السؤال:
يقول الله تعالى: {إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ}سورة النساء: الآية 17، هل الجهالة معناها عدم العلم بالحكم، أو لها معنى آخر؟
الجواب:
الجهالة تطلق بمعنيين:
الأول: عدم العلم بالشيء، فإذا وقع من الإنسان ترك واجب، أو فعل محرم؛ بسبب الجهل بالحكم، فهنا لا يؤاخذ؛ لأن التكليف يتبع العلم، وعدم العلم جهالة ترفع التكليف، فترتفع المؤاخذة.
الثاني: عدم العمل بالعلم، ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم لأبي ذر: «إنك امرؤ فيك جاهلية»رواه البخاري (30)، ومسلم (1661)، ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم: «أربع في أمتي من أمر الجاهلية، لا يتركونهن: الفخر في الأحساب، والطعن في الأنساب، والاستسقاء بالنجوم، والنياحة»رواه مسلم (934) عن أبي مالك الأشعري رضى الله عنه، فقول تعالى: {إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ}سورة النساء: الآية 17، أي: بعدم العمل بالعلم، فكل من عصا الله فهو جاهل، ولو كان أعلم الناس بالحكم؛ لأنه جهل سوء عاقبة عمله، وشؤم معصيته، والله أعلم.