السؤال:
ما هي صفة زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم؟
الجواب: صفة الزيارة أن يأتي كما فعل ابن عمر فيما نُقل عنه في مصنف ابن أبي شيبة، وعبد الرزاق وغيرهم، أنه إذا كان جاء من سفر جاء إلى قبر النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: السلام عليك يا رسول الله - انظر للاختصار - السلام عليك يا أبا بكر السلام عليك يا أبتي؛ فسلم على النبي -صلى الله عليه وسلم- ابتداءً ثم سلم على صاحبيه أبي بكر وعمر، وهذا يدل على أنه لم يكن وقوف كبير مما يفعله الحجاج مما يسبب ازدحامًا، وبعضهم قد يدعوه هذا الوقوف إلى نوع من المخالفات؛ إما التوسل بالنبي -صلى الله عليه وسلم- أو طلب قضاء الحاجات منه -صلى الله عليه وسلم- وهو من أبغض ما يكون إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يُقصد من دون الله، أو يكون ندًّا لله.
ولذلك الرجل لما قال: ما شاء الله وشئت. قال: جعلتني لله ندًّا؟! قل: مع أنه خطأ لفظي لكنه يشير إلى إشكالية في التسوية لله -عز وجل-، قال: جعلتني لله ندًّا، بل قل: ما شاء الله وحده.
وينبغي ألا يتوجه الحاج في حاجة إلا إلى الله -عز وجل-، أما النبي فهو حبيبنا، وهو قائدنا، وهو إمامنا، وهو الأسوة الذي نأتسي به في الدقيق والجليل، وقد حذرنا من أن نغلو فيه -صلى الله عليه وسلم-، وقال: لا تطروني كما أطرأت النصارى المسيح ابن مريم، فإنما أنا عبدٌ فقولوا: عبد الله ورسوله. وأكمل الهدي أصحابه الذي أحبوه أعظم محبة، ومع ذلك لم يكن منهم شيءٌ من الغلو فيه -صلى الله عليه وسلم-.