×
العربية english francais русский Deutsch فارسى اندونيسي اردو

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الأعضاء الكرام ! اكتمل اليوم نصاب استقبال الفتاوى.

وغدا إن شاء الله تعالى في تمام السادسة صباحا يتم استقبال الفتاوى الجديدة.

ويمكنكم البحث في قسم الفتوى عما تريد الجواب عنه أو الاتصال المباشر

على الشيخ أ.د خالد المصلح على هذا الرقم 00966505147004

من الساعة العاشرة صباحا إلى الواحدة ظهرا 

بارك الله فيكم

إدارة موقع أ.د خالد المصلح

مرئيات المصلح / فضائيات / كيف تقي ولدك وأهلك النار

مشاركة هذه الفقرة WhatsApp Messenger LinkedIn Facebook Twitter Pinterest AddThis

المشاهدات:11801

المقدم:نريد منكم يا شيخ توجيهًا يقول للشباب المسلم هناك، يكون حتى لا ينجرف مع كثير من المغريات، يقول: كيف أساهد أهلي ليحافظوا على دينهم، ويحفظوا دينهم، ويحفظوا أنفسهم، يبدو أنه كما يقول، يقول: أنا أعاني يعني مع أحد أبنائي ولا أعرف كيف أرد أبني عن الضلال أرجوا التوجيه؟

الشيخ:اللهم أهدنا فيمن هديت، بالتأكيد أن السؤال هذا يعني سؤال مهم، ونحن بحاجة إليه في كل البلدان لكن يختلف هذا من بلد إلى بلد، بالتأكيد الذي ينشأ في بلاد الإسلام يكون عامل الفتنة عنده فيما يتعلق بأسباب الضلال والانحراف في الشبهات أو في الشهوات أقل منه في بلاد غير المسلمين، بالتأكيد هذا يجب يُراعى.

لكن الجميع مأمورون بقول الله ـ تعالى ـ: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ[التحريم:6]، فهم مأمورون أيضًا الجميع في بلاد المسلمين وفي بلاد غير المسلمين بما أمر الله تعالى به المؤمنين ﴿وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى[طه:132].

وكلهم مندرجون فيما جاء به الحديث من حديث عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنه ـ في الصحيحين: «كلُّكم راعٍ وكلُّكم مسؤولٌ عن رعيتِه»صحيح البخاري (893)، وصحيح مسلم (1829)، هذه النصوص لا تفرق بين مسلم في بلاد الإسلام وبين مسلم يعيش في غير بلاد الإسلام، كلهم مطالبون بأن يصونوا أنفسهم وأن يصونوا من تحت أيديهم من أسباب الضلال والانحراف، وأن يقوا أنفسهم وأهليهم نارًا وقودها الناس والحجارة.

ووقاية النفس والولد النار التي وقودها الناس والحجارة يكون بأمرين: بحملهم على فعل الواجبات، وبمنعهم عن ما يوقعهم في النار من المعاصي والسيئات، طبعًا القضية تبتدئ من النشأة، من البداية، من الطفولة، ينبغي أن يبادر إلى التربية الطيبة التي ينشأ فيها ولده ذكرًا كان أو أنثى، شابًا أو شابة، ابنًا أو بنتًا أن ينشئهم على طاعة الله منذ نعومة أظفارهم، وأن يهيأ لهم البيئة الطيبة الصالحة التي تكون مكسبة لهم المعاني الراشدة، والأخلاق الفاضلة، وتعطيهم حصانة من التورط في سيء الأخلاق والأعمال.

طبعًا هذا يتفاوت يعني بالتأكيد ليس أمرًا متيسرًا لكل أحد لكن هذا هو الهدف الذي ينبغي أن نصبو إليه، وأن نسعى إليه، وأن نبذل جهودنا في تحقيق أن يوجد بيئة طيبة تحيط بأبنائنا، أن نعزلهم عن البيئات الرديئة التي تكسبهم العادات والأخلاق والسلوك المنحرف، وأن نبادر بتوجيههم منذ السن الذي وجه إليه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في قوله: «مُروا أولادَكم بالصلاةِ لسبعٍ، واضرِبوهم عليها لعشرٍ»سنن أبي داود (495)، ومسند أحمد (6756).

التفريط في هذه البدايات ينعكس على ما بعد ذلك فتكون المعاناة شديدة، لا يعني أنه إذا بدأ بهذا ستكون هناك ضمانة أن لا يكون هناك انحراف في المستقبل لا، إنما هي بدايات وأسباب إذا بذلها الإنسان واستعان الله تعالى على بذلها في أن يبدأ بإصلاح ولده منذ البداية، وتهيئة البيئة الصالحة في أم وأسرة، وفي محيط طيب، هذا بالتأكيد أنه من أسباب الحفظ والصيانة.

لكن قد يخرج من هذه البيئة من يكون على خلاف المتوقع مثل ما جرى في ولد نوح ـ عليه السلام ـ: ﴿يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا وَلا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ[42]قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ[هود:42-43]فأبى أن يسلم ووقع فيما وقع فيه أهل الكفر، فالمقصود أنه ينبغي أن نسعى لتكوين البيئة الطيبة، وتنشئة أبنائنا على الصلاح، نبذل هذه الأسباب ونتكل على الله ـ عز وجل ـ نفوض الأمر إليه في حفظهم وصيانتهم.

من المهم أيضًا المبادرة إلى تعليمهم بالعلوم الشرعية التي تعرفهم الخير من الشر، وتعطيهم نورًا، تربيتهم على القرآن منذ البداءة هي من أسباب حفظهم وصيانتهم فالقرآن نور ويحفظ الله ـ تعالى ـ به الذرية والنشء من الانحراف، بناء الوازع الإيماني وهذا لاسيما في البيئات المفتوحة هو من المهمات؛ لأنه مهما حاولت أن تحجب، ومهما بذلت الجهد في أن تمنع فإن الشر يصل، ومن بلايا هذا العصر التي عمت كل الدنيا لا خلاف في هذا بين بلاد الإسلام وبلاد غيرهم تيسر أسباب المعصية، ولا شك أن تيسر أسباب المعصية هو من البلاء.

الله ـ تعالى ـ يقول: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللَّهُ بِشَيْءٍ مِنَ الصَّيْدِ تَنَالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِمَاحُكُمْ لِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَخَافُهُ بِالْغَيْبِ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ[المائدة:94]، ذكر الله ـ تعالى ـ ذلك في آيات تحريم قتل الصيد، ولنبلونكم بشيء من الصيد الذي منعتم من قتله ومنعتم من أخذه، تناله أيديكم أي سهل المنال ليس صعبًا أن تمسك بما تريد من الصيد غزال أو سائر ما يصاد من الصيود، ورماحكم يعني قريب الرمح لا يذهب بعيدًا وليس سهمًا إنما رمح، والرمح مداه قريب معنى هذا أنه الأمر سهل في حصول الصيد.

جعل الله ـ تعالى ـ ذلك بلاء: ﴿لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللَّهُ بِشَيْءٍ مِنَ الصَّيْدِ تَنَالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِمَاحُكُمْ[المائدة:94]لماذا؟ ﴿لِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَخَافُهُ بِالْغَيْبِ[المائدة:94]هنا السر أنه هذا ابتلاء ليتبين من يخاف الله ـ تعالى ـ في الغيب مع تيسر حصول المعصية، قرب المعصية من الإنسان كونها يسيرة، وكون ما يطلع عليها أحد، وكون كل هذه المعصيات هي من البلاء الذي يختبر فيه المؤمن ليرى إيمانه ويرى صدقه.

طبعًا الإنسان قد يخفق وهذا لا يعني أنه فاشل بل يعني أنه يحتاج إلى أن يستعتب وإلى أن يتوب، وأن يبادر إلى أسباب الحفظ ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ[الملك:12]، كما قال ـ جل وعلا ـ في سورة الملك، فينبغي للمؤمن أن يبذل جهده في أن يهتدي هذا الوازع في نفسه وفي أولاده أن يخافوا الله ـ تعالى ـ بالغيب، أن يخافوا الله ـ تعالى ـ خوفًا ذاتيًا بمنعهم من أن يقعوا في سيء العمل.

والخوف هنا هو تعظيم، إجلال، ليس خوفًا يحمل الإنسان على الهرب بل هو خوف مقرون بالمحبة، خوف مقرون بالإجلال والتعظيم لله ـ عز وجل ـ فيكون حاملًا على الامتثال رقًا وطاعة لعظيم صفوة هذا الرب الذي لا تخفى عليه خافية، وهو على كل شيء شهيد، وهو على كل شيء رقيب. هذه المعاني نحتاج إلى أن نربي أنفسنا وأهلينا عليها، طبعًا تركيز هذا الجانب وهو جانب التربية الذاتية، التربية الإيمانية، إيجاد الوازع الديني الذي يمنع الناس من السيئات هو ليس معناه أنهم لا يقعون في خطأ مطلقًا كما ذكرت، قد يقع في خطأ لكن أيضًا أن نعلمهم أنه الطريق مفتوح حتى لما أخفق، حتى لما تهفو بي القدم وأسقط فلا يعني هذا أن أبقى ساقطًا في عثرتي بل أن أفيق وأقوم كما قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فيما رواه الترمذي وغيره من حديث قتادة عن أنس: «كلُّ ابنِ آدمَ خَطاءٌ وخيرُ الخطائينَ التَّوابونَ»سنن الترمذي (2499).

فمعنى هذا أنه نحتاج إلى أن نستعتب نتوب، هذه أسباب كلها من الأمور التي يحفظ بها الإنسان إيمانه، ثم هناك حد يجب أن نفهم أولادنا وأهلينا هناك حد يجب أن لا... يعني خطوط حمراء أن لا تتجاوز، وأن يكون الإنسان في غاية الحذر من أن يقترب منها فضلًا عن أن يتجاوزها، الله ـ تعالى ـ يقول: ﴿وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا﴾[الإسراء:32] ما قال: لا تزنوا، معنى هذا أن هناك سياج ينبغي أن يكون بينك وبين المحرم، إذا اقتربت منه فلا يبعد أن تتورط فيما وراءه، والنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول فيمن غاش الشبهات: «وإنَّهُ مَن يرعى حولَ الحِمى يوشِكُ أن يخالطَهُ»سنن أبي داود (3329)حول المنطقة المحمية، الحمى هو المنطقة المحمية، الذي يرعى حول المنطقة المحمية ما يأمن أن يدخل فيها، ولذلك يوشك أن يقع فيها، يوشك أن يرتع فيه.

وبالتالي من المهم أن نبين لأولادنا وأيضًا أنفسنا في تربيتنا لأنفسنا؛ لأنه تربيتنا لأنفسنا تنعكس على معاملاتنا لأولادنا وأهلينا أنه هناك أنه ينبغي أن نحفظ مسافة بيننا وبين المحرم وهو ما نهانا الله ـ تعالى ـ عن قربانه مما هو وسائل وخطوات وتحصل خطأ.

الحديث في هذا الموضوع يطول لكني أختم في توجيهي كيف يحفظ الإنسان نفسه، ويربي أهله على الخير في البيئات التي تكون فيها الأمور منفتحة، أن يلح على الله ـ تعالى ـ في الدعاء، الدعاء باب عظيم من أبواب الهداية، وباب عظيم من أبواب الاستقامة، والله ـ تعالى ـ قد ذكر ذلك عن خليله إبراهيم ـ عليه السلام ـ في موضعه، في وقاية الشر وفي الفعل للخير، في وقاية الشر قال: ﴿وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الأَصْنَامَ[إبراهيم:35]فدعا لنفسه ولبنيه أن يجنبهم الله ـ تعالى ـ عبادة الأصنام، وفي مقام أداء واجباته وفعل ما أثبته الله من الحقوق له قال: ﴿رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ[إبراهيم:40].

فدعا الله ـ تعالى ـ أن يعينه وذريته على إقامة الصلاة أو على إقام الصلاة، وبالتالي نحن نحتاج إلى أن نفحل هذا الجانب أن يدعو الإنسان ربه بصدق وإخلاص، وإقبال وإخبات، ويبرأ من حوله وقوته أن يصلح الله ولده، وأن يهدي ذريته، وأن يحفظه من السوء، وأن يقيه من الشر، هذا الدعاء هو من أسباب حفظهم وصيانتهم ورعايتهم، إيجاد الصحبة الطيبة، الحرص على تفقد أصحاب أولاده وهذا كله من أسباب الوقاية.

طيب عندما يقع الإنسان في سوء وشرط ويتورط في أبناء قد انفلتوا هنا أقول: ما كان الرفق في شيء إلا زانه، فينبغي أن يترفق بهم، وأن يعاملهم بالحسنى حتى لو أساءوا، الله تعالى يقول في أعظم إساءة تصل إلى الإنسان هو أن يسعى أحد في نقله من الإيمان إلى الكفر، أعظم إساءة أن يسعى أحد إلى نقلك من إيمانك إلى كفرك، الإيمان بالله إلى الكفر به ـ جل وعلا ـ ومع ذلك يقول ـ تعالى ـ في حق الوالدين: ﴿وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا[لقمان:15]، والمعروف هنا هو من أسباب قربهم، من أسباب صلاحهم، من أسباب وقاية شرهم إما أن يهتدوا وإما في اقل الأحوال أن يكفيك الله شرهم، فالإحسان يدفع الإساءة من الإنسان.

نسأل الله الهداية والثبات، وأن يقينا وإياكم شر الفتن ما ظهر منها وما بطن.

المقدم:أحسن الله إليكم يا شيخ.

الاكثر مشاهدة

4. لبس الحذاء أثناء العمرة ( عدد المشاهدات94049 )
6. كيف تعرف نتيجة الاستخارة؟ ( عدد المشاهدات89968 )

مواد تم زيارتها

التعليقات


×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف