المقدم: شيخنا إذا اعترفنا بوجود الخلاف في أطراف هذه الامة بل في وسطها وفي عمقها ووجود الخناجر في خاصرتها إلا أن هناك تقصير في رد كل خلاف ورد كل إشكال إلى الكتاب والسنة في كل أطراف الأمة الإسلامية حتى إذا اختلفت الدول الإسلامية أو علماء الأمة الإسلامية أو حكام الأمة الإسلامية ليس هناك رد للخلاف إلا الكتاب والسنة هل هذا ابتعاد عن الكتاب والسنة؟
الشيخ: بالتأكيد يعني تشبث كل إنسان برأيه ووجهة نظره وموقفه لا يمكن أن يوجد أرضية مشتركة للاجتماع والحل والله ـ تعالى ـ يقول: ﴿فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ﴾[النساء: 59] والرسول أن الواجب أي شيء يتنازع فيه الناس أن يرد إلى كتاب الله وإلى سنة رسوله –صلى الله عليه وسلم-هذا هو الفيصل الذي ترضى به النفوس وتطمئن، لكن المشكلة أنه الأمة الإسلامية يعني بعدت في مواضع كثيرة عن الكتاب والسنة وبليت بمنافقهم لا يردون التحاكم من الكتاب والسنة إنما يرضون أن توافقهم على ما هم عليه من آراء، وبالتالي ينبغي الثبات على الحق والصبر والرد إلى الكتاب والسنة؛ لأنه هو المخرج والمنجى لكل هذه المهالك والمنازعات القائمة.
نحن لا نقول نحن أمة مثالية نحن فينا من أسباب الفرقة والنزاع والشر واختلاف الآراء من الأمة من لا يرضى بالله ربا وبالإسلام دينًا والنفاق موجود إذا كان موجود في زمن النبي –صلى الله عليه وسلم-فكيف لا يكون موجودًا في دنيا الناس بعد النبي –صلى الله عليه وسلم-فنحن نحتاج إلى أن نشيع الخير بين الناس وأن نصبر على أن المؤذين وأن نبين الحق بالحجة والبرهان والدليل وأن نقدر الأمور تقديرًا يغلب المصلحة على المفسدة ويرد الكتاب ويرد الناس إلى الكتاب والسنة برفق وبما يحقق المقصود ويدرء المفسدة.
المقدم: أحسن الله إليكم شيخ خالد استوقفني قبل قليل حديثكم الجميل جدا واللفتة الرائعة ولعل المشاهدين يستعيدون الذاكرة إلى ثلاث أو أربع دقائق عندما قلتم المتأمل في خارطة العالم يجد أن العالم الإسلامي هي البقعة المشتركة وهو المكان المليء بالصراعات والاختلافات والحروب كيف نرد على من يقول أنه ربما عدم تطبيقكم الحقيقي للإسلام هو الذي أدى إلى هذا أو أنكم تدعون الإسلام شكلًا ولا يوجد مضمونًا فهذا حالكم؟
الشيخ: والله يا أخي الكريم الأسباب التي من خلالها حصل ما يحصل أو يحصل ما يحصل في الأمة الإسلامية من تفرق ونزاع وخلافه له يعني عدة مناحي ويؤخذ من عدة اتجاهات من الأسباب بالتأكيد غياب الحكم بما أنزل الله فيما يتعلق بالأشخاص ثم يتعلق بالمجتمعات والتعاملات بين الناس يعني هناك في غياب للحكم الإسلامي في الأفراد بمعنى أنه أنا ما التزم بما أمر الله ـ تعالى ـ به التزاما تامًا في صورتي وأخلاقي أتبعها، الجهل عدم العلم يعني عندنا إشكالية عدم العلم، عدم العمل هناك عدم علم بما يجب، وهناك عدم عمل بما يجب ممن يعلم وهناك من يثير هذه النزاعات والفرقة يعني أنت تتصور أن المجتمعات الأخرى ما عندها تنوع واختلاف وفرقة وأسباب الإشكال يعني أنت إذا نظرت إلى الهند على سبيل المثال قارة فيها من الأديان ما الله به عليم واللغات وماشية الناس ما عندهم مشكلة ولا يسمع عنهم ما يسمع في بلاد.
هناك من يزكي هذه الصراعات، هناك من يقتات على هذه الصراعات، وهناك من يستعمل هذه الصراعات لتحقيق مصالح ومكاسب له وبالتالي دورنا هو في لمس وتوحيد الكلمة والاجتماع قد يقول قائل طيب أنتم يعني بهذا تفوتون مصالح وقد تهتمون ببقعة من الأمة الإسلامية وتهملون البقاء يعني نحافظ على بقعة سالمة موحدة هو مكسب وكل جهة تقوم بهذا في جهتها من هذا النسيج الذي سلم هنا وهنا وهناك يمكن أن يتكون الأمة الموحدة السالمة من الآفات.