(وإذا استَوى على راحِلَتِه قال) قَطَعَ به جماعةٌ. والأصحُّ: عقِبَ إحرامِه: (لبَّيكَ اللهمَّ لبيكَ) أي: أنا مُقيمٌ على طاعَتِكَ وإجابَةِ أَمرِكَ (لبَّيكَ لا شريكَ لكَ، لبيكَ إن الحمدَ والنِّعمَةَ لك والملك، لا شريكَ لك). روى ذلك ابن عمرَ، عن رسول اللَّه ﷺ، في حديثٍ متفقٍ عليه.
وسُنَّ أَن يَذكُرَ نُسُكَه فيها، وأَن يَبدَأَ القَارِنُ بذكرِ عُمرَتِه، وإكثارُ التلبيَةِ، وتتأكَّدُ إذا عَلا نَشْزًا، أو هَبَطَ واديًا، أو صلَّى مكتوبَةً، أو أقبلَ ليلٌ أو نهارٌ، أو التَقت الرِّفَاقُ، أو سمِعَ مُلبِّيًا، أو فَعَلَ محظورًا ناسِيًا، أو رَكِبَ دابَّتَه، أو نَزَلَ عنها، أو رَأى البيتَ.
(يصوِّتُ بها الرَّجُلُ) أي: يجهرُ بالتلبيَةِ؛ لخبرِ السائبِ بن خلاد، مرفوعًا: «أتاني جِبرِيلُ فأمرَني أن آمُرَ أصحابي أن يَرفَعُوا أصواتَهم بالإهلالِ والتلبيَةِ». صححه الترمذي.
وإنما يُسَنُّ الجهرُ بالتلبيَةِ، في غيرِ مساجدِ الحِلِّ وأَمصارِه، وفي غيرِ طوافِ القُدُومِ، والسَّعي بعدَهُ. وتُشرَعُ بالعربيَّةِ لقادرٍ، وإلَّا فبلُغَتِه. ويُسنُّ بعدَهَا: دعاءٌ، وصلاةٌ على النبيِّ ﷺ.
(وتُخفيها المرأةُ) بقَدرِ ما تُسمِعُ رفيقَتَها، ويُكرَهُ جهرُهَا فوقَ ذلك؛ مخافَةَ الفِتنَةِ.
ولا تُكرَهُ التلبيَةُ لحلالٍ.