السؤال:
ما صحة حديث شكوى علي - رضي الله عنه - للنبي صلى الله عليه وسلم من تفلُّت القرآن، وإرشاده إلى صلاة معينة ليلة الجمعة من أربع ركعات في كل ركعة ذكر معين؟
الجواب:
حديث علي رضى الله عنه أنه شكا للنبي صلى الله عليه وسلم من تفلُّت القرآن أو عجزه عن عدم التمكن من حفظه، فأرشده إلى صلاة يقول فيها ذكرًا خاصًّا ويقرأ فيها آيات معينة، هذا الحديث لا يصح من حيث الإسناد. والنبي صلى الله عليه وسلم قد أرشد الأمة إلى الطريق الذي يضبط به القرآن ويحفظ، ففي الصحيحين من حديث أبي موسى وكذلك ابن عمر وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «تعاهدوا القرآن، فوالذي نفسي بيده، لهو أشد تفصيًا من الإبل في عقلها»أخرجه البخاري (5033) عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه.، أي: جددوا عهدكم بالقرآن، فلا يمتد الزمن بينكم وبين ما حفظتم من قرآن، لكي لا يتفلت منكم؛ لأنه أشد تفلتًا من الإبل في عقلها، فالبعير إذا حُل عقاله انطلق بسرعة، فكذلك القرآن إذا غفل عنه التالي، وطال عهده به؛ ولذلك ينبغي لمن كان معه شيء من القرآن قليلاً أو كثيرًا، أن يكثر من مراجعة القرآن، على حسب طاقته، وعلى حسب ما يحفظ من القرآن، والله أعلم.