×
العربية english francais русский Deutsch فارسى اندونيسي اردو

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الأعضاء الكرام ! اكتمل اليوم نصاب استقبال الفتاوى.

وغدا إن شاء الله تعالى في تمام السادسة صباحا يتم استقبال الفتاوى الجديدة.

ويمكنكم البحث في قسم الفتوى عما تريد الجواب عنه أو الاتصال المباشر

على الشيخ أ.د خالد المصلح على هذا الرقم 00966505147004

من الساعة العاشرة صباحا إلى الواحدة ظهرا 

بارك الله فيكم

إدارة موقع أ.د خالد المصلح

مرئيات المصلح / فضائيات / طلب العلم في الجامعة الإسلامية

مشاركة هذه الفقرة WhatsApp Messenger LinkedIn Facebook Twitter Pinterest AddThis

المشاهدات:4140

المقدم: سؤالي يا شيخ من أحد الإخوة يقول: هل ينصحني صاحب الفضيلة بدراسة الشريعة يقصد في كلية الشريعة يا شيخ، هو حدد وقال: في الجامعة الإسلامية علمًا بأني قوبلت، وهو يا شيخ حاصل أيضًا على بكالوريوس في اللغة العربية في دولته، هل توجهونه وتنصحونه يا شيخ إلى إكمال هذا المشروع الذي قُبل فيه؟

الشيخ: الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.

أما بعد..

فدراسة العلوم الشرعية من خير ما يشتغل به الناس فإنه داخل في قول النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه البخاري ومسلم من حديث معاوية بن أبي سفيان ـ رضي الله عنه ـ: «من يُرِدِ اللهُ به خيرًا يُفَقِّهْهُ في الدِّينِ»صحيح البخاري (71)، وصحيح مسلم (1037)، فمن علامات إرادة الله ـ تعالى ـ بالعبد الخير أن يسلم به هذا السبيل، أن يرزقه الاشتغال بميراث النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ تعلمًا وتعليمًا، حفظًا وفهمًا، دعوة وتبليغًا فإن ذلك من أجل الأعمال هو أفضل ما يشتغل به الناس ذاك أن العلم الشرعي هو حياة القلوب وحياة الأرواح، فالأبدان تحيا بالطعام والشراب لو قطعت عنها طعامًا أو شرابًا ذبلت حتى تهلك.

كذلك القلوب إذا قطع عنها العلم الشرعي ذبلت حتى تهلك وتموت، ويكون موت القلوب قبل موت الأبدان في هذه الحال، لهذا الاشتغال بالعلم الشرعي هو من أفضل ما يشتغل به الناس في كل زمان، وفي كل مكان، ولاسيما عندما يفشو الجهل ويكثر وتتسع رقعته يكون هنا تعلم العلم هو مما يعظم فيه الأجر ويكثر فيه العطاء، وتدعو إليه الحاجة؛ لأن النفع الحاصل بتعلم العلم من حفظ الشريعة وتبليغها في حال قلة العلماء، وقلة أهل العلم، وقلة المشتغلين به تكون أكبر بكثير من الأوقات التي يكون هناك وفرة  في التعلم، ووفرة في التعليم، ووفرة في أهل العلم.

العلم الشرعي لا عدل له لمن صلحت نيته، هو أفضل القروبات، بل هو ينقسم إلى قسمين من حيث أحكامه التكليفية، فمن العلم ما هو فرض عين على كل أحد لا يسوغ ولا يجوز لأحد أن يتركه وهو العلم بالله ـ عز وجل ـ هذا القسم الأول العلم بالله ـ عز وجل ـ والعلم بالطريق الموصل إليه في الجملة، العلم بما يقوم به الدين. الله ـ تعالى ـ يقول لرسوله: ﴿فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ[محمد:19] فأمر الله ـ تعالى ـ بالعلم، وأول آية جاء فيها الوحي قال الله ـ تعالى ـ فيها لرسوله: ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ[1]خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ[2]اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ[العلق1 :3] فكرر الله الأمر بالقراءة وهي الطريق الذي يحصل به التعلم مرتين في مفتاح هذه الرسالة.

فلابد من تعلم قدر من العلم يحصل به إدراك ما يقوم به الدين في العقائد، وفي الأعمال، هذا لا ريب فيه ولا خلاف فيه بين أهل العلم، وهذا فرض على كل أحد، وهذا يمكن أن يحصله الإنسان من خلال التعليم النظامي، وإذا لم يتيسر له يحصله من طريق التعليم الخيري في المساجد من طريق التعلم، من طرق وسائل الاتصال الموجودة الآن، ليس هناك عذر لأحد في أن يتعلم ما يجب عليه أن يتعلمه مع هذا التيسر والتسهيل الحاصل في تحصيل العلم وطلبه، هذا هو القسم الأول وهو العلم العيني الكفائي، العلم العيني الواجب وجوبًا عينيًا على كل مكلف هو ما يصلح الإنسان به دينه وهذا متفاوت من شخص لآخر فليس الناس فيه على درجة واحدة، لكن هناك أمور مشتركة: العلم بالله، العلم بتوحيده، وبما له من كمالات، وبأنه رب العالمين ـ جل في علاه ـ والعلم بإلهيته وأنه لا يستحق العبادة سواه، كل هذه أصول فيما يتعلق بالعلم بالله.

والعلم بالطريق الموصل إليه في أركان الإسلام فأركان الإسلام من خلال أن يحقق الإنسان إقامة الصلاة: «صلُّوا كما رأيتموني أُصلِّي»صحيح البخاري (631)، ولا يمكن أن يتحقق هذا لمسلم إلا بتعلم كيف صلى النبي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ كذلك سائر العبادات التي يحتاجها الإنسان ويقوم بها دين من الفرار لابد من تعلمه.

القسم الثاني من التعليم الكفائي الذي فرضه فرض على قدر الكفاية وهو سائر العلوم الشرعية التي بها تُحفظ الشريعة، هذا النوع من العلم لابد من الاجتهاد في تحصيله لاسيما في هذه الفترة التي قل فيها المقبلون على تعلم العلوم الشرعية، وقلت الرغبة، وكثرت الصوارف وأصبح الناس يشتغلون بنتف وفروع العلم، وحوائفه دون أن يشتغلوا بأصله العلم بالقرآن، العلم بكلام النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فأشرف العلم فهم كلام الله ـ عز وجل ـ وفهم كلام النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهذا الذي ارتفعت به أقدار الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ على زيادة على ما من الله به عليهم من شرف الصحبة، فقد من الله عليهم بفهم كلامه، وفهم كلام رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ففاقوا طبقات الأمة.

إذًا العلم الثاني العلم الكفائي يشتغل به كل قادر والاشتغال فيه فضيلة وخير لكنه فرضه فرض كفاية بالقدر الذي تحصل به كفاية الأمة. يقول قائل: أنه والله الآن كلية الشريعة تخرج بالمئات بل الألوف في عرض العالم الإسلامي وطوله، لكن أقول مع هذا لازالت هناك حاجة ماسة لتعلم العلوم الشرعية، الكليات والجامعات والمعاهد هي تخرج مجموع من الطلاب وهي كسائر الكليات تخرج المتخصص الراغب، وتخرج غير الراغب الذي دخل لأجل أن يقتات بهذه الشهادة أو يكتسب وظيفة أو دخل برغبة إنهاء الدراسة الجامعية وتيسر له هذا التخصص وما أشبه ذلك.

المقصود أنك لو أردت أن تنسب عدد المتميزين الذين يحصل بهم رفع الجهل عن الأمة ممن تخرج من هذه الجامعات لوجدت أن العدد قليل، لذلك أنا أوصي كل من له كفاءة علمية، وقدرة وفيه نبوغ أن يتوجه إلى العلوم الشرعية، هذا لا يعني أن تُعطل بقية العلوم الأخرى، العلوم الأخرى يعني أنت قد لا تحتاج إلى أن تُرغب فيها لأن المرغبات فيها من حيث الوظائف، ومن حيث الفرص العملية، ومن حيث المنافع المادية أكثر من العلوم الشرعية بالتالي يعني الأمة محتاجة إلى تلك التخصصات؛ لكن يبقى الحاجة عندما توازن بين الحاجة إلى العلوم الشرعية والحاجة إلى غيرها تجد أن هناك فرقًا واسعًا في حصول الكفاية، لا شك أن هناك فقر ونقص وتدني في المستوى الذي تحتاجه الأمة في الأمرين في العلوم الشرعية وحتى في العلوم التجريبية التقنية الدنيوية، لكن عندما يأتي الإنسان للخيار ينبغي له أن يختار ما يرى أنه ينفع فيه وما عده قدرة فيه، ويستعين الله تعالى.

فإذا استوت الأمور أنا لا أشك أن يتوجهوا إلى العلوم الشرعية أفضل لهم في الدنيا وخير لهم في الآخرة من غيرها. هذا لا يعني سلب الفضائل والخير الحاصل بالتخصصات الأخرى إذا قصد بها كفاية الأمة ورفع الحاجة، حاجة الأمة إلى تلك العلوم. يعني من الناس من يقول يعني: أنتم تشجعون على العلوم الشرعية وما الذي جنيناه من هذه العلوم الشرعية؟

الحقيقة أن هذا نوع من الجناية على العلوم الشرعية؛ لأنه العلوم الشرعية بها حياة الناس يا أخي كيف يعبد الناس ربهم إذا لم يتعلموا الشريعة! كيف يعرفون ربهم إذا لم يتعلموا الشريعة!

قد يقول قائل: والله نحن نصلي ونصوم، طيب هذا تصلي وتصوم هذا فيما بينك وبين الله، لكن لما تريد متخصص أن يبين لك مثلًا أحكام الإيجارة منتهية بالتمليك، لن يأتيك العام الذي يصلي ويصوم وليس عنده من معارف الشريعة إلا ما يقيم به صلاته، وما يعرف به الله ـ عز وجل ـ في الجملة لإجابتك عن هذه المسائل، ثم يقال: لماذا يعجز الفقهاء ويعجز المتخصصون في العلوم الشرعية عن تلبية الحوائج المستجدة في حياة الناس؟

لأنه نحن لم نعمل إلى إيجاد فقهاء، وإيجاد علماء، وإيجاد متخصصين يواكبون هذه الحاجة المتتابعة التي تستخرج من هذا الكنز الموجود في الكتاب وفي السنة من علوم الشريعة ما تستخرج منه، ما يجيب على حاجات الناس، الله ـ تعالى  ـ يقول:﴿مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ[الأنعام:38] فما من شيء يحتاجه الناس إلا وسيجدون الجواب حكمه في كلام الله أو في كلام رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لا يلزم أن يكون ذلك بالتعيين وبالخصوص إنما يكفي فيه العموم والإطلاق الذي في النصوص الذي يتسع شيئًا كثيرًا من أحوال الناس وحاجاتهم.

المقصود أنه التوجه إلى العلوم الشرعية هو خير ما يدرك به الإنسان فوز الدنيا وفوز الآخرة، بقية التخصصات فيها خير، وأنا قد يقول قائل: ليش تكرر هذا الكلام؟ لأنه الآن أنا أعرف أنه بعض الناس يقول: أنتم ملئتم آذاننا بفضائل العلوم الشرعية فلماذا تتركون الجوانب الأخرى؟

الجوانب الأخرى فيها فضل لكن عندما نوازن بين الفضل ينبغي أن نفرق، أما لما أجي اشتري جهاز جوال أو هاتف فأنا أعرف أنه هذا الماركة كذا والماركة كذا وأنا أفاضل وهو على حسب قدرتي سأشتري الأفضل والأعلى والأكمل والمحقق لرغبتي وحاجتي، لا يعني أني أهدر فوائد أو خصائص أو مميزات الجوانب الأخرى لكن أنا اختار الأعلى وهذا ما أوجه إليه فيما يتعلق بالعلوم الشرعية.

يا أخي توكل على الله وانتظم في العلوم الشرعية لكن أنبه إلى أنه الكليات الشرعية لا تعطي علمًا إنما تعطيه مفاتيح العلم، وبالتالي ينبغي أن لا يكون الهدف هو فقط تحصيل تلك العلوم التي  يدركها ويدرسها في هذه المعاهد وتلك المقرات العلمية، والمحاضر التربوية التي تدرس العلوم الشرعية بل هي مفاتيح، وما يطلب من التعلم أكثر من هذا بكثير، فذاك أمر قاله المتقدمون قبل قرون، الإمام بن القيم ـ رحمه الله ـ يقول: "كان العلم في صدور الرجال، وغدا من صدور الرجال إلى بطون الكتب، فمن أراد العلم فعليه بالكتب".

يعني العلم في أول الأمر كان في صدور الرجال من الصحابة والتابعين وتابعيهم، ثم دون هذا العلم في مؤلفات، فالآن يقول ـ رحمه الله ـ: فانتقل العلم من صدور الرجال إلى بطون الكتب، وليس مع العلماء اليوم في القرن الثامن الهجري إلا مفاتيحه، هذا إذا كانوا علماء. فكيف الواقع الآن يعني التجوز في وصف الناس بالعلماء أصبح يعني توزيع بالمجان، كلًا يعني يوصف بأنه عالم، لأنه مثلًا يحسن الكلام، ويحسن البيان، ويحسن التفصيل في قضية معينة، فأصبح يعني على كل حال لكن البلاد إذا اقشعرت وصوح نبتها رعي الهشيم، يعني نسأل الله أن يعاملنا بعفوه، وأن يقيد لهذه الأمة من يرفع الجهل عنها ويعيد أمجاد مسير المتقدمين من الأئمة الأعلام.

المقدم: اللهم آمين، أحسن الله إليكم يا شيخ وجزاكم خيرًا.

الاكثر مشاهدة

3. لبس الحذاء أثناء العمرة ( عدد المشاهدات90563 )
6. كيف تعرف نتيجة الاستخارة؟ ( عدد المشاهدات87036 )

مواد تم زيارتها

التعليقات


×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف