السؤال:
ما معنى اسم الله الوكيل؟ وكيف نتعبَّد الله به؟
الجواب:
يقول الله تعالى: {وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى}سورة الأعراف: الآية 180فأسماء الله كلها حسنى، وهي أسماء كريمة شريفة، وفيها من الخير ما ذكره الله تعالى في قوله: {تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ}سورة الرحمن ، الآية (78)، فجميع أسماء ربك مباركة، ومن بركتها أنها تدل عليه وتعرف به، ومن بركتها أنها تتضمن من المعاني ما يصلح به القلب، ويستقيم به العمل، ويزكو به حال الإنسان، ولذلك قال الله تعالى: {وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} ودعاء الله تعالى بها يتضمن الإيمان بها، والعلم بمعانيها، وأما اسم الله تعالى الوكيل، فنتعبد لله تعالى به بأن نعتقد أنه الذي إذا أسند إليه العبد الأمر فهو نعم المولى ونعم النصير، وهو الكافي الذي يحقق لك كل ما تريد، ويوليك كل ما تأمل، ويدفع عنك كل ما تخاف، فإذا استحضر العبد هذه المعاني اعتمد قلبه على الله صادقًا في جلب كل خير ودفع كل شر، وكما قال الله تعالى فيما ينبغي للمؤمن أن يقوله: {وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}سورة غافر ، الآية (44)، فإذا بلغ العبد هذه المرحلة من تفويض الأمر كله لله، والاعتماد على رب العالمين في جلب الخير ودفع الضر، أتاه الخير من كل مكان، وكُفِي مِنْ كل ما يهمه ومما يخافه، ولهذا "حسبنا الله ونعم الوكيل" قالها نبيَّان كريمان: الخليل إبراهيم عليه السلام كما يقول ابن عباس: قالها حينما ألقي في النار، فماذا كان الأمر؟ كان أن قال رب العالمين للنار: كوني بردًا وسلامًا، فأخرجها عن المألوف المعتاد من حال النار، ببركة هذا الاعتماد والاستناد إلى رب العالمين، حسبنا الله ونعم الوكيل. وقالها نبيُّنا محمد صلى الله عليه وسلم، حينما قال له الناس: إن الناس قد جمعوا لكم. فقالوا: حسبنا الله ونعم الوكيل، فماذا كان؟ فانقلبوا بنعمة من ربهم وفضلًا لم يمسسْهم سوء. هكذا جمع الله لهم خيرين: أنهم انقلبوا بنعمة من الله وفضل، وأيضًا أنهم سلموا من كل ما يخافون ومن كل ما يحذرون، ولهذا حضور هذه الأسماء الكريمة الشريفة في قلب العبد وتذكُّره لها واستحضاره المعاني لما يقرأها هو من أعظم أسباب حصول التعبد لله تعالى بهذه الأسماء.