السؤال:
أعمل العمل ولا أدري أمخلصٌ أنا فيه أم أنا مراءٍ، وما كيفية التوبة من الشرك الأصغر؟
الجواب:
الأعمال الصالحة ليست سببًا لضيق الصدر، إنما الضيق من الشيطان، أما الأعمال الصالحة إنما شُرِعَت لشرح الصدر، واستنارته وطمأنينته، {أَلَا بِذِكْرِاللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوب} سورة الرعد: الآية (28)، {فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإسْلامِ} سورة الأنعام: الآية ( 125)، فلا يمكن أن يأتي ضيق بعد عبادة وطاعة، وما يكون من ضيق فهو من الشيطان، أو من مخالفة شرع الله عز وجل في تلك العبادة، وظني والله أعلم أن السائل يعاني من الوسواس، فأقول له: لا تلتفتْ لهذا وأعرضْ عنه، واعمل العمل الصالح، وإذا أتممتَهُ فلا تفكرْ هل أنت مخلص أو غير مخلص؟ ما دام همك في بداية العمل أن يكون عملك لله، هذا هو المهم، بعد ذلك ما يرد عليك من وساوس وهواجس فاصرف ذهنك عنها؛ لأن هذه الحالة حالة مرضية، وليست حالة عادية، وبالتالي علاجها بالإعراض عن هذه الوساوس التي تُشوِّشه وتُكَدِّره؛ لأن هذه الوساوس قد تبلغ بالإنسان حدًّا يترك معها العبادة والعمل الصالح، فتكون من خطوات الشيطان.
فأوصيك بتقوى الله جل وعلا والإعراض عن هذا، {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا}سورة الطلاق ، الآية (2)، أما التوبة من الشرك فتكون بتركه والإقلاع عنه، وإخلاص العبادة لله، و«التَّائِبُ مِنَ الذَّنْبِ كَمَنْ لَا ذَنْبَ لَهُ»رواه ابن ماجه (4250) عن ابن مسعود رضي الله عنه، وحسَّنه ابن حجر لشواهده، كما نقله عنه السخاوي في المقاصد الحسنة (313).، فالتوبة من الذنوب الصغيرة والكبيرة يغفِرُها الله تعالى، حتى الشرك إذا تاب منه العبد يتوب الله تعالى عليه، يقول الله جل وعلا: {قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ}سورة الأنفال ، الآية (38) ، وهذا يشمل كل ما يكون به الإنسان كافرًا، وعليك بالدعاء وأعرِضْ عن هذا وستجد خيرًا إن شاء الله، والله أعلم.