السؤال:
المؤمنون الذين يخرجون من النار يُوقَفون على قنطرة بين الجنة والنار، فيُقْتَصُّ لبعضهم من بعض، فهل من فنيت حسناته يُرد إلى النار؟
الجواب:
لا يعود أحد إلى النار؛ لأنهم خلصوا منها، كما في حديث أبي سعيد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إِذَا خَلَصَ الْمُؤْمِنُونَ مِنَ النَّارِ، حُبِسُوا بِقَنْطَرَةٍ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ، فَيَتَقَاصُّونَ مَظَالِمَ كَانَتْ بَيْنَهُمْ فِي الدُّنْيَا، حَتَّى إِذَا نُقُّوا وُهُذِّبُوا، أُذِنَ لَهُمْ بِدُخُولِ الْجَنَّةِ، فَوالَّذي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَأَحَدُهُمْ بِمَسْكَنِهِ فِي الجَنَّةِ أَدَلُّ بِمَنْزِلِهِ كَانَ فِي الدُّنْيَا»البخاري (2440)، فهذه القنطرة جسر بين الجنة والنار فيُقْتَصُّ فيما بينهم من المظالم أي من الحقوق، وهذا فيما لم يمض فيه القصاص قبل ذلك، ولماذا أُخِّرَ القصاص إلى هذا الموضع؟ وما شأنه؟ الله أعلم بذلك، فالله هو الملك الحق المبين، لا معقب لحكمه، ولا رادَّ لقضائه، فقضى أن تقضى هذه الحقوق ويقتص بها في هذا الموضع، وذلك لا يستوجب عقوبة، وإنما يترتب عليه إما تأخر في دخول الجنة، أو تفاوت في المنازل، ولكن لا يعود إلى النار، لأنه قد نجى منها، والله أعلم.