قالَ شَيْخُ الإِسْلامِ ابْنُ تَيْمِيَّةَ رَحِمَهُ اللهُ : "وَلِهَذا لَمْ يجَئْ فى الكِتابِ وَالسُّنَّةِ وَكَلامِ السَّلَفِ إِطْلاقُ القَوْلِ عَلَى الإِيمانِ وَالعَمَلِ الصَّالِحِ: أَنَّهُ تَكْلِيفٌ، كَما يُطْلَقُ ذَلِكَ كَثِيرٌ مِنَ المتَكَلِّمَةِ وَالمتَفَقِّهَةِ، وَإِنَّما جاءَ ذِكْرُ التَّكْلِيفِ فى مَوْضِعِ النَّفْىِ، كَقَوْلِهِ: {لاَ يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا} [البقرة: 286] ، {لاَ تُكَلَّفُ إِلاَّ نَفْسَكَ} [النساء: 84] ، {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا} [الطلاق: 7] أَىْ: وَإِنْ وَقَعَ فى الأَمْرِ تَكْلِيفٌ، فَلا يُكَلِّفُ إِلَّا قَدْرَ الوُسْعِ، لا أَنَّهُ يُسَمَّى جَمِيعَ الشَّرِيعَةِ تَكْلِيفًا، مَعَ أَنَّ غالِبَها قُرَّةُ العُيُونِ وَسُرُورُ القُلُوبِ؛ وَلَذَّاتُ الأَرْواحِ وَكَمالُ النَّعِيمِ، وَذَلِكَ لِإرادَةِ وَجْهِ اللهِ وَالإِنابَةِ إِلَيْهِ، وَذِكْرِهِ وَتوجه الوجه إليه، فهو الإله الحق الذى تطمئن إليه القلوب، ولا يقوم غيره مقامه فى ذلك أبدًا. قال الله تعالى: {فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا} [مريم: 65] فَهذا أَصْلٌ".