السؤال:
حديث أبي هريرة: ((مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يُطِيلَ غُرَّتَهُ فَلْيَفْعَلْ))أخرجه البخاري (136)، ومسلم (246). كيف نطيل الغرة في الوضوء مع أن أعضاء الوضوء كالوجه مثلا لها حدود معروفة؟
الجواب:
إطالة الغرة هنا محددة من حيث الأعضاء، لكن إطالة الغرة والله أعلم يراد بها إدامة المحافظة على الوضوء؛ لأنه إذا كان الوضوء مستمرًّا فقد أطاله وأطال غرته بتكثير الوضوء وإدامته، فكلما أحدث تطهر؛ لأن الوجه محدود، وهو منحنى الجبهة من منابت الرأس إلى أسفل الذقن، ولا يمكن أن ينزِل على الرقبة، ولذلك قال العلماء: إنَّ غسل أو مسح الرقبة محدث، وليس من فعل النبي صلى الله عليه وسلم.
فالمقصود بإطالة الغرة: المحافظة على الوضوء. وهذا هو الذي يظهر لي والله أعلم.
وبالنسبة لزيادة أبي هريرة في التحجيل فهذا اجتهاد منه رضي الله عنه، وقد خالفه عليه عامة الصحابة، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، فالنبي صلى الله عليه وسلم -كما في حديث أبي هريرة أخرجه مسلم (246). - كان إذا توضأ غسل يديه حتى أشرع في العضد، يعني: بدأ في العضد، وهكذا في القدمين حتى أشرع في الساق، أي: تجاوز الكعبين إلى الساق، لكن لا يرفع عن ذلك كثيرًا.