×
العربية english francais русский Deutsch فارسى اندونيسي اردو

نموذج طلب الفتوى

لم تنقل الارقام بشكل صحيح

رمضانيات / برامج رمضانية / فإني قريب / الحلقة (16) دعوات مستجابات

مشاركة هذه الفقرة WhatsApp Messenger LinkedIn Facebook Twitter Pinterest AddThis

المشاهدات:65

الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه كما يحب ربنا ويرضى، له الحمد كله أوله وآخره، ظاهره وباطنه، وأشهد أن لا إله إلا الله إله الأولين والآخرين، وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله صفيه وخليله خيرته من خلقه، اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد.

أما بعد:

فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، حياكم الله أيها الإخوة والأخوات في هذه الحلقة الجديدة من برنامجكم فإني قريب، في هذه الحلقة نستعرض إن شاء الله تعالى جملةً من الدعوات المستجابات، ومن الذين أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بأن دعائهم مستجاب، الله تعالى كريم ذو فضل وإحسان يبدأ عباده بإحسانه، ويجيب دعواتهم، ويقيل عثراتهم، إن ربي لسميع الدعاء، إن ربي قريب مجيب، هو الرحمن الرحيم، هو الجواد الكريم، هو ذو الفضل والإحسان، والمن والعطاء سبحانه وبحمده.

فقد جاء في السنن من حديث سلمان رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:  « إن الله حيي كريم يستحيي إذا رفع الرجل إليه يديه أن يردهما صفراً خائبتين »، إن الله تعالى أخبر في كتابه عن إجابة أنبيائه صلوات الله وسلامه عليهم، فهم الذين دعوه رغباً ورهباً وكان الله تعالى سميعاً مجيباً لدعواتهم، كما قال إبراهيم عليه السلام: ﴿ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ ﴾[إبراهيم:39] ، أجاب الله تعالى دعوة عليه السلام في توبته: ﴿ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾[الأعراف:23] ، فتاب الله تعالى عليه وآواه ورفع درجته وأمده بعون منه سبحانه وبحمده.

كما أجاب الله تعالى دعوة نوح عليه السلام في أهل الأرض لما كذبوه وعصوه: ﴿ قَالَ نُوحٌ رَبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا خَسَارًا ﴾ *  ﴿ وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا ﴾ * ﴿ وَقَالُوا لا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلا سُوَاعًا وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا ﴾ * ﴿ وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيرًا وَلا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا ضَلالًا ﴾ * ﴿ مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا فَلَمْ يَجِدُوا لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْصَارًا ﴾ * ﴿ وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا ﴾ * ﴿ إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا ﴾[نوح:21-27]، فجاء الله تعالى بالطوفان الذي أغرق أهل الأرض جميعاً.

كما أجاب الله تعالى دعوة إبراهيم عليه السلام فجعل مكة بلداً آمناً تهوي إليه وتهفوا إليه أفئدة الناس، كما أجاب الله تعالى دعوة موسى عليه السلام فأغرق فرعون وأنجى بني إسرائيل، وأجاب الله تعالى دعوة غيرهم من الأنبياء، كما أنه أجاب دعوات النبي صلى الله عليه وسلم في مواطن كثيرة: من ذلك عندما التقى النبي صلى الله عليه وسلم بالمشركين يوم بدر نظر صلى الله عليه وسلم إلى المشركين وهم ألف وإلى أصحابه وهم ثلاثمائة وتسعة عشر رجلاً فاستقبل نبينا صلى الله عليه وسلم القبلة ثم مد يديه فجعل يهتف بربه يقول:  « اللهم أنجز لي ما وعدتني، اللهم آتي ما وعدتني، اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام لا تعبد في الأرض »، كما أجاب الله تعالى دعاء نبيه صلى الله عليه وسلم يوم الأحزاب إذ جاءوهم من فوقهم ومن أسفل منهم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر ليستأصلوا شأفة النبي صلى الله عليه وسلم ويقتلوه هو وأصحابه في دارهم دعا صلى الله عليه وسلم قائلا:ً  « اللهم منزل الكتاب، سريع الحساب، اهزم الأحزاب، اللهم اهزمهم وزلزلهم »، فأرسل الله تعالى على الأحزاب جنداً من الريح فجعلت تقوض خيامهم، ولا تدع لهم قدراً إلا كفئته، ولا طنباً إلا قلعته، ولا يقر لهم قرار، وجند الله من الملائكة يزلزلونهم ويلقون في قلوبهم الرعب والخوف حتى انخذل الأحزاب وعادوا لم ينالوا خيرا، وكفى الله المؤمنين القتال، وكان الله قوياً عزيزا.

دعا صلى الله عليه وسلم في غزوة حنين لما غشوه صلى الله عليه وسلم وقد اجتمعوا عليه نزل عن البغلة ثم قبض من تراب من الأرض قبضة ثم استقبل بها وجوه أعدائه فقال:  « شاهت الوجوه »، فما خلق الله منهم إنساناً إلا ملئ عينه تراباً بتلك القبضة فولوا مدبرين، فهزمهم الله عز وجل، إن القرآن الكريم والسنة النبوية أخبرت بدعوات مستجابات، فينبغي للمؤمن أن يحرص على تعلمها ومعرفتها، من ذلك أن الله تعالى يجيب دعوة المضطر كما قال سبحانه وبحمده: ﴿ أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ ﴾[النمل:62]^، فإن الاضطرار من أسباب إجابة الدعاء، فإذا صدق العبد في إقباله على الله عز وجل في وقت ضرورته وألح عليه في الدعاء وجد رباً سميعاً قريباً مجيبا.

وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن قصة الثلاثة الذين أواهم الغار فسقطت صخرة فسدت باب الغار فما كان منهم إلا أن دعوا دعاء المضطر ففرج الله عنهم وخرجوا يمشون.

وممن جاء الخبر بأن دعوتهم مستجابة: دعوة المسلم لأخيه بظهر الغيب، فقد جاء في صحيح الإمام مسلم من حديث أم الدرداء رضي الله عنها أنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:  « دعوة المرء المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة عند رأسه ملك كلما دعا لأخيه بخير قال الملك الموكل به: آمين ولك بمثل »، وجاء مثله عن أبي الدرداء أنه قال:  « ما من عبد مسلم يدعوا لأخيه بظهر الغيب إلا قال الملك: ولك بمثل »، والدعوة لأخيك المسلم بظهر الغيب هي أن تدعوا له في حال غيبته بخير سواءً كنت منفرداً أو كان ذلك مع جماعة، كان في ذلك في صلاة، أو كان ذلك في غيرها، فلنحرص على الدعاء لإخواننا في ظهر الغيب فإن ذلك من موجبات الإجابة، فإن ملكاً يؤمن على دعائك ويدعوا لك يقول:  « آمين ولك بمثل ».

وممن جاءت النصوص في أن دعوته مجابة: المظلوم فقد جاء في الصحيحين من حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:  « واتقي دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب ».

وقد تواردت القصص في إجابة الله تعالى دعوة المظلوم، فهذا سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه شكاه أهل الكوفة إلى عمر رضي الله عنه فبعث رجلاً يسأل عنه، فكان رسول عمر رضي الله عنه يقف على المساجد يسأل عن سعد بن أبي وقاص فقام رجل فقال: أم إذ نشدتنا عن سعد كان لا يسير بالسرية، ولا يقسم بالسوية، ولا يعدل في القضية، فقال سعد رضي الله عنه: أما والله لأدعواً لثلاث: اللهم إن كان عبدك هذا كاذباً قام رياءً وسمعة فأطل عمره وأطل فقره وعرضه للففتن، فأصابته دعوة سعد، فكان إذا سئل يقول: شيخ كبير مفتون أصابتني دعوة سعد.

وكذلك خاصمت امرأة سعيد بن زيد رضي الله عنه في أرض فادعت أنه أخذ من أرضها شياً فقال رضي الله عنه: اللهم إن كانت كاذبةً فأعمي بصرها، واجعل قبرها في دارها، فعميت وكانت تقول: أصابتني دعوة سعيد بن زيد، فبينما هي تمشي في الدار مرت على بئر في دارها فوقعت فيها فكانت قبرها.

إن دعوة المظلوم دعوة مستجابة على أي حال كان المظلوم، سواءً كان مسلماً أو كان كافراً، فقد جاء في المسند وغيره من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:  « دعوة المظلوم مستجابة وإن كان فاجراً ففجوره على نفسه »، ولا فرق في ذلك أيضاً بين أن يكون الظلم فيما يتعلق بالمال، أو فيما يتعلق بالبدن، أو فيما يتعلق بالأهل، فكل ذلك مندرج في الظلم الذي تجاب دعوة صاحبه.

لا تظلماً إذا ما كنت مقتدراً * فالظلم آخره يأتيك بالندم

نامت عيونك والمظلوم منتبه * يدعوا عليك وعين الله لم تنم.

إن من الدعوات المستجابات: دعوة المسافر، فقد جاء في الصحيح من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يقول: يا رب يا رب يا رب ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغذي بالحرام، فأنى يستجاب لذلك؟

فقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم من حاله ما يوجب إجابة دعوته من سفره وشعثه وغبرته وتضرعه لله عز وجل إلا أن الذي منعه من إجابة الدعاء ما كان عليه من أكل المال الحرام.

وقد جاء في السنن من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:  « ثلاث دعوات يستجاب لهن لا شك فيهن: دعوة المظلوم، ودعوة المسافر، ودعوة الوالد لولده »، وفي رواية أحمد والترمذي:  « ودعوة الوالد على ولده ».

إن من أحوال إجابة الدعاء: أن يذكر العبد الله عز وجل إذا استيقظ من نومه على نحو ما جاء في حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه فقد نقل عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:  « من تعار من الليل فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، الحمد لله، وسبحان الله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، ثم قال:  « اللهم اغفر لي أو دعا استجيب له فإن عزم فتوضأ ثم صلى قبلت صلاته »، هذه بعض الأحوال التي دلت السنة على إجابة دعوات أصحابها.

وقد ورد غير ذلك، فقد جاء في السنة إجابة دعوة الصائم، وإجابة دعوة الإمام العادل، ودعوة من دعا بالاسم الأعظم.

أسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يجعلني وإياكم من مجاب الدعوة، وأن يرزقني وإياكم الاستقامة ظاهراً وباطناً.

وإلى أن نلقاكم في حلقة قادمة من برنامجكم فإني قريب، أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الاكثر مشاهدة

4. لبس الحذاء أثناء العمرة ( عدد المشاهدات95497 )
6. كيف تعرف نتيجة الاستخارة؟ ( عدد المشاهدات91247 )

مواد تم زيارتها

التعليقات


×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف