السؤال:
في قول الله: {وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ}سورة الصافات: الآية 75،لماذا أتت الآية بصيغة الجمع؟
الجواب:
هذه الآية فيها بشارة عظيمة لكل من قصد الله عز وجل وتوجه إليه بالدعاء، أنه سيجد من الله عز وجل إجابة؛ لأن الله تعالى قال: (فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ)، فلا أحد يجيب الداعي ويقيم العثرات كما يفعل رب الأرض والسموات، سبحانه وبحمده، وأما مجيء ذلك بصيغة الجمع، فالله تعالى يخبر عن نفسه بالإفراد أحيانًا كما في قوله تعالى: (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) وهذا واضح لا إشكال فيه؛ لأنه سبحانه واحد أحد، وأحيانًا يعبر الله عن نفسه بالجمع، وذلك في آيات عديدة، والعرب تطلق الجمع وتقصد الواحد على وجه التعظيم، كما في هذه الآية، وكما في قوله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}سورة الحجر الآية 9، وقوله: (وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا)سورة الأعراف من الآية 11، وقوله: (أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ)سورة المؤمنون الآية 115، فالجمع هنا للتعظيم وليس للتعدد.