السؤال:
ما حكم الاستغفار بنية الرزق أو الشفاء؟ وهل يدخل ذلك فيمن أراد بعمل الآخرة الحياة الدنيا؟
الجواب:
الاستغفار لتحصيل مقاصد معينة، كثير من الناس توسَّعوا في هذا، تجد من يستغفر بنية الزواج، يستغفر بنية الرزق، يستغفر بنية النجاح، يستغفر بنية تجاوزِ عقبةٍ ما، وغير ذلك، هذا لم يرد، لكن الاستغفار على وجه العموم يجلِبُ الخيرَ ويدفع الشر، هذا من ناحية النية.
وهل إذا نوى نية دنيوية بعمل صالح يكون غيرَ مُخلِص؟ الجواب: لا؛ لأن هناك فرقًا بين الشرك الذي هو صرف العمل لغير الله تعالى، وبين التشريك في النية، وهو أن يجمع بين نية التعبد لله تعالى، وما أذن الشارع في قصده وطلبه من أمور الدنيا، ففي البخاري ومسلم من حديث أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ، أَوْ يُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ»رواه البخاري (2067)، ومسلم (2557)، وهذان مكسبان دنيويان: السعة في الرزق، وإطالة العمر، أو طيب الذكر بعد الموت، على معنيين عند أهل العلم.
فمن وَصَل رَحِمَه مستحضِرًا الثواب عند الله تعالى، ومستحضِرًا هاتين الثمرتين اللتين نصَّ عليهما النبي صلى الله عليه وسلم فلا حرج عليه، ولا وِزْرَ عليه، ولكن قد يحصل نوع من النقص في الأجر، إذا كان همه الدنيا، وليس له رغبة في الآخرة، ولذلك المجاهد إذا خرج يريد الله ثم غنم فإنه يتعجل جزءًا من أجره، وعمله لله، ولو قتل لكان شهيدًا، يثبت له ما يثبت للشهيد من الأجر. هذا التفريق بين الشرك، والتشريك في النية، والله أعلم.