرْجُوَ اللَّهَ فِيهِمْ، وَلَا تَرْجُوَهُمْ فِي اللَّهِ، وَتَخَافَهُ فِيهِمْ وَلَا تَخَافَهُمْ فِي اللَّهِ".["مجموع الفتاوى" (1/50).]
يعني أن تكون معاملتك مع اللهU، فأنت إذا وصلت إنما ترجو الثواب من الله لا ترجو منهم جزاء ولا شكورا، إذا أحسنت إليهم بالاستغفار والثناء والدعاء وما إلى ذلك مما ذكر، إنما ترجو العقبى من الله، هم إن جادوا فذاك خير، وإن لم يحصل منهم جود فاللهUعنده الخلف، ولن يخلف الله الميعاد.
قال الله -جل وعلا- :]ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ[.[سورة فصلت:34.]
وجرب هذه الآية تجدها، لا يمكن أن تعامل إنسان بمعاملة حسنة وهو يسيء إليك إلا وتجد أن إساءته إما أن تخفَّ أو تنقطع، لأن الله -جل وعلا- قد أخبر بأنه إذا دفعت الإساءة بالإحسان، حصل لك انقلاب صاحب السوء إلى الولاية، فقال الله تعالى:]ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ[، أي قريب في غاية الود والمحبة.
يقول -رحمه الله- :"وَتُعْطِي مَنْ حَرَمَك مِنْ التَّعْلِيمِ وَالْمَنْفَعَةِ وَالْمَالِ "تعطي من حرمك وبدأ بأعظم أوجه الحرمان، وهو حرمان العلم فقال "وَتُعْطِي مَنْ حَرَمَك مِنْ التَّعْلِيمِ "، فالإنسان قد يبخل إذا تعلم من شخص فمنعه التعلم، ثم فاقه هذا أو كان عنده ما ليس عند غيره من العلم، قد يمنعه منه جزاء منعه السابق، وهذا من البخل الذي قد يأثم به، وقد لا يلحق ويتم بناء على العلم الذي حجزه ومنعه، هل هو من اللازم الذي يجب تبليغه أو مما لا يجب تبليغه.
يقول :"وَتُعْطِي مَنْ حَرَمَك مِنْ التَّعْلِيمِ وَالْمَنْفَعَةِ وَالْمَالِ، وَتَعْفُوَ عَمَّنْ ظَلَمَك فِي دَمٍ أَوْ مَالٍ أَوْ عِرْضٍ"، يقول -رحمه الله- في تصنيف هذه الأخلاق من حيث الحكم الشرعي التكليفي، قال :"وَبَعْضُ هَذَا وَاجِبٌ وَبَعْضُهُ مُسْتَحَبٌّ"، يعني بعض ما تقدم من الأخلاق ما هو واجب لا يجوز الإخلال به، ومنه ما هو مستحب والقيام به فضيلة.
قال -رحمه الله-:"وَأَمَّا الْخُلُقُ الْعَظِيمُ الَّذِي وَصَفَ اللَّهُ بِهِ مُحَمَّدًا rفَهُوَ الدِّينُ الْجَامِعُ لِجَمِيعِ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ مُطْلَقًا، هَكَذَا قَالَ مُجَاهِدٌ وَغَيْرُهُ، وَهُوَ تَأْوِيلُ الْقُرْآنِ كَمَا قَالَتْ عَائِشَةُ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا-: «كَانَ خُلُقُهُ الْقُرْآنَ»، وَحَقِيقَتُهُ الْمُبَادَرَةُ إلَى امْتِثَالِ مَا يُحِبُّهُ اللَّهُ تَعَالَى بِطِيبِ نَفْسٍ وَانْشِرَاحِ صَدْرٍ.
يقول -رحمه الله-:"وَأَمَّا الْخُلُقُ الْعَظِيمُ"يعني الكامل البالغ في الحسن منتهاه "الَّذِي وَصَفَ اللَّهُ بِهِ مُحَمَّدًا rفَهُوَ الدِّينُ الْجَامِعُ لِجَمِيعِ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ مُطْلَقًا"، يعني يشمل كل ما أمر الله به،"هَكَذَا قَالَ مُجَاهِدٌ وَغَيْرُهُ" [انظر تفسير الطبري(23/529)]من أئمة السلف وأهل التفسير، وذلك في قول الله تعالى في وصف رسولهr:]وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ[.[سورة القلم :4.]الخلق العظيم الذي وصف بهrهو الدين الجامع لجميع ما أُمر بهr.
فترجمة هذه الآية ما كان عليه من واجبات وما كان عليه من مستحبات، ما كان عليه عمل النبيr.
يقول :"وَهُوَ تَأْوِيلُ الْقُرْآنِ"أي ترجمته، وبيان حقيقة معناه.
"وَغَيْرُهُ وَهُوَ تَأْوِيلُ الْقُرْآنِ كَمَا قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا «كَانَ خُلُقُهُ الْقُرْآنَ»[رواه أحمد (6/91)وإسناده صحيح.]" أي كان عمله وهديه وسيرته rالقرآن.
يقول -رحمه الله- في بيان الخلق الذي كان عليه رسول اللهrووصفه الله تعالى به]وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ[.
"وَحَقِيقَتُهُ الْمُبَادَرَةُ إلَى امْتِثَالِ مَا يُحِبُّهُ اللَّهُ تَعَالَى بِطِيبِ نَفْسٍ وَانْشِرَاحِ صَدْرٍ"، وانظر إلى هذا المعنى الأخير، فكم من الذين يبادرون إلى طاعة الله U، لكن مع انقباض نفس، أو مع عمل روتيني لا يدرك معناه، ولا يحرص على الالتزام به، ولا يفرح به، ولذلك ينبغي لنا أن نلاحظ هذا الذي كان عليه رسول اللهrمن تمام الانقياد للهUمع انشراح الصدر.
ولذلك كانت قرة عينهrفي ماذا؟ قال:«وَجُعِلَ قُرَّةُ عَيْنِي فِي الصَّلاَةِ».[رواه النسائي في عشرة النساء (3939)، وأحمد في مسنده(12293)، بسند حسن.]
يعني سكون عيني وطمأنينة نفسي وسكون فؤادي وراحته في الصلاة، أي في عبادة الله Uوطاعته، هكذا ينبغي أن يكون المؤمن مبادراً إلى طاعة اللهU، منشرح الصدر بالطاعة والتوفيق له.
ثم قال -رحمه الله-:"وَأَمَّا بَيَانُ أَنَّ هَذَا كُلَّهُ فِي وَصِيَّةِ اللَّهِ فَهُوَ أَنَّ اسْمَ تَقْوَى اللَّهِ يَجْمَعُ فِعْلَ كُلِّ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ إيجَابًا وَاسْتِحْبَابًا وَمَا نَهَى عَنْهُ تَحْرِيمًاوَتَنْزِيهًا".
هذا تعريف التقوى، وهو تعريف جيد لتقوى الله جل وعلا، وتقوى الله تطرق أسماع الناس كثيراً، في الخطب والمواعظ والآيات والأحاديث لكنهم لا يدركون معناها إدراكاً حقيقيًّا.
فالتقوى كما قال الشيخ -رحمه الله- :"فِعْلَ كُلِّ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ إيجَابًا وَاسْتِحْبَابًا وَمَا نَهَى عَنْهُ تَحْرِيمًاوَتَنْزِيهًا"، هذه هي التقوى التي أمر الله بها، وأمر بها رسولهrوجاء الندب إليها، وهي وصية الله للأولين والآخرين، وهي التي أوصى بها الشيخ -رحمه الله- من سأله الوصية.
قال -رحمه الله-:"وَهَذَا يَجْمَعُ حُقُوقَ اللَّهِ وَحُقُوقَ الْعِبَادِ".
أي هذا المعنى للتقوى يجمع حقوق الله وحقوق العباد، فالتقوى تكون في حقوق الله، وتكون في حقوق العباد.
كونها في حقوق الله تعالى مثاله:]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ[.[سورة البقرة :183.]
دخول التقوى في حقوق الخلق:]فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ[.[سورة الأنفال :1.]
وأيضاً قول النبيr:«أَحَقُّ الشُّرُوطِ أَنْ تُوفُوا بِهِ مَا اسْتَحْلَلْتُمْ بِهِ الْفُرُوجَ».[رواه البخاري في الشروط(2721)، ومسلم في النكاح(1418)]
وقد صدَّر الأمر بالتقوى والوصية في النساء «اتَّقُوا اللَّهَ فِي النِّسَاءِ».[رواه أبو داود في المناسك (1905).]
فالتقوى تكون في حقوق الله وتكون في حقوق الخلق.
ثم قال -رحمه الله- :"لَكِنْ لَمَّا كَانَ تَارَةً يَعْنِي بِالتَّقْوَى خَشْيَةَ الْعَذَابِ الْمُقْتَضِيَةَ لِلِانْكِفَافِ عَنْ الْمَحَارِمِ جَاءَ مُفَسَّرًا فِي حَدِيثِ مُعَاذٍ وَكَذَلِكَ فِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا الَّذِي رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ: قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَكْثَرُ مَا يُدْخِلُ النَّاسَ الْجَنَّةَ؟ قَالَ: «تَقْوَى اللَّهِ وَحُسْنُ الْخُلُقِ»، قِيلَ:وَمَا أَكْثَرُ مَا يُدْخِلُ النَّاسَ النَّارَ؟ قَالَ:«الْأَجْوَفَانِ:الْفَمُ وَالْفَرْجُ».
يقول المؤلف -رحمه الله- :"وَأَمَّا بَيَانُ أَنَّ هَذَا كُلَّهُ فِي وَصِيَّةِ اللَّهِ فَهُوَ أَنَّ اسْمَ تَقْوَى اللَّهِ يَجْمَعُ فِعْلَ كُلِّ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ إيجَابًا وَاسْتِحْبَابًا وَمَا نَهَى عَنْهُ تَحْرِيمًا وَتَنْزِيهًا".
السؤال المشار إليه في قوله "فِي وَصِيَّةِ اللَّهِ "ما المراد به؟ الجواب:]وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ[.[سورة النساء:131.]التي افتتح بها الشيخ رحمه الله وصيته.
يقول :"وَأَمَّا بَيَانُ أَنَّ هَذَا كُلَّهُ فِي وَصِيَّةِ اللَّهِ فَهُوَ أَنَّ اسْمَ تَقْوَى اللَّهِ يَجْمَعُ فِعْلَ كُلِّ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ إيجَابًا وَاسْتِحْبَابًا، وَمَا نَهَى عَنْهُ - أي ترك ما نهي عنه- تَحْرِيمًا وَتَنْزِيهًا"
وهذا يجمع حقوق الله وحقوق العباد، حقوق الله في فرائضة التي افترضها فيما يتقرب بها العباد إليه، وحقوق الخلق هو ما يصلح به الله -جل وعلا- ما يكون بين الناس من الحقوق التي فرضها الله عليهم.
قال :"لَكِنْ لَمَّا كَانَ تَارَةً يَعْنِي بِالتَّقْوَى خَشْيَةَ الْعَذَابِ الْمُقْتَضِيَةَ لِلِانْكِفَافِ عَنْ الْمَحَارِمِ جَاءَ مُفَسَّرًا" أي: مبيناً ما المتقى، حيث قال النبيr«اتَّقِ اللَّهَ حَيْثُمَا كُنْتَ» فأمره بتقوى اللهU، فبين المتقى، وهو أن تجعل بينك وبين عذابالله وقاية، بفعل ما أمر الله، وترك ما نهى عنه رغبة ورهبة.
والتقوى تضاف إلى الله -جل وعلا- وتضاف إلى غيره، فأمر الله بتقواه، وأمر بتقوى بعض خلقه، فقال النبيr:«اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ».[رواه البخاري في الزكاة(1417)، ومسلم في الزكاة (1016).]
فتقوى الله أن تجعل بينك وبينها وقاية بترك ما نهاك الله عنه، وبفعل ما أمرك الله به.
"وَكَذَلِكَ فِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا الَّذِي رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ: قِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَكْثَرُ مَا يُدْخِلُ النَّاسَ الْجَنَّةَ ؟ قَالَ : «تَقْوَى اللَّهِ وَحُسْنُ الْخُلُقِ»[ رواه الترمذي في البر والصلة(2004)، وابن ماجة في الزهد(4246)، وحسنه الترمذي.]، وهو معنى ما أوصى به معاذ «اتَّقِ اللَّهَ حَيْثُمَا كُنْتَ وَأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا، وخالق الناس بخلق حسن».
"قِيلَ: وَمَا أَكْثَرُ مَا يُدْخِلُ النَّاسَ النَّارَ؟ قَالَ:«الْأَجْوَفَانِ: الْفَمُ وَالْفَرْجُ»"، والمقصود بالفم والفرج أي: ما يواقعه الإنسان من المعاصي مما يكون الباعث عليه فمه أو فرجه.
ولذلك قال النبيr:«مَنْ يَضْمَنْ لِي مَا بَيْنَ لَحْيَيْهِ وَمَا بَيْنَ رِجْلَيْهِ أَضْمَنْ لَهُ الْجَنَّةَ».[رواه البخاري في الرقاق (6474).]
وهذا يدل على أن أكثر ما يولج النار هذان.
قال -رحمه الله-:"وَفِي الصَّحِيحِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللَّهِr «أَكْمَلُ الْمُؤْمِنِينَ إيمَانًا أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا» ، فَجَعَلَ كَمَالَ الْإِيمَانِ فِي كَمَالِ حُسْنِ الْخُلُقِ وَمَعْلُومٌ أَنَّ الْإِيمَانَ كُلَّهُ تَقْوَى اللَّهِ، وَتَفْصِيلُ أُصُولِ التَّقْوَى وَفُرُوعِهَا لَا يَحْتَمِلُهُ هَذَا الْمَوْضِعُ، فَإِنَّهَا الدِّينُ كُلُّهُ؛ لَكِنَّ يَنْبُوعَ الْخَيْرِ وَأَصْلَهُ: إخْلَاصُ الْعَبْدِ لِرَبِّهِ".
يقول -رحمه الله-:"وَفِي الصَّحِيحِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r«أَكْمَلُ الْمُؤْمِنِينَ إيمَانًا أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا»".[رواه أبو داود في السنة (4682)، والترمذي في الرضاع (1162) من حديث أبي هريرة، وقال الترمذي: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.]
العلماء- رحمهم الله- يقولون: "وفي الصحيح" يقصدون بذلك الحديث الثابت سواء كان في "الصحيحين" أو غيرهما، وقد يقولون في "الصحيح" ويريدون به "صحيح البخاري" أو "صحيح مسلم".
فلا يلزم من قول العالم من قوله: "في الصحيح" أن يكون في "الصحيحين" أو في أحدهما، بل المقصود في الحديث الصحيح الثابت عن النبيr.
"وَفِي الصَّحِيحِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r«أَكْمَلُ الْمُؤْمِنِينَ إيمَانًا أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا»"، وهذا يبين لنا عظيم فضل حسن الخلق، وحسن الخلق هنا ليس هو بشاشة الوجه فحسب، أو طيب المعشر فحسب، بل هو أوسع من ذلك، وهو أن يكون الإنسان على كمال الحال في صلته بربه، وكمال الحال في علاقته بالخلق.
يعني أن يكون الإنسان قائماً بحقوق اللهU، قائماً بحقوق الخلق، فإذا كمَّل هذين كمل إيمانه، وهو معنى قول النبيr: «أَكْمَلُ الْمُؤْمِنِينَ إيمَانًا أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا».
وهذا يحث الإنسان على مزيد حسن خلق، وطيب معاملة مع اللهUبأداء الفرائض والانتهاء عما نهى عنه جل وعلا، وأيضاً يحثه على معاشرة الناس بخلق حسن، كما قال النبيr:«وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ».