المقدم: مثل كثرة هذه المشارب الفضائية الجيدة والسيئة والرديئة والحسنة والإيجابية والسلبية كثرتها وزخاتها التي لا تتوقف، هل تحتم علينا أن نكون في موقف المتفرج أو الممتنع عن المشاهدة أو أن ندخل وننافس في هذا الإعلام أقصد نحن كمحافظون يعني.
الشيخ: لا بالتأكيد الجلوس هو استسلام؛ لأنه هذه القنوات اجتاحت اليوم ليس هناك وسيلة للمحاصرة إنما هناك وسيلة للمشاركة والمساهمة والمدافعة فيما يتعلق بتقرير المعاني الطيبة يعني الذين يمتنعون مثلا عن استعمال هذه الأجهزة في بيوتهم هذا نوع من وسائل التحصين الذي يمارسه البعض، لكن هؤلاء لا يغفلون عن أنه اليوم لم ينحصر الإعلام بجهاز في وسط الصالة أو في غرفة النوم، بل الصغار في أجهزتهم المحمولة من جوالات ذكية كفية تعرض كل ما في الدنيا وقد تنتقي وقنوات اليوتيوب جلبت البعيد وبلا رقيب ولا حسيب، بالتالي مسألة الإنسان يجلس ويقول والله أنا انظر ماذا يجري وأرقب ليس بصحيح السلبية لا تقدم نحن أهل رسالة نحن الله ـ تعالى ـ قال: ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ﴾[آل عمران: 110] أنفع الناس للناس أهل الإسلام يدلونهم على الخير ويعرفونهم بالحق وقد قال النبي –صلى الله عليه وسلم-: «بَلِّغُوا عَنِّي ولو آيَةً»صحيح البخاري (3461) ولتحقيق هذا الأمر يسلك المؤمن كل سبيل وكل طريق نحن لسنا فقط ندخل لنشارك أو لنزاحم ونخفف الشر لا، بل هذا مقصد وهدف لكن هناك هدف وإيصال صوت هذا الحق إيصال هذه الرسالة إلى من يحتاجها في شرط الدنيا وغربها.
يا أخي فيه أمم لا تعرف عن الإسلام إلا ما يقدمه الإعلام الذي يشوه هذا الدين ويظهره بمعاني رديئة أنا كنت في إحدى الجهات كنت في ألمانيا لفترة من الزمن عدد المتحدثين بهذه اللغة مائتي مليون في ذلك قبل أربع خمس سنوات مائتي مليون سألت كم قناة تحدثهم بلسانهم وتعرفهم الإسلام؟ ما في ولا قناة هذا تأخر وتخلف، قل مثل ذلك في اللغة الصينية، قل مثل ذلك الصين مليار وليس هناك إلا جهود يسيرة صغيرة لا تذكر في أقول حتى محادثة المسلمين المتحدثين باللغة الصينية ليس هناك جهود فما بالك بغيرك؟
نحن نحتاج إلى أن نعرف وزن الإعلام، وأنا ادعو أصحاب الأموال، وأدعو الحكومات، وأدعو الجهات المقتدرة أن تعرف أن الاستثمار الأكبر والتغيير الأكبر الذي يمكن أن يحدث في العالم هو من خلال الإعلام، الإعلام أصبح أفتك يعني هذه العدسات أفتك من فوهات المدافع والبنادق ورجامات الصواريخ وما إلى ذلك؛ لأنها تغير الأفكار يعني أنت قد تمسح بلد بنوع من القذف والحرب لكن يبقى أهلها صامدون ويعودون إلى ما كانوا عليه من خلال نشأة جديدة، لكن لما تأتي وتتكلم وتتحدث عن أفكارهم تصل إلى قلوبهم عند ذلك لا يضرك أينما كانوا حيث ما سكنوا وفي أي جهة كانوا لأنك ملكت قلوبهم.