السؤال:
أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم أن العراق يُحاصَر مِن قِبَل العجم، والشام يُحاصَر من قِبَل الروم، فما الذي جعل العجم يحاصِرون العراق، والروم يحاصِرون الشام؟
الجواب:
هذا ثابت في الصحيح عن جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنهما ـ قال: «يُوشِكُ أَهْلُ الْعِرَاقِ أَلَّا يُجْبَى إليهم قَفيزٌ وَلَا دِرْهَمٌ»، قلنا: من أين ذاك؟ قال: «مِنْ قِبَلِ الْعَجَمِ، يَمْنَعُونَ ذَاكَ»، ثم قال: «يوشِكُ أهلُ الشَّأْمِ أَلَّا يُجْبَى إِلَيْهِمْ دِينَارٌ وَلَا مُدْيٌ»، قلنا: من أين ذاك؟ قال: «مِنْ قِبَلِ الروم»، ثم سكت هُنَيَّة، ثم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يَكُونُ فِي آخِرِ أُمَّتِي خَلَيفةٌ يُحْثِي المالَ حَثْيًا، لا يَعُدُّه عَدَدًا»رواه مسلم (2913)، لكن يبقى أنه ينبغي في مثل هذه الأحاديث التي يخبر بها الرسول صلى الله عليه وسلم عن شيء لم يقع أن نتروى في تنزيلها على الوقائع؛ لأن كثيرًا من الناس يستعجل في تنزيل مثل هذه الأحاديث على الوقائع، في حين أنها لا تنطبق تمام الانطباق على المذكور النبوي، أو أنها تقع أكثر من مرة؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يذكر أنها تحدث مرة واحدة، فينبغي أن لا نسارع في تنزيل الأحاديث على الوقائع والأحداث والأشخاص؛ فإن هذا موجِب لأخطاء قد يترتب عليه من المفاسد ما لا يمكن استدراكه.
ثم لا بد في هذا المقام من تمام العلم بأمرين:
الأول: صحة الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم.
الثاني: انطباق هذا الخبر على هذه الحادثة، ولا شك أن هذا قد لا يقوم به شخص، بل يحتاج إلى نوع من توافر الجهود، والله علم.