السؤال:
أقسم الله بالزمن أو الوقت في آيات كثيرة، فما الحكمة من هذا الأمر؟
الجواب:
أولاً: ينبغي أن نلفت الأنظار إلى أن الله جل وعلا لا يُسأل عما يفعل، ولا عما يقول، كما قال تعالى: {لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ}سورة الأنبياء الآية 23.
ثانيًا: أن لله أن يقسم بما شاء، وقد أقسم بأشياء كثيرة من مخلوقاته، أقسم بالسماء والأرض، وأقسم ببعض الجبال، وأقسم بفواكه وأماكن، وأقسم بأشخاص، وله الحكمة في ذلك كله، وما من شيء أقسم الله تعالى به إلا وله حكمة في إقسامه به، وهذه الحكمة قد تتبين من سياق الآيات، وقد لا تتبين، وهذا محل تأمل وفكر ونظر، فمثلاً أقسم الله تعالى في سورة واحدة بأربعة أشياء: طعامين ومكانين، {وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ (1) وَطُورِ سِينِينَ (2) وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ}سورة التين، فإذا تأملت ما الجامع بينها؟ ستجد أنها جميعها مواضع الرسالات، فالتين والزيتون ثمرتان تكثران بالشام وبيت المقدس، وطور سينين المكان الذي أوحى الله فيه لموسى عليه السلام، والبلد الأمين مكة، حيث أوحى للنبي صلى الله عليه وسلم، فأقسم الله تعالى بأماكن نزول الوحي؛ تعظيمًا لها، وهكذا يمكن أن يقال في سائر ما يقسم الله تعالى به، أن فيه إشارة إلى عظمة المقسَم به، ولفتًا للأنظار للتأمل إلى ما فيه من الأسرار والحكم والعبر، والله أعلم.