المقدم: أنت تستمع إلى رجل كما ذكرت أنت وصفته تقول شيعي يتحدث واستفدت منه تقول: هل استمر في الاستماع إليه أم لا هذا سؤالك
المتصل: نعم استفدت منه كثيرًا
المقدم: طيب تسمع توجيه الشيخ بإذن الله شكرا لك أخي نسيم الأخ نسيم من الجزائر يقول: أنه كان يستمع إلى رجل شيعي كان يتحدث يقول: بأني استفدت منه كثيرًا على حد تعبيره يقول: هل استمر في متابعته والاستماع لما يقول أم ماذا؟
الشيخ: الذي أوصي أخي به وأوصي كل مسلم ومسلمة أن يتحرى في أخذ دينه عمن يعظم الله ورسوله ويحب آل البيت وأصحاب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فإن الدين أنفس ما يملكه الإنسان، ولذلك لا يجوز له أن يتهاون في أخذ الدين عن كل متكلم، فإن الكلام الذي ينمق ويصفف، ويكون فيه من البلاغة ما فيه قد يسحر الإنسان فيجذبه من الصراط المستقيم إلى الضلال المبين، وقد قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم-: «إنَّ مِنَ البَيَانِ لَسِحْرًا»صحيح البخاري (5146) وهذا فيه مدح وفيه بيان خطورة الكلام أنه قد يكون في قلبه للحقائق وتغييره لأوجه الحق، كالسحر الذي يقلب الكلام من باطل إلى حق في السماع وهو على خلاف ذلك.
ولهذا كان السلف كما ذكر ذلك جماعة من الأئمة ينهون عن مجالسة أهل البدع والأخذ عنهم ونصيحتي لكل مؤمن يؤمن بالله واليوم الآخر أن يكف عن سماع كل من انحرف عن الصراط المستقيم، وترك الهدي القويم الذي عليه جمهور الأمة، مهما كان كلامه حسنًا في قضايا الديانة جميلًا، فإن الأمر خطير وتجري ما ذكرها الذهبي ـ رحمه الله ـ عن ابن عقيل وهو من الكبراء في مذهب الحنابلة قال: كان أصحابي يريدون مني ألا أسمع للمبتدعة ففاتني علم نافع. هكذا قال علق الذهبي قال: كانوا ينهونه عن سماع المعتزلة فلم يستجب فسمع كلامهم حتى وقع في حبائلهم وتورط في أقوالهم.
وهذا على أن ابن عقيل موصوف من كبار العلماء، فالمطالعة للكتب التي فيها انحرافات أو سماع لكلام المنحرفين عن طريق أهل السنة والجماعة ينبغي الحذر منه، وهنا نجمع هذا السؤال مع سؤال الأخ الذي يسأل عن الأحمدية هم القاديانية وهم الذين يعتقدون أن زعيمهم أحمد نبي بعد النبي –صلى الله عليه وسلم-ويقولون إن النبوة لم تختم وهؤلاء قد أجمع العلماء بكافة مذاهبهم وكافة بلدانهم على أنهم كفار وأنهم ليسوا من الإسلام في شيء وإنهم مكذبون للقرآن العظيم.
فهذه المذاهب الباطنية التي تروج وقد تأتي بكلام جميل، وقد تأتي بحق ملبس هو شوف يا أخي أنا أنبه ما من ضال إلا معه نور من الحق هذا النور الذي من الحق هو الذي يروج قوله، وهو الذي يجعل له قبولًا عند الناس، فينبغي الحذر من هذه الظلمة التي فيها هذا الثقب اليسير من النور، فلا تحصر وتختصر هذا الضلال المبين بهذا الشعاع أو هذا الثقب المضيء الذي ليس منهم ولا من انحرافهم إنما هو من رواسب الحق التي بقيت معهم رغم ما عندهم من الضلال.
لهذا أنا أوصي إخواني وأخواتي بأن يجتنبوا السماع لمن لا يعظم الله لمن لا يعظم النبي –صلى الله عليه وسلم-لمن لا يعظم الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ لمن لا يوقر أئمة الإسلام وعلمائه هؤلاء يجب الحذر منهم، وإن نمقوا ما نمقوا وأظهروا فلسفة أو قوة وبيانًا أو استعراضًا لمعلومات ومعارف كل هذا يتهاوى أمام ما معهم من الباطل وما عندهم من الخير ومن الحق ستجده عند غيرهم من أهل الإسلام ومن أهل السنة والجماعة.
فأنا أوصي بهذا الأمر وأحذر ليس ضعفًا بعض الناس يقول: لا خلينا نسمع ونشوف يا أخي أنت الآن عندما تأتي إلى بلد موبوء تقول: والله خلينا نشوف قوة صحتي وقوة المضادات اللي عندي وقوة مناعتي أدخل لهذا المكان الموبوء وأعرض نفسي للعدوى أم أنك تتوقى وتحذر وتبعد؟ هذا حجر صحي للأبدان وكلنا نقر به ونأخذ به فلماذا لا نقر بالحجر الفكري الذي معناه أن يعزل أصحاب الضلالة وأن يبعد عنهم وما عندهم من خير نجده عند غيرهم.
المقدم: أحسن الله يا شيخ وجزاكم خيرًا وهو أخطر من الصحي يا شيخ؟
الشيخ: بالتأكيد لأن فساد الأديان والقلوب والعقائد أعظم من فساد الأبدان.
المقدم: جزيتم خيرًا يا شيخ وقد أجبت عن سؤال يا شيخ نسيم وعن سؤال يعقوب حول القاديانية يا شيخ هو سأل أيضًا يقول: أي المذاهب التي يجب إتباعها هل يتبع المذاهب يا شيخ؟
الشيخ: الذي يجب إتباعه من العقائد ما دل عليه القرآن ما عندنا شيء لا نتبع زيد ولا عبيد ما كان عليه نص القرآن وما في السنة وما كان عليه صدر هذه الأمة «خيرُ القُرونِ قَرْني ثمَّ الذين يَلُونَهم ثمَّ الذين يَلُونَهم»صحيح البخاري (2651)، وصحيح مسلم (2533)ما كان عليه أهل القرون المفضلة هذا الذي ينبغي أن يكون عليه المؤمن، وهم من عرفوا باسم أهل السنة والجماعة، هؤلاء هم أهل الإسلام الذين ينبغي الحرص على أخذ العقائد والأعمال منهم، وأما من عادهم فعنده حق وباطل وضلال وهدى وخلط عليه نسأل الله الهداية لضال المسلمين.
المقدم: اللهم أمين.