المقدم: قلتم كلمة في ثنايا الحلقة إن عدسات الكاميرات وهذه الشاشات التي يجلس خلفها الملايين تؤثر أكثر من فوهات المدافع والبنادق والصواريخ، سؤالي هنا هل ممكن أن تكون مؤثرة إيجابيًا فيهتدي ويصلح ويعود إلى الحق أحد من خلالها، وفي المقابل هل ممكن أن ينتكس أحد من خلالها؟
الشيخ: بالتأكيد كل أوجه التأثير حاصلة وأنت رقيب على نفسك فيما تشاهد وترى وتسمع، وإيمانك أسلم ما تملك فلا تعرضه للمهالك كثير من الناس يقول والله أنا بس أشوف بس ما يضرني وفي واقع الأمر أنه ينفذ إلى قلبه تشكيكًا أو ينفذ إلى قلبه إزاغة فينحرف.
ولهذا كان السلف يأبون أن يعرفوا أنفسهم من المهالك حتى إن سعيد بن المسيب جاءه رجلان من أهل الانحراف قالا له نقرأ عليك آية قال: ولا حرف واحد وضع إصبعيه في أذنيه، مع أنهم قالوا نقرأ قرآن يعني لكنه خشي على نفسه، وقد قال النبي –صلى الله عليه وسلم-اجعلها منهج لك، وكذلك أنتِ أيتها الأخت اجعلها منهج لكِ «فِرَّ من المجذومِ فراركَ من الأَسدِ»صحيح البخاري (5707) إذا كنت أنت تخشى من عدوى الأثر البدني، فالعدوى الفكرية أعظم خطرًا وأكبر تدميرًا، أما ما يتعلق بالهداية نعم يعني لا تحقرن من المعروف شيئًا ولو أن تقول كلمة، فرب كلمة قلتها أحيت نفسًا أشرفت على الهلاك وأنت لا تعلم.
أنا من عجائب ما مر علي في موضوع التأثير، بعض الناس يقول برامج الفتوى مثلا ما يمكن أحد يشاهدها يبعد أنه يشاهد أحد ويسلم؛ لكن اتصلت بنا اخت في إحدى القنوات، وقالت أنا عندي زميلتي كانت نصرانية وشاهدت البرنامج في ذلك اليوم اللي كنت في سؤال عن القضية الفلانية، وأبشرك أنك أسلمت يعني أقول لك بعض الأحيان تستبعد وجود تأثير؛ لكن التأثير موجود، ولذلك ينبغي ألا نبخل على أنفسنا وأن نقدم الخير بأحسن أسلوب نستطيعه والحق فيه قوة بدون أن نبذل، لكن هو قوته ذاتية، فإذا أحسن عرضه كان ذلك مزيدًا وربحًا.