السؤال:
ما الجمع بين قول الله عز وجل: {فَيَوْمَئِذٍ لا يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنسٌ وَلا جَانٌّ}سورة الرحمن: الآية 39، وبين ما ثبت في النصوص من إثبات الحساب؟
الجواب:
النصوص متواترة في إثبات الحساب، ولا يمكن أن يوجد في كلام الله تعالى تعارض، قال الله تعالى: {لو كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا}سورة النساء: الآية 82، فالنصوص التي قد يتبادر إلى الذهن لأول وهلة أن بينها تعارضًا لابد من طلب كيفية الجمع بينها.
يوم القيامة يوم عظيم، ويوم طويل، وفيه أحوال وأهوال كثيرة، فما نفاه الله تعالى في موضع، لا يعني انتفاءه في كل ذلك اليوم، إنما هذا يحمل على انتفائه في حال دون حال، فالمشركون والكفار لا يسألون سؤال استعلام واستخبار؛ لأن الله أعلم بأعمالهم، ولكنهم يسألون سؤال تقريع وتوبيخ وهو من أنواع العذاب، فالنصوص التي ظاهرها التعارض هي في الحقيقة متفقة، ويظهر ذلك بالنظر والتأمل في سياقاتها، والله أعلم.