السؤال:
ما معنى الإيمان والإخلاص؟
الجواب:
الإيمان هو الإقرار المستلزم للإذعان والقبول. هذا أصح وأصوب وأخصر ما قيل في تعريف الإيمان، والتعبير بالإقرار أفضل من التعبير بالتصديق؛ لأن الإقرار أعظم من التصديق؛ لأن الإقرار فيه معنى السكون والاطمئنان، تقول: قرّ الماء إذا سكن، ثم هذا الإقرار بالقلب يستلزم أمرين: الإذعان والقبول، فالإذعان هو التسليم للأحكام، والقبول هو التسليم للأخبار؛ لأن الإيمان فيه أمور خبرية، كالخبر عن الله تعالى، وأنه لا إله إلا هو، وأنه العلي العظيم، ولم يكن له كفوًا أحد، فالإيمان بهذا أمر عقدي قلبي، ويكون ذلك بأن يعقد قلبه على هذا الأمر فيقر به ويقبله.
أما فيما يتصل بالجانب الآخر، وهو الأحكام، فالله سبحانه وتعالى يقول مثلًا: {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ}سورة البقرة: الآية 43، كيف يتحقق الإيمان في إقامة الصلاة؟ أن يقبل ذلك اعتقادًا بوجوبها، وإذعانًا بالتزامها، والخضوع لحكم الله جلَّ وعلا.
أما ما يتصل بالإخلاص، فالإخلاص من الإيمان، ففي الصحيح قال النبي صلى الله عليه وسلم: «الْإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ شُعْبَةً، أَفْضَلُهَا قَوْلُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الْأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ، وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الْإِيمَانِ»رواه مسلم (35) عن أبي هريرة رضي الله عنه، فلا إله إلا الله هي معنى الإخلاص، وهي أن لا يكون في قلبك إقبالٌ على غير الله تعالى، فتقصِدُ بعملك الله دون سواه، فابتغاء وجه الله بالأعمال هو الإخلاص، وصرفه لغير الله ليس بإخلاص، وفي الصحيح قال النبي صلى الله عليه وسلم: يقول الله تعالى: «أَنَا أَغْنَى الشُّرَكَاءِ عَنِ الشِّرْكِ، مَنْ عَمِلَ عَمَلًا أَشْرَكَ فِيهِ مَعِيَ غَيْرِي، تَرَكْتُهُ وَشِرْكَهُ»رواه مسلم (2985) عن أبي هريرة رضي الله عنه، والله أعلم.