تحريم الرشوة
وإياكما والرِّشوةَ، فإنها تعمي عين البصير، وتحط قدر الرفيع.
الغناء ينبت الفتنة في القلب
وإياكما والأغاني، فإن الغناء ينبت الفتنة في القلب، ويولد خواطر السوء في النفس.
الشطرنج والنرد ملهاة للوقت
وإياكما والشطرنجَ والنردَ، فإنه شغل البطالين، ومحاولة المترفين، يفسد العمر، ويشغل عن الفرض، ويجب أن يكون عمركما أعزَّ عليكما وأفضلَ عندكما من أن تقطعاه بمثل هذه السخافات التي لا تجدي، وتفسداه بهذه الحماقات التي تضر وتردي.
النهي عن الكهانة والتنجيم
وإياكما والقضاءَ بالنجومِ والتَّكَهُّنَ؛ فإنَّ ذلك لمن صدَّقه مُخرجٌ عنِ الدَّينِ، ومُدخل له في جملة المارقين.
وأمَّا تعديلُ الكواكب، وتبيينُ أشخاصِها، ومعرفةُ أوقاتِ طلوعها وغروبِها، وتعيينُ منازلِها وبروجِها، وأوقاتِ نزول الشمسِ والقمرِ بِها، وترتيبُ درجاتِها؛ للاهتداءِ به، وتعرُّفِ الساعاتِ وأوقاتِ الصلواتِ بالظِّلال وبها، فإنَّه حسنٌ، مُدْرَكٌ ذلك كلُّه بطريق الحساب مفهوم. قال الله تعالى: {وهو الذي جعل لكم النجوم لتهتدوا بها في ظلمات البر والبحر} [الأنعام:97]. وقال عَزَّ مِنْ قائلٍ: {هو الذي جعل الشمس ضياءً والقمر نوراً وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب ما خلق الله ذلك إلا بالحق يفصل الآيات لقومٍ يعلمون} [يونس:5].
القسم الثاني من الوصية
وأما القسم الثاني مما يجبُ أن تكونا عليه، وتتمسكا به:
إكرام الأخ لأخيه
فأنْ يلتزمَ كلُّ واحدٍ منكما لأخيه الإخلاصَ والإكرامَ والمراعاةَ في السِّرِّ والعلانيةِ، والمراقبةَ في المغيبِ والمشاهدةِ.
عطف الكبير على الصغير
وليلزمْ أكبَرُكما لأخيه الإشفاقَ عليه والمسارعةَ إلى كلِّ ما يُحبُّه، والمعاضدةَ فيما يُؤثِرُه، والمسامحةَ لكلِّ ما يرغبُه.
توقير الصغير للكبير
ويلتزمُ أصغرُكما لأخيه تقديمَه عليه، وتعظيمَه في كلِّ أمرٍ بالرجوع إلى مذهبِه، والاتباعَ له في سرِّه وجهرِه، وتصويبَ قولِه وفعلِه.
المناصحة بالحسنى
وإنْ أنكر منه في الملأ أمراً يريده، أو ظهر إليه خطأ فيما يقصِدُه، فلا يُظهر إنكارَه عليه، ولا يجهرُ في الملأ بتخطئتِه، وليبيِّنْ له ذلك على انفرادٍ منهما، ورِفقٍ مِنْ قولِهما؛ فإنْ رجع إلى الحقِّ، وإلا فليَتْبَعْه على رأيِه، فإنَّ الذي يدخل عليكما مِنَ الفساد باختلافِكما أعظمُ مِمَّا يُحذرُ مِنَ الخطأ مع اتفاقِكما، ما لم يكن الخطأُ في أمرِ الدين، فإنْ كان في أمر الدين، فليتبَعِ الحقَّ حيث كان، وليُثابِرْ على نُصح أخيه وتسديدِه ما استطاعَ، ولا يُخْلِ يدَه عن تعظيمِه وتوقيرِه.
إيثار الأخوة على الدنيا
ولا يُؤثرْ أحدُكما على أخيه شيئاً مِنْ عَرَضِ الدنيا، فيبخلُ بأخيه مِنْ أجلِه، ويُعرض عنه بسببه، أو ينافسُه فيه. ومَنْ وُسِّعَ عليه منكما في دنياه، فليشارِكْ بها أخاه، ولا ينفردْ بها دونَه، وليحرِصْ على تثميرِ مال أخيه كما يحرِصُ على تثميرِ مالِه.
التعاطف والتواصل
وأظهِرا التَّعاضُدَ والتواصلَ والتعاطفَ والتناصرَ، حتى تُعرفا به؛ فإنَّ ذلك مِمَّا تُرضيان به ربَّكما، وتُغيظان به عدوَّكما.
لا تقاطعوا ولا تدابروا ولا تحاسدوا
وإياكما والتنافسَ والتقاطعَ والتدابرَ والتحاسدَ وطاعةَ النساءِ في ذلك؛ فإنه مما يفسدُ دينَكما ودنياكما، ويضعُ مِنْ قدرِكما، ويَحُطُّ مِنْ مكانِكما، ويَحقِرُ أمرَكما عند عدوِّكما، ويُصغِّرُ شأنَكما عند صديقِكما.