النوع الثاني من العبادة، أومن معنى العبد:
(حتى يدخل في النوع الثاني من معنى العبد، وهو العبد بمعنى العابد، فيكون عابداً لله لا يعبد إلا إياه، فيُطيع أمره وأمر رسله، ويوالي أولياءه المؤمنين المتقين، ويعادي أعداءه، وهذه العبادة متعلقة بإلهيته ـ تعالى ـ ولهذا كان عنوان التوحيد، لا إله إلا الله، بخلاف من يقرّ بربوبيته، ولا يعبده أو يعبد معه إلهاً آخر، فالإله هو الذي يألهه القلب بكمال الحب والتعظيم، والإجلال والإكرام، والخوف والرجاء ونحو ذلك).
هذا معنى (الإله)؛ الإله هو الذي يألهه القلب بكمال الحب والتعظيم، فالإله فِعَال بمعنى مفعول، مثل كتاب بمعنى مكتوب، فالإله هو المألوه الذي تألهه القلوب، أي تعبده وتحبه وتتعلق به -جل وعلا-، فمعنى (الإله) هو الذي يألهه القلب، أي يتعلق به ويحبه ويعبده بكمال الحب، وكمال التعظيم، والإجلال والإقرار والخوف والرجاء.
على كلٍّ (الإله) هو ما قُصِدَ بشيء من العبادة.
وهنا تعريف (الإله الحق) وهو الله -جل وعلا- (هو الذي يألهه القلب) أي يتعلق به ويعبده (بكمال الحب والتعظيم والإجلال والإكرام، والخوف والرجاء، و نحو ذلك).
ثم قال:
(وهذه العبادة هي التي يحبها الله ويرضاها، وبها وصف المصطفَين من عباده، وبها بعث رسله.
وأما العبد بمعنى المُعَبَّد).
يعني المعنى الأول الذي تقدم الكلام عليه.
(سواء أقرّ بذلك أو أنكره، فهذا المعنى يشترك فيه المؤمن والكافر).
يعني سواء أقر بالمعنى الثاني أو أنكره-المعنى الثاني-(فهذا المعنى يشترك فيه المؤمن والكافر). لكن يتحقق الإيمان بالإقرار بالمعنى الثاني، وهو إفراد الله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- بالعبادة، وأنه لا إله غيره، وأنه الذي تألهه القلوب، بكمال الحب والتعظيم والإجلال والإكرام، والخوف والرجاء، ونحو ذلك.
(وبالفرق بين هذين النوعين، يُعرف الفرق بين الحقائق الدينية، الداخلة في عبادة الله ودينه وأمره الشرعي، التي يحبها ويرضاها، ويوالي أهلها ويكرمهم بجنته، وبين الحقائق الكونية، التي يشترك فيها المؤمن والكافر، والبرُّ والفاجر، التي من اكتفى بها ولم يتّبع الحقائق الدينية، كان من أتباع إبليس اللعين، والكافرين برب العالمين، ومن اكتفى بها في بعض الأمور دون بعض، أو في مقام دون مقام، أو حال دون حال، نقص من إيمانه وولايته لله، بحسب ما نقص من الحقائق الدينية.
وهذا مقام عظيم، غلط فيه الغالطون، وكثر فيه الاشتباه على السالكين، حتى زلق فيه من أكابر الشيوخ المدعين للتحقيق والتوحيد والعرفان، ما لا يحصيهم إلا الله الذي يعلم السرّ والإعلان).
يشير بهذا إلى مشايخ الصوفية، الذين غلّبوا النظر إلى جانب الربوبية، وجعلوه هو الغاية والمطلوب والمقصود، وهم في الحقيقة أخطؤوا السبيل، وخالفوا طريق الرسل؛ حيث إنهم جعلوا ما أقرّ به المشركون، هو المطلوب من كل أحد، وبه يحصل الفلاح والنجاح.
المهم أنه لابد أن نفرق بين العبودية القهرية، والعبودية الاختيارية الشرعية.
العبودية القهرية تشمل جميع الخلق، لا يخرج عنها أحد -المؤمن والكافر-، ولا فضل فيها ولا سبق.
أما العبودية الاختيارية فهي الخاصة بعباد الله المؤمنين، الذين حققوا الإسلام، وآمنوا برب العالمين، وهي التي وصف الله بها عباده المصطفَين.
العبودية الاختيارية هي معنى لا إله إلا الله، إفراد الله بالعبادة، القيام بالطاعة وترك المعصية، هذه العبودية الاختيارية.
أما العبودية القهرية، هـذه ما يحمد عليها الإنسان و لا يمدح بها، قال الله -جل وعلا-:﴿إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا﴾[سورة : مريم (93)] العبودية هنا من أي نوع؟ قهرية، هل أحد يمكن أن يخرج وينفك عن هذا النوع من العبادة؟ ما يمكن، ما فيه أحد في السماء ولا في الأرض إلاّ سيأتي الرحمن -جل وعلا- يوم القيامة، عبداً ذليلاً خاضعاً لا خروج له عن حكم الله وتصريفه جل وعلا.
(وإلى هذا أشار الشيخ عبد القادر -رحمه الله- فيما ذُكر عنه، فبين أنّ كثيراً من الرجال إذا وصلوا إلى القضاء والقدر أمسكوا، إلا أنا، فإني انفتحت لي فيه رَوْزَنَةٌ، فنازعت أقدار الحق بالحق للحق، والرجل من يكون منازعاً للقدر، لا من يكون موافقاً للقدر.
والذي ذكره الشيخ -رحمه الله- هو الذي أمر الله به ورسوله، لكنْ كثير من الرجال غلطوا فيه).
نشرح كلام عبد القادر، يقول: (وإلى هذا أشار الشيخ عبد القادر -رحمه الله- فيما ذُكر عنه، فبين أن كثيراً من الرجال) يعني من الناس (إذا وصلوا إلى القضاء والقدر أمسكوا). والإمساك هنا معناه الاستسلام، وليس الإمساك الذي جاء به الأمر في قول النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «إذا ذُكر القدر فأمسكوا»[أخرجه الطبراني في الكبير(1427)] كما في بعض الآثار. فإنّ الإمساك هناك محمود، وأما الإمساك هنا فهو مذموم.
فمعنى الإمساك هنا، أي إنهم يستسلمون للقدر، فيتعبدون لله بالقدر لا بالشرع، فإذا كان القدر يخالف الشرع، لم يأخذوا بالشرع؛ بل أخذوا بالقدر، وهذا لا إشكال أنه مذموم، وأنه مخالف لما أمر الله به ورسوله، لأنّ ما أمر الله به ورسوله هو الشرع لا القدر، أمرنا أن نؤمن بالقدر، لكن لا أن نستسلمله، ومعنى عدم الاستلام له: أن ننازع القدر بقدر الله -عز وجل- أن ندفع القدر بالقدر:
ندفع قدر السيئة بالحسنة.
ندفع قدر المرض بالدواء.
ندفع قدر الجوع بالأكل.
ندفع قدر العطش بقدر الشرب.
هذا مراد الشيخ -رحمه الله- بقوله: (إلا أنا فإني انفتحت لي فيه روزنة) يعني نافذة،كُوَّة، (فنازعت أقدار الحق) يعني أقدار الله -جل وعلا- (بالحق) يعني فليست منازعة بالباطل، (للحق) أي لتحقيق الحق، (والرجل من يكون منازعاً للقدر) معنى (منازعاً للقدر) أي غير مستسلم له؛ لأننا لو استسلمنا للقدر، ما حصّل الإنسان شيئاً، ولا فعل شيئاً، تعطلت أمور دينه ودنياه؛ لأنه يترك الصلاة ويقول: هذا قدر الله، يترك العمل والكسب ويقول: هذا قدر الله، يرى المعاصي، لا يأمر بالمعروف ولا ينهى عن المنكر، ويقول: هذا قدر الله. وهلم جرًّا. وبهذا تفسد الشرائع والأديان.
ولذلك قال الشيخ -رحمه الله-:(فالرجل من يكون منازعاً للقدر، لا من يكون موافقاً للقدر). يعني لا من يكون مستسلماً للقدر، لا ينازع القدر بالقدر، لا يدفع قدر الله بقدر الله.
وحتى تفهم الأمر ويجلو لك الكلام، اذكر ما كان من عمر -رَضِيَ اللهُ عنْه-، فإنه خرج إلى الشام -رَضِيَ اللهُ عنْهُ- بلغه في الطريق أن فيها طاعوناً، نزل بأرض الشام الطاعون، فرجع -رَضِيَ اللهُ عنْهُ- فأدركه أبو عبيدة فقال: يا عمر، أتفر من قدر الله؟ فما كان من عمر -رَضِيَ اللهُ عنْهُ- إلا أن قال: لو قالهاغيرك يا أبا عبيدة. يعني لو صدر هذا من غيرك لكان مقبولاً؛ لكن منك وأنتمن أنت؟وأنت أمين هذه الأمة، ومن فقهاء ومن أجلاء صحابة رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ثم بيّن له بفقهه العميق، قال: نَفِرُّ من قدر الله إلى قدر الله.
فهذا مراد الشيخ -رحمه الله- بمنازعة القدر، أن يدفع قدر الشر بقدر الخير، أن يُدفع قدر السيئة بقدر الحسنة، أن يدفع قدر الضرر بقدر الإصلاح، أن يدفع قدر الجوع بقدر الأكل، يعني لو الإنسان قال: والله لن آكل، إن قدر الله أني أشبع، فأنا أشبع. هل هذا من العقل؟ لا، ليس من العقل. نقول: قدّر الله عليك الجوع إن لم تأكل، فادفعه بقدر الأكل، فإن الله قدّر أن تأكل، وأمرك أن تأكل، حتى لا تلقي بنفسك إلى التهلكة، فادفع قدر الجوع بقدر الأكل، وقدر العطش بقدر الشرب، ومن غير هذا الطريق، تفسد حياة الناس وتفسد أديانهم.
ولذلك قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- معلِّقاً على كلام عبد القادر الجيلاني، قال: (والذي ذكره الشيخ- رحمه الله- هو الذي أمر الله به ورسوله) نعم، هو الذي أمر الله به ورسوله، أن ندفع أقدار الله -جل وعلا- بأقداره، وأن لا نستسلم للقدر ونحتج به على ترك الشريعة، ونحتج به على ترك مصالح الدنيا، فإنّ هذا يتضمّن فساد المعاش والمعاد، الاحتجاج بالقدر والاستسلام له يتضمن فساد المعاش والمعاد.
((أمسكوا))، أي لا تخوضوا في طلب القدر والبحث فيه، الذي سيأتي –إن شاء الله تعالى- في الطحاوية، والجدال في القدر؛ كيف يقدّر كذا ويأمر بكذا. وليس المقصود الإمساك الذي أشار إليه الشيخ هنا في قوله: (إذا وصلوا إلى القضاء والقدر أمسكوا) أي استسلموا، وقالوا: ما نفعل شيئاً، فإن هذا موت..نعم.
واذكر كلام الفاروق عمر لما قال له: أتفر من قدر الله؟ قال:نفر من قدر الله إلى قدر الله.ما نخرج نحن عن قدر الله؛ لكن الله -جل وعلا- هدانا النجدين، أمرنا بتحصيل المصالح ودفع المفاسد، فندفع أقدار المفاسد بأقدار المصالح.
يقول: في النسخة الموجودة بين أيدينا عند قوله: (أمسكوا) قال المحقق: وهو الصواب، إذ ينبغي عدم الاسترسال في مسائل القدر، كما صح عن النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- :«إذا ذكر القدر فأمسكوا»[سبق]لا، هذا ليس بصحيح، الصواب أن الحديث خلاف مراد الجيلاني، فالجيلاني يشير إلى قوم إذا وصلوا إلى القدر، يعني إذا حصل القدر أمسكوا، فلم يفعلوا شيئاً واستسلموا له، فالإمساك هنا بمعنى الاستسلام، أما الإمساك المأمور به في الحديث، هو عدم الخوض في القدر، فإن القدر سر الله في خلقه، كما سيأتينا -إن شاء الله تعالى- في العقيدة الطحاوية.
(لكن كثير من الرجال غلطوا فيه، فإنهم قد يشهدون ما يُقَدَّرُ على أحدهم من المعاصي والذنوب.. أو ما يقدّر على الناس من ذلك، بل من الكفر، ويشهدون أنّ هذا جارٍ بمشيئة الله وقضائه وقدره، داخل في حكم ربوبيته، ومقتضى مشيئته، فيظنون الاستسلام لذلك وموافقته، والرضا به ونحو ذلك، ديناً وطريقاً وعبادة).
سبحان الله! يعني يستسلمون للقدر، فإذا رأوا المعاصي، قالوا: لا تنكر؛ لأن هذا مراد الله -جل وعلا- حتى قال شاعرهم:
مني ففعلي كله طاعاتُ |
|
أصبحت منفعلاً بما يختاره |
كل ما يصدر عنه طاعة، لماذا؟ لأن الله قدّره عليه.
مني ففعلي كله طاعاتُ |
|
أصبحت منفعلاً بما يختاره |
أعوذ بالله هذا أصبح نبيًّا، لكن هؤلاء أعمى الله بصائرهم، فظنوا أنهم متعبَّدون بالاستسلام للقدر، وإنما الله -جل وعلا- تعبّدنا بالشرع لا بالقدر؛ نؤمن بالقدر ونتعبد لله -عز وجل- بالشرع، لا نستسلم للقدر ونقول: القدر حجة، ونترك العمل، فإن هذا فساد الدين والدنيا.
وهذاطريق الصوفية، هذا الذي ذكره هو طريق جماعات كثيرة من أهل التصوف، وهم في الحقيقة مشابهون لأهل الشرك، ولذلك قال الشيخ -رحمه الله-: (فيضاهئون المشركين) أي: يشابهونهم.
(فيضاهئون المشركين الذين قالوا:﴿لَوْ شَاء اللّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلاَ آبَاؤُنَا وَلاَ حَرَّمْنَا مِن شَيْءٍ﴾[سورة : الأنعام (148)]. وقالوا:﴿أَنُطْعِمُ مَن لَّوْ يَشَاء اللَّهُ أَطْعَمَهُ﴾[سورة : يس (47)].وقالوا:﴿لَوْشَاء الرَّحْمَنُ مَا عَبَدْنَاهُم﴾[سورة: الزخرف (20)].
فهؤلاء احتجوا بالقدر على الشرك، قالوا:﴿لَوْشَاء اللّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلاَ آبَاؤُنَا وَلاَ حَرَّمْنَا مِن شَيْءٍ﴾إذاً ما يدعو إليه الأنبياء، ليس بصحيح؛ لأن الأنبياء يطالبونهم ويدعونهم إلى أي شيء؟إلى عبادة الله. فيقول هؤلاء للأنبياء: ﴿لَوْ شَاء اللّهُ مَا أَشْرَكْنَا﴾.فلما شاء الله الشرك منا، كان ذلك دليلاً على أننا على حق وصواب.
وهذا كذب وضلال.
وأيضاً إذا قيل لهم: أطعموا وأنفقوا في سبيل الله، قالوا: ﴿أَنُطْعِمُ مَن لَّوْ يَشَاء اللَّهُ أَطْعَمَهُ﴾[سورة: يس (47)]. فجعلوا القدر حجة للامتناع عن أي شيء، عن الطاعة والإنفاق في سبيل الله.
وكذلك قوله تعالى:(﴿لَوْ شَاء الرَّحْمَنُ مَا عَبَدْنَاهُم﴾.[سورة : الزخرف (20)]فاحتجوا بمشيئة الله على صحة ما هم عليه من الشرك والكفر به سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى.
يقول الشيخ رحمه الله:
(ولو هُدُوا لعلموا أن القدر أمرنا أن نرضى به، ونصبر على موجبه في المصائب التي تصيبنا، كالفقر والمرض والخوف. قال الله ـ تعالى ـ:﴿مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ﴾.[سورة: التغابن (11)]قال بعض السلف: هو الرجل تصيبه المصيبة، فيعلم أنها من عند الله، فيرضى ويسلم).
فالقدر يُحتج به في المصائب لا في المعائب، هذه قاعدة. القدر يحتج به في المصائب، يعني إذا نزلت بك مصيبة تقول: هذا قضاء الله وقدره، ومنه قول النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف، وفي كل خير. استعن بالله ولا تعجز، فإذا أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت كذا وكذا، لكان كذا وكذا؛ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل»[صحيح مسلم(2664)]، «قدر الله» خبر مبتدأ محذوف، هذا قدر الله، أو«قدّر الله وما شاء فعل»، كلاهما صحيح، وهذا فيه الاستسلام للقدر والرضا به عند حلول المصائب، ما لك إلا أن ترضى وتسلم، لكن لا يعني هذا أنك لا تطلب تخفيف المصيبة؛ فإن الله -جل وعلا- أمرنا بالدعاء وقال: «لا يرد القضاء إلا الدعاء»[رواه الترمذي في سننه(2139)، وحسنه]كما قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
فندفع أقدار الله المؤلمة بالدعاء، ونصبر على ما أصابنا منها ونرضى، ولا نتسخط ونضجر من قضاء الله وقدره.
هذا ما أُمرنا به في القدر.
يقول الشيخ -رحمه الله-:(ولو هُدُوا) يعني لو هدوا إلى الصراط المستقيم،(لعلموا أن القدر أمرنا أن نرضى به ونصبر على موجبه) يعني مقتضاه وما يترتّب عليه من المصائب والمكاره، (موجبه) في أي شيء؟ (في المصائب التي تصيبنا) لا في ترك الطاعات، لا في التهوين في ارتكاب المعاصي والسيئات، (في المصائب التي تصيبنا كالفقر والمرض والخوف) مع أنه إذا كنا نملك أن ندفع هذه الأقدار بأقدار أخرى، فإننا مأمورون بدفع الأقدار المكروهة بالأقدار المحبوبة (قال الله ـ تعالى ـ:﴿مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ﴾[سورة: التغابن (11)]). ثم نقل التفسير عن بعض السلف: (هو الرجل تصيبه المصيبة فيعلم أنها من عند الله فيرضى ويسلم).
(وقال ـ تعالى ـ:﴿مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ * لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ﴾.[سورة: الحديد (22-23)]