×
العربية english francais русский Deutsch فارسى اندونيسي اردو

نموذج طلب الفتوى

لم تنقل الارقام بشكل صحيح

خطب المصلح / خطب مرئية / للسجين والموقوف حق

مشاركة هذه الفقرة WhatsApp Messenger LinkedIn Facebook Twitter Pinterest AddThis

المشاهدات:3455

لِلسَّجِينِ وَالموْقُوفِ حَقٌّ

الخُطْبَةُ الأُولَى:

الحَمْدُ للهِ الملِكِ الحَقِّ المبِينِ، أَحْمَدُه حَقَّ حَمْدِهِ، لا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْهِ، هُوَ كَما أَثْنَى عَلَى نَفْسِهِ.

وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، إِلَهُ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحابِهِ أَجْمَعِينَ.

أَمَّا بَعْدُ:

فاتَّقُوا اللهََ أَيُّها المؤْمِنُونَ، اتَّقُوا اللهَ تَعالَى، وَامْتَثِلُوا ما أَمَرَكُمْ بِهِ: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾   سُورَةُ الأَحْزابِ: (70- 71) .

عِبادَ اللهِ..

أَرْسَلَ اللهُ تَعالَى الرُّسَلَ مِنْ لَدُنِ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلامِ إِلَى خاتَمِهِمْ مُحَمَّدٍ بْنِِ عَبْدِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لِيَقُومَ النَّاسُ بِالقِسْطِ في كُلِّ أُمُورِهِمْ كَما قالَ اللهُ جَلَّ في عُلاه: ﴿لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ  سُورَةُ الحَدِيدِ: 25  فَلا يُمْكِنُ أَنْ تَسْتَقِيمَ حَياةُ النَّاسِ، وَلا أَنْ يَسْتَقِرَّ مَعاشُهُمْ، وَلا أَنْ تَصْلُحَ أُمُورُهُمْ، إِلَّا بِالعَدْلِ الَّذِي قامَتْ بِهِ السَّماواتُ وَالأَرْضُ.

لِذَلِكَ كانَ وُجُوبُ العَدْلِ وَلُزُومُهُ مِمَّا جاءَتْ بِهِ الرُّسُلُ جَمِيعاً، لَمْ يَخْتَلِفْ في ذَلِكَ شَرِيعَةٌ، فَكُلُّ الرُّسُلِ جاءُوا يَأْمَرُونَ بِالعَدْلِ، وَيَنْهَوْنَ عَنِ الظُّلْمِ، وَاللهُ ربُّ العالمينَ يَقُولُ في الحَدِيثِ الِإلَهِيِّ: «يا عِبادِي، إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي، وَجَعْلَتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّماً، فَلا تَظالَمُوا»  أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ (6737) مِنْ حَدِيثِ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ..

لِذَلِكَ كانَ الظُّلْمُ مُحَرَّماً عَلَى كُلِّ أَحَدٍ في كُلِّ زَمانٍ، وَفي كُلِّ مَكانٍ، لا يُسْتَثْنَى مِنْ ذَلِكَ شَيْءٌ بِالكُلِّيَّةِ؛ لِذَلِكَ يَجِبُ عَلَى المؤْمِنِ أَنْ يُحَقِّقَ العَدْلَ في قَوْلِهِ وَفي عَمَلِهِ، وَفي مُعامَلَتِهِ، وَفِي حَقِّ رَبِّهِ، وَفِي حَقِّ الخَلْقِ، وَبِقَدْرِ ما يَكُونُ مَعَكَ مِنْ تَحْقِيقِ العَدْلِ، وَبِقَدْرِ ما يَكُونُ مَعَكَ مِنَ الإِنْصافِ، تَنالُ السَّعادَةَ وَالطُّمَأْنِينَةَ وَالانْشِراحَ وَالسُّرُورَ، كَما أَنَّكَ تُحقِّقُ ما جاءَتْ بِهِ الرُّسُلُ جَمِيعاً، وَما أَمَرَ اللهُ تَعالَى بِهِ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ، فَتَكُونُوا مِنْ عِبادِ اللهِ المتَّقِينَ.

العدلُ ما أجملَه، وما أبهَاه، وَما أَحْسَنَهُ، كُلُّ الأَلْسُنِ تُثْنِي عَلَيْهِ، وَكُلُّ القُلُوبِ تَهْفُو إِلَيْهِ، إِلَّا أَنَّهُ وَلِلأَسَفِ قَلَّ مَنْ يَعْمَلُ بِهِ، وَنَزَرٌ مِنَ النَّاسِ قَلِيلٌ مَنْ يُحَقِّقُهُ في قَوْلِهِ أَوْ عَمَلِهِ أَوْ مُعامَلَتِهِ؛ لِذَلِكَ كانَ التَّحَدِّي لَيْسَ في ثَنائِكَ عَلَى العَدْلِ، وَلا في مَدْحِكَ لَهُ، إِنَّما في مُمارَسَتِكَ وَعَمَلِكَ، فَإِذا قُمْتَ بِالعَدْلِ كُنْتَ مِنَ الفائِزينَ، وَإِنْ مَدَحْتَ العَدْلَ لَيْلاً وَنَهاراً، وَخَرَجْتَ عَنْ سَنَنهِ وَأَخْلاقِهِ في أَعْمالِكَ وَمُعامَلَتِكَ، فَإِنَّكَ لَنْ تَنالَ فَرْضَ العادِلِينَ، وَلا مِنْزِلَةَ وَأَجْرَ القائِمِينَ بِهِ.

وَلِعُلُوِ مَنْزِلَةِ العَدْلِ كانَ مِنَ الَّذِينَ يُظلُّهُمُ اللهُ في ظِلِّهِ، يَوْمَ لا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ: «إمامٌ عادِلٌ» البُخارِيُّ(6806), وَمُسْلِمٌ(1031).؛ وَما ذاكَ إِلَّا لِعُلوِّ مَنْزِلَةِ العَدْلِ، وَكَبِيرِ مَنْفَعَتِهِ، وَعَظِيمِ أَثَرِهِ في حَياةِ النَّاسِ، وَهَذا لا يَخْتَصُّ فَقَطْ ِبمَنْ لَهُ إِمامَةٌ كُبْرَى، بَلْ يَشْمَلُ كُلّ مَنْ حَقَّقَ العَدْلَ في وِلايَتِهِ، صَغِيراً كانَ أَوْ كَبِيراً.

أَيُّها المؤْمِنُونَ..

إِنَّ العَدْلَ يَقْتَضِي أَنْ نَسْتَحْضِرَهُ في مُعامَلَةِ الخَلْقِ، سَواءٌ كانُوا أَعْداءً أَوْ مُحِبِّينَ، ذَلِكَ أَنَّ اللهََ تَعالَى قالَ لِلمُؤْمِنينَ: ﴿وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىسُورَةُ المائِدَةِ: (8)..

فَأَمَرَ اللهُ بِالعَدْلِ حَتَّى مَعَ الخُصُومِ، الَّذِينَ امْتَلَأْتْ صُدُورُ النَّاسِ بِكُرهِهِمْ وَبُغْضِهِمْ، فَلا يَجُوزُ مُعامَلَتُهُمْ إِلَّا بِالعَدْلِ، فَالعَدْلُ لَيْسَ رَهِينَ مَحَبَّةٍ أَوْ بَغْضاءَ، وَلَيْسَ مُعلَّقاً بمُوالاةٍ أَوْ مُعارَضَةٍ، بَلْ هُوَ حَقٌ لِكُلِّ بَنِي آدَمَ، لا يُسْتَثْنَى مِنْ ذَلِكَ شَيْءٌ.

فاللهُ تَعالَى قَدْ قالَ في اخْتِصارِ ما أَمَرَ بِهِ الرَّسُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:﴿إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بالعَدْلِ والإحسانِ، وإيتاءِ ذي القُربىسُورَةُ النَّحْلِ: (90)..

كلُّ ما أمرَ اللهُ تعالى به من حقِّه، أو من حقِّ الخلقِ ينبثقُ من هذه القاعدة، وهي: وجوب العدْل في كلِّ تصرُّفٍ وقولٍ، مع كلِّ أحدٍ، قريبٍ أو بعيدٍ، صالحٍ أو غيرِ صالحٍ، موافقٍ أو مخالفٍ، محبٍّ أو مبغضٍ، عند ذلك تكونُ من الفائزين.

ليس التحدِّي في أَنْ تَعْدِلَ مَعَ مِنْ تُحِبُّ، فَإِنَّ مَنْ تُحِبُّهُ إِنْ لَمْ تَعْدِلْ مَعَهُ فَسَتَزِيدُهُ إِحْساناً وَعَطاءً، إِنَّما التَّحَدِّي الحَقِيقيُّ أَنْ تَعْدِلَ مَعَ مَنْ تُبْغِضُ، أَنْ تَعْدِلَ مَعَ خَصْمِكَ، هَكَذا تَكُونُ مِنَ القائِمينَ بِالعَدْلِ، الَّذِينَ هُمْ عَلَى مَنابِرَ مِنْ نُورٍ، عَلَى يَمينِ الرَّحْمنِ، كَما جاءَ ذَلِكَ في فَضْلِ القائِمينَ بِالعَدْلِ، الَّذِينَ يَغْبِطُهُمُ النَّبِيُّونَ وَالشُّهَداءُ، حَيْثُ قالَ فِيهِمُ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «هُمْ عَلَى يَمينِ الرَّحْمنِ، يَغْبِطُهُمُ النَّبِيُّونَ وَالشُّهَداءُ» قالُوا: مَنْ هُمْ يا رَسُولَ اللهِ، قالَ: «الَّذِينَ يَعْدِلُونَ في حُكْمِهِمْ, وَأَهْلِيهِمْ وَما وَلُوا»أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ (1827) مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ العاصِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُما. .

 أَيْ: وَما تَوَلَّوْهُ مِنَ الوِلاياتِ، صَغِيراً كانَ أَوْ كَبِيراً.

وَإِنَّ مِنَ العَدْلِ الواجِبِ ما يَتَعَلَّقُ بِحُقُوقِ السُّجَناءِ، فَإِنَّ لَهُمْ حُقُوقاً يَجِبُ أَنْ يُراعِىَ فِيها العَدْلُ، ابْتِداءً مِنَ الخُطْوَةِ الأُولَى الَّتي تَتَعَلَّقُ بِإيقافِ الموْقُوفِينَ، في أَيَّ قَضِيَّةٍ كانَتْ جِنائِيَّةً، أَمْ أَمْنِيَّةً، أَمْ مالِيَّةً حُقُوقِيَّةً، أَمْ غَيْرَ ذَلِكَ مِنَ القَضايا.

فَيَجِبُ اسْتِحْضارُ العَدْلِ في مُعامَلَةِ هَؤُلاءِ ابْتِداءً، في تَوْجِيهِ التُّهْمَةِ إِلَيْهِمْ، وَكَذَلِكَ في طَرِيقَةِ إِيقافِهِمْ وَفي أَماكِنِ احْتِجازِهِمْ، وَكَذَلِكَ في نَوْعِ العُقُوبَةِ وَدَرَجَتِها.

أَيُّها المؤْمِنُونَ

إِنَّ العَدْلَ وَاجِبٌ مَعَ كُلِّ سَجِينٍ في أَنْ يَأْخُذَ حَقَّهُ، فَالحُقُوقُ في الشَّرِيعَةِ مَرْعِيَّةٌ  مَحْفُوظَةٌ حَتَّى لِلمُجْرِمِ المعْتَدِي، فَكَيْفَ إِذا لَمْ يَثْبُتُ في حَقِّهِ إِدانَةٌ، أَوْ لَمْ يَثْبُتْ في حَقِّهِ اتَّهامٌ؟! فَإِنَّ أَوَّلَ ما يَجِبُ مُراعاتُهُ في رِعايَةِ السُّجَناءِ وَالقِيامِ بِحُقُوقِهِمْ: أَنْ يُتَحَقَّقَ مِنَ اسْتِحْقاقِهِمْ لِلتَّوْقِيفِ، فَإِذا ثَبَتَ أَنَّهُمْ مُسْتَحِقُّونَ لِلتَّوْقِيفِ بِمُقارَفَتِهِمْ ما يُوجِبُ التَّوْقِيفَ، سَواءً فَإِنَّهُ يَجِبُ أَنْ يَحْتَرِمُوا، وَأَنْ يُصانُوا، وِفْقَ ما تَقْتَضِيهِ الشَّرِيعَةُ وَتُوافِقُ، وَفْقَ ما تَصالَحَ عَلَيْهِ النَّاسُ مِنَ الأَنْظِمَةِ فَإِنَّ النَّاسَ قَدْ تَنادَوْا في العالَمِ كُلِّهِ إِلَى حِفْظِ حُقُوقِ السُّجَناءِ، وَرِعايَتِهِمْ؛ فالمقْصُودُ مِنَ السِّجْنِ التَّأْدِيبُ وَالإِصْلاحُ، وَلَيْسَ المقْصُودُ بِهِ مُجَرَّدُ العُقُوبَةِ.

وَهَذِهِ الغايَةُ، لا تَتَحَقَّقُ إِلَّا بِأَنْ تُراعِىَ حُقُوقَهُمْ، وَأَنْ تُصانَ حُرُماتُهُمْ، وَأَنْ يُكَرَّمُوا بِما اقْتَضاهُ اللهُ تَعالَى لِبَنِي آدَمَ، قالَ اللهُ تَعالَى: ﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًاسورة الإسراء: (70)..

بَعْضُ النَّاسِ يَظُنُّ أَنَّهُ إِذا تَوَرَّطَ أَحَدٌ في نَوْعٍ مِنَ الجَرائِمِ، أَوْ وَقَعَ في شَيْءٍ مِنَ السُّوءِ، فَإِنَّ ذَلِكَ يُسْقِطُ حُرْمَتَهُ، وَيُزِيلُ كَرامَتَهُ، وَهَذا لَيْسَ بِصَحِيحٍ، فَالنَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كانَ يُؤْتَى بِرَجُلٍ شَرِبَ الخَمْرَ، فَيَجْلِدُهُ، فَتَكَرَّرَ مَجِيئُهُ مرَّاتٍ تُلْوَ مَرَّاتٍ، حَتَّى قالَ أَحَدُ الصَّحابَةِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: لَعَنَكَ اللهُ -يَقْصِدُ هَذا الرّجُلُ- ما أَكْثَرَ ما يُؤْتَى بِكَ، فَقالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا تَلْعُنُوهُ، فَواللهِ، ما عَلِمْتُ إِلَّا أَنَّهُ يَحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ»  أَخْرَجَهُ البُخارِيُّ (6780).

وَهَذا مَنْهَجٌ نَبَوِيٌّ قَويمٌ يَجْمَعُ بَيْنَ العَدْلِ وَالرَّحْمَةِ فَيُعاقِبُ المجْرِمَ بِما يَسْتَحِقُّهُ، لَكِنَّ ذَلِكَ لا يُسَوِّغُ انْتِهاكَ حُقُوقِهِ.

وَهَكَذا تُرْعَى حُقُوقُ النَّاسِ، حَتَّى لَوْ أَجْرَمُوا فَإِنَّهُ يَجِبُ أَنْ تُصانَ حُقُوقُهُمْ، وَأَنْ تُحْفَظَ مَنْزِلَتُهُمْ.

وَفِي حَدِيثِ آخِرَ أَنَّ رَجُلاً كانَ يُؤْتَى بِهِ يُجْلَدُ في الخَمْرِ، فَقالَ رَجُلٌ: أَخْزاكَ اللهُ، فَقالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا تُعِينُوا عَلَيْهِ الشَّيْطانَ» أَخْرَجَهُ البُخارِيُّ (6777)  , هَكَذا يُؤَصِّلُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيُقَعِّدُ لِلأُمَّةِ، كَيْفَ تَجْمَعُ  بَيْنَ العَدْلِ وَالرَّحْمَةِ؟ وَكَيْفَ تَجْمَعُ بَيْنَ اسْتِيفاءِ الحُقُوقِ المتَعَلَّقةِ بِصالِحِ الجَماعَةِ، وَبَيْنَ حِفْظِ كَرامَةِ الإِنْسانِ، وَأَنَّ الخَطَأَ لا يُسْقِطُ مَنْزِلَةَ الإِنْسانِ مَهْما كانَ، فَكُلُّ المسْلِمِ عَلَى المسْلِمِ حَرامٌ، دَمُهُ وَمالُهُ وَعِرْضِهُ، فَيَجِبُ صِيانَةُ كُلِّ أَحَدٍ، وَحِفْظُ مالِهِ وَعِرْضِهِ وَنَفْسِهِ، فَإِنَّ ذَلِكَ حَقٌّ لِكُلِّ مُسْلِمٍ مُخْطِئٍ أَوْ غَيْرِ مُخْطِئٍ.

الَّلهُمَّ، أَلْهِمْنا رُشْدَنا، وَقِنا شَرَّ أَنْفُسِنا، وَأَعِنَّا عَلَى طاعَتِكَ وَاسْلُك بِنا سَبِيلَ الرُّشْدِ يا ذا الجَلالِ وَالإِكْرامِ.

أَقُولُ هَذا القَوْلَ، وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ العَظِيمَ لَي وَلَكُمْ، فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ.

الخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ:

الحَمْدُ للهِ حَمْدَ الشَّاكِرينَ، أَحْمَدُهُ حَقَّ حَمْدِهِ لا أُحْصِي ثَناءً عَلَيْهِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، إِلَهُ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ، لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ.

وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنِ اتَّبَعَ سُنَّتَهُ وَاقْتَفَى أَثَرَهُ بِإِحْسانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.

أَمَّا بَعْدُ.

أَيُّها المؤْمِنُونَ.

اتَّقُوا اللهََ حَقَّ التَّقْوَى، فَتَقْوَى اللهِ تُنَجِّي مِنَ الكُرُباتِ، وتوصلُ إلى السعاداتِ ﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا﴾ سُورَةُ الطَّلاقِ: (5)..

 

﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا *وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ سورة الطلاق: (2-3)..

أَيُّها المؤْمِنُونَ، عِبادَ اللهِ.

إِنَّ مِنْ حُقُوقِ السُّجَناءِ إِذا سُجِنُوا وَأُوقِفُوا: أَنْ يُعْلَمَ أَنَّ سِجْنَهُمْ إِنَّما هُوَ لِتَأْدِيبِهِمْ وَإِصْلاحِهِمْ وَتَرْبِيَتِهِمْ عَلَى الفَضائِلِ، وَإِعانَتِهِمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ، وَكُلُّ العُقُوباتِ الشَّرْعِيَّةِ، سَواءً كانَتْ عُقُوباتٍ بَدَنِيَّةً.

أَوْ كانَتْ عُقوباتٍ مَعْنَوِيَّةً، أَوْ كانَتْ عُقوباتٍ تَوْقِيفِيَّةً، كالحَبْسِ، كُلُّها يُقْصَدُ بِها الاسْتِصْلاحُ، وَلَيْسَ المقْصُودُ التَّشَفِّي وَالانْقِطاعُ، فَيَجِبُ أَنْ يُراعَىَ في إِجْراءِ العُقُوبَةِ أَنْ تُحَقِّقَ العَدْلَ وَالِإصْلاحَ.

أَيُّها المؤْمِنُونَ.

إِنَّ مِنْ حُقُوقِ السُّجَناءِ: أَنْ يُؤَهَّلُوا في سُجُونِهِمْ، بِكُلِّ ما يُحَقِّقُ لَهُمْ الصِّيانَةَ، وَيُحَقِّقُ الغايَةَ مِنْ دُخُولِهِمْ هَذِهِ المحْتَجَزاتِ، وَهَذِهِ الأَماكِنِ، بِتَوْفِيرِ ما يَحْفَظُ كَرامَتَهُمْ، وَإِنَّنِي أَقُولُ هَذا تَأْكِيداً لما جاءَتْ بِهِ الشَّرِيعَةُ، وَقَدِ اتَّفَقَ النَّاسُ في العالِمِ كُلِّهِ عَلَى حُقُوقٍ لِلسُّجَناءِ يَجِبُ أَنْ تُراعَى، هَذِهِ الحُقُوقُ يَجِبُ أَنْ تَكْفُلَ لِكُلِّ مَوْقُوفٍ، في أَيِّ قَضِيَّةٍ كانَتْ، سَواءً كانَتْ قَضِيَّةً خاصَّةً، أَوْ قَضِيَّةً عامَّةً، قَضِيَّةً مالِيَّةً أَوْ قَضِيَّةً جِنائِيَّةً، أَوْ قَضِيَّةً أَمْنِيَّةً سِياسِيَّةً، كُلُّ هَؤُلاءِ يَجِبُ أَنْ يَجْرِيَ عَلَيْهِمْ ما تَواطَأَ عَلَيْهِ النَّاسُ وَاتَّفَقُوا، مِنَ العَدْلِ الَّذِي يُحَقِّقُ المصَّلَحَةَ وَيُحَقِّقُ الغايَةَ.

ثُمَّ إِنَّهُ يَجِبُ أَنْ نَعْلَمَ أَنَّ اللهَ تَعالَى نَهانا عَنْ أَنْ نُوَسِّعَ دَائِرَةَ الأَثَرِ في الجَريمَةِ إِلَى مْنْ لا ذَنْبَ لَهُ، فَقَدْ قالَ رَبُّكُمْ جَلَّ في عُلاهُ: ﴿وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىسُورَةُ الأَنْعامِ: (164)..

والواقِعُ المؤْسِفُ المشْهُودُ: أَنَّ أُسْرَةَ السَّجِينِ مِنْ أَكْبَرِ المتَضَرِّرِينَ مِنْ سَجْنِهِ، بَعْد السَّجِينِ نَفْسِهِ، بَلْ قَدْ يَكُونُ السَّجِينُ غَيْرَ مُبالٍ بِسَجْنِهِ وَإِيقافِهِ، فَيَعُودُ الضَّرَرُ عَلَى أُسْرَتِهِ؛ فَلِذَلِكَ يَجِبُ أَنْ نَكُونَ عَوْناً لأُسْرَةِ السَّجينِ، وَالقِيامِ بِحَقِّهِمْ مَهْما اسْتَطَعْنا إِلَى ذَلِكَ سَبِيلاً، في مُراعاةِ نَفْسِيَّاتِ أَوْلادِهِ، وَالقِيامِ عَلَى شُؤُونِهِمْ، وَسَدِّ حاجاتِهِمْ.

وَإِنَّ مِنَ الظُّلْمِ البَيِّنِ أَنْ يُتْرَكَ أَهْلُ السَّجِينِ: مِنْ زَوْجَةٍ، أَوْ وَلَدٍ، أَوْ وَالِدٍ، أَوْ وَالِدَةٍ أَوْ مِمَّنْ يَعُولُهُمْ وَيَقُومُ عَلَيْهِمْ، أَنْ يُتْرَكُوا دُونَ رِعايَةٍ بَعْدَ غِيابِ عائِلِهِمْ، وَالقائِمِ عَلَيْهِمْ.

إِنَّ هَذا مِنْ الظُّلْمِ، هَذا الظُّلْمُ يَشْتَرِكُ فِيهِ جِهاتٌ عَدِيدَةٌ:

يَشْتَرِكُ فِيهِ كُلُّ مَنْ كانَ غافِلاً عَنْ حَقِّ هَؤُلاءِ، وَقَدْ قامَتْ جِهاتٌ عَدِيدَةٌ في هَذِهِ البِلادِ لِسَدِّ هَذا النَّقْصِ، وَتَلافي هَذا القُصُورِ في التَّعامُلِ مَعَ أُسْرَةِ السُّجَناءِ، بِغَضِّ النَّظَرِ عَنْ قَضاياهُمْ؛ فَإِنَّهُ لا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى.

يَجِبُ أَنْ نَعْرِفَ أَنَّ مَسْؤُولِيَّتَنا تِجاهَ أُسَرِ السُّجناءِ مَسْؤُولِيَّةٌ عامَّةٌ، تَبْتَدِئُ أَوَّلاً بِالدَّوْلَةِ، ثُمَّ تَنْطَلِقُ وَتَتَّسِعُ دَائِرَتُها بِكُلِّ مِنْ عِلْمِ بِحاجَتِهِمْ؛ لأَنَّ المخَصَّصاتِ الَّتي تَدْفعُها الدَّوْلَةُ لأُسَرِ السُّجَناءِ قَدْ لا تُغَطِّي حاجاتُهُمْ، فَيَنْبَغِي عَلَى كُلِّ مَنْ عَلِمَ بِحالِهِمْ، وَاطَّلَعَ عَلَى أُصُولِ شَأْنِهِمْ، يَجِبُ عَلَيْهِ أَنْ يَبْذُلَ المسْتَطاعَ لِسَدِّ الحاجَةِ، ابْتِداءً بِالحاجَةِ المادِّيَّةِ؛ لأَنَّها المنْطَلَقُ الَّذِي يَنْعَكِسُ عَلَى الحالَةِ النَّفْسِيَّةِ، وَيَنْعَكِسُ عَلَى السُّلُوكِ وَالعَمَلِ، لِذَلِكَ يَجِبُ أَنْ نُراعِيَ أُسَرَ السُّجَناءِ بِما يَكْفَلُ عَدَمَ تَوَسُّعِ أَثَرِ الجَرِيمَةِ وَالعُقُوبَةِ عَلَى أُسْرَتِهِ.

فَيَكْفِيهِمْ غِيابُ عائلِهِمْ، فَلا يُجْمَعُ عَلَيْهِمْ مَعَ  غِيابِ العائِلِ مَشَقَّةُ الحَياةِ وَعُسْرُها.

وَإِنَّ مِنَ الأُسَرِ مَنْ يَتَوَرَّطُ بِسَبَبِ غِيابِ عائِلِهِمْ، يَتَوَرَّطُ في أَنْواعٍ مِنَ اللَّوْثاتِ السُّلُوكِيَّةِ وَالأَخْلاقِيَّةِ، لِيُوَفِّرَ المالَ وَيَسُدَّ الحاجَةَ.

وَقَدْ يَكُونُوا نُهْبَةً وَعُرْضَةً لِلمُبْتَزِّينَ المغْرِضِينَ، الَّذِينَ يُنَفِّذُونَ مِنْ قَضاءِ الحاجاتِ إِلَى مَآرِبَ رَدِيئَةٍ، وَمَقاصِدَ سَيِّئَةٍ.

فَإِذا لَمْ نَتَكاتَفْ جَمِيعاً، وَنَتَعاوَنْ جَمِيعاً لمحاصَرَةِ هَذِهِ الإِشْكالِيَّةِ، فَإِنَّ ضَرَرَ السِّجْنِ سَيَتَّسِعُ، وَسَيَكُونُ السِّجْنُ سَبَباً لمعاناةِ أُسْرَةٍ، وَلَيْسَ فَرْداً، وَسَيَنْتُجُ السِّجنُ بِهَذِهِ الطَّرِيقَةِ أَنْواعاً مِنَ المفاسِدِ، الَّتي سَيَعُودُ ضَرَرُها عَلَى المجْتَمَعِ.

إِنَّ مِنَ الواجِبِ عَلَى المجْتَمَع كُلِّهِ أَنْ يُعِيدَ نَظْرَتَهُ لِلسَّجِينِ، فَما يَنْقَدِحُ في أَذْهانِ كَثِيرينَ مِنَ أَنَّ السّجِْنَ تُهْمَةٌ لِصاحِبِهِ مَهْما كانَ السَّبَبُ، هَذا نَوعٌ مِنَ الغَلَطِ يُكَرِّسُ الجَرِيمةَ، وَالخَطَأَ الَّذِي مِنْ أَجْلِهِ سُجِنَ الإِنْسانُ.

يَجِبُ عَلَى الجَمِيعِ أَنْ يَتَعاوَنُوا في اسْتِيعابِ السَّجِينِ فَتْرَةَ سَجْنِهِ، وَكَذَلِكَ بَعْدَ خُرُوجِهِ؛ وَذَلِكَ أَنَّ كَثِيراً مِنَ الموْقُوفِينَ إِذا خَرَجُوا تَخَلَّى عَنْهُمُ النَّاسُ، وَتَرَكُوهُمْ يُواجِهُونَ أَنْواعاً مِنَ الضَّرَرِ، الَّذِي قَدْ يُعِيدُهُمْ وَيُوَرِّطُهُمْ في ما عُوقِبُوا مِنْ أَجْلِِه.

وَلِهذا مِنَ المهِمِّ أَنْ نَتَعاوَنَ عَلَى اسْتِيعابِ السَّجِينِ بَعْدَ خُرُوجِهِ، وَكَمْ مِمَّنْ لَمْ يُسْجَنْ حَرِيٌّ بِأَنْ يُسْجَنَ، وَكَمْ مِمَّنْ سُجِنَ لَيْسَ مُسْتَحِقَّاً للِسَّجْنِ، فِبالتَّالي يَجِبُ -مَهْما كانَتْ الجرِيمَةُ- أَنْ نَسْتَوْعِبَ السَّجينَ بَعْد خُرُوجِهِ، وَانْتِظارِ عُقُوبَتِهِ، ذاكَ أَنَّ اسْتِيعابَهُ سَبَبٌ مِنْ أَسْبابِ اسْتِصْلاحِهِ، وَقَطْعِ الطَّرِيقِ عَلَى المتَرَبِّصِينَ بِهِ، الَّذِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يُعِيدُوهُ إِلَى سالِفِ جَرِيَمَتِهِ، وسابِقِ فَسادِه، وَبِذَلِكَ نُحَقِّقُ الصَّلاحَ الَّذِي مِنْ أَجْلِهِ شُرِعَتْ مِثْلُ هَذِهِ العُقُوباتِ.

اللَّهُمَّ، أَلْهِمْنا رُشْدَنا، وَقِنا شَرَّ أَنْفُسِنا، أَصْلِحْ قُلُوبَنا وَأَعْمالَنا، وَاغْفِرْ ذُنُوبَنا وَسَيِّئاتِنا، وَاجْعَلْنا مِنْ عِبادِك َالمتَّقِينَ، وَحِزْبِكَ المفْلِحينَ.

اللَّهُمَّ، إِنَّا نَسْأَلُكَ أَنْ تَفُكَّ أَسْرَ المأْسُورينَ مِنَ المسْلِمينَ، وَأَنْ تُصْلِحَ حالَ الجميعِ يا رَبَّ العالمينَ.

اللَّهُمَّ، إِنَّا نَسْأَلُكَ الهُدَى وَالتُّقَى وَالعَفافَ وَالرَّشادَ وَالغِنَى.

اللَّهُمَّ، آمِنَّا في أَوْطانِنا، وَأَصْلِحْ أَئِمَّتَنا وَوُلاةَ أُمُورِنا، وَاجْعَلْ وِلايتَنا فِيمَنْ خافَكَ وَاتَّقاكَ، وَاتَّبَعَ رِضاكَ يا حَيُّ يا قَيُّومُ.

اللَّهُمَّ، أَصْلِحْ حالَ إِخْوانِنا في سُورِيَّا، الَّلهُمَّ، أَنْجِهِمْ مِمَّا نَزَلَ بِهِمْ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ.

اللَّهُمَّ عَجِّلْ بِفَرَجِهِمْ، وَيَسِّرْ أُمُورَهُمْ، وَاجْمَعْ كَلِمَتَهُمْ عَلَى الحَقِّ، وَأَلِّفْ بَيْنَ قُلُوِبِهمْ، وَأَصْلِحْ ذاتَ بَيْنِهِمْ، اللَّهُمَّ، اكْتُبْ مِثْلَ ذَلِكَ لإِخْوانِنا في مِصْرَ.

اللَّهُمَّ، أَلِّفْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ، وَأَصْلِحْ ذاتَ بَيْنِهِمْ، وَاكْفِهِمْ شَرَّ المتَرَبِّصينَ بِهِمْ، اللَّهُمَّ أَلْهِمْهُمْ رُشْدَهُمْ، وَأَلْهِمْهُمُ الحَقَّ حَقًّا وَارْزُقْهُمُ اتِّباعَهُ، وَاكْفِيهِمْ شَرَّ الفِتَنِ وَالقلاقِلِ وَالشُّرُورِ يا رَبَّ العالمينَ، وَمِثْلُ ذَلِكَ لِسائِرِ بِلادِ المسْلِمينَ.

اللَّهُمَّ، آمِنَّا في أَوْطانِنا، اللَّهُمَّ، آمِنَّا في أَوْطانِنا، اللَّهُمَّ، آمِنَّا في أَوْطانِنا، وَأَصْلِحْ أَئِمَّتَنا وَوُلاةَ أُمُورِنا، وَاجْعَلْ وِلايَتَنا في مَنْ خافَكَ وَاتَّقاكَ وَاتَّبَعَ رِضاكَ يا رَبَّ العالمينَ.

اللَّهُمَّ، صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ مُحَمَّدٍ، كَما صَلَّيْتَ عَلَى إِبْراهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْراهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ.

 

 
المادة السابقة

الاكثر مشاهدة

4. لبس الحذاء أثناء العمرة ( عدد المشاهدات94000 )
6. كيف تعرف نتيجة الاستخارة؟ ( عدد المشاهدات89900 )

مواد تم زيارتها

التعليقات


×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف