×
العربية english francais русский Deutsch فارسى اندونيسي اردو

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الأعضاء الكرام ! اكتمل اليوم نصاب استقبال الفتاوى.

وغدا إن شاء الله تعالى في تمام السادسة صباحا يتم استقبال الفتاوى الجديدة.

ويمكنكم البحث في قسم الفتوى عما تريد الجواب عنه أو الاتصال المباشر

على الشيخ أ.د خالد المصلح على هذا الرقم 00966505147004

من الساعة العاشرة صباحا إلى الواحدة ظهرا 

بارك الله فيكم

إدارة موقع أ.د خالد المصلح

رمضانيات / برامج رمضانية / بينات / الحلقة(20) الذين هم في صلاتهم خاشعون.

مشاركة هذه الفقرة WhatsApp Messenger LinkedIn Facebook Twitter Pinterest AddThis

المشاهدات:3614

الحمد لله رب العالمين أحمده جل في علاه وأثني عليه الخير كله، وأشهد أن لا إله إلا الله إله الأولين والآخرين لا إله إلا هو الرحمن الرحيم, وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله صفيه وخليله خيرته من خلقه بعثه الله بالهدى ودين الحق بين يدي الساعة بشيرًا ونذيرًا وداعيًا إليه بإذنه وسراجًا منيرًا فبلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حق الجهاد حتى أتاه اليقين وهو على ذلك، فصلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن اتبع سنته بإحسان إلى يوم الدين, أما بعد:

فنعمة الله تعالى على عباده بهذه الصلوات المفروضات والصلوات المندوبات نعمة عظيمة لا يقدرها قدرها ولا يبلغ العبد معرفة حقيقتها إلا بتذوق ما في هذه الصلاة من اللذة صلاة يتقرب فيها الناس إلى الله –جل وعلا-يتناولون فيها تعظيمه وإجلاله قولًا وقلبًا وعملًا قال الله –جل وعلا-: ﴿قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ[المؤمنون: 1-2] تلك الصلاة التي وصف الله تعالى أصحابها بالخشوع هي تلك الصلوات التي تحضر فيها القلوب هي تلك الصلاة التي يكون فيها المصلي مقبلًا بقلبه وقالبه، مقبلًا بقلبه ووجهه على ربه ليس له غرض في سواه ولا التفات إلى غيره، بل هو قاصد إلى ربه قد فرغ قلبه من كل شغل، فليس في قلبه حديث وليس له رغبة إلا فيما عند الله تعالى صلاة هي خير الأعمال يدل لذلك أن أول عمل بعد الأمر بالبلاغ أمر به النبي –صلى الله عليه وسلم-هو أن يقيم الصلاة قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ قمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا [المزمل: 1-4]  إن الصلاة خير موضوع أمر الله تعالى به المؤمنين وهو الباب الذي يصلون به إلى ربهم جل في علاه، فتح الله تعالى برحمته لعباده باب مناجاته.

تلك الصلاة التي إذا قام فيها العبد فإنه يقوم بين يدي رب العالمين يقوم فيها بين يدي ملك الملوك جل في علاه إنها عبادة عظيمة جليلة لا يحيط بها وصف ولا يدركها لسان إلا من تذوق ما في تلك العبادة من الملذات كلنا نصلي صلوات مفروضات وصلوات مسنونات ونسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يجعلنا وإياكم من المقبولين لكننا نصدر عن هذه الصلاة على أحوال شتى كما قال النبي –صلى الله عليه وسلم-في وصف أحوال الناس ومراتبهم في الصلاة منهم من يصلي فلا يكتب له من صلاته إلا عشرها إلا تسعها إلا ثمنها إلا سبعها إلا سدسها إلا خمسها إلا ربعها إلا ثلثها إلا نصفها أخرجه أبو داود (769)، وأحمد (18879)من حَدِيث عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍtهكذا هي حال الناس في تفاوت مراتبهم في الصلاة.

من الناس من إذا قال: الله أكبر, لم يكن في قلبه سوى الله –جل وعلا-فاستشعر هذه المنة العظيمة من الله تعالى عليه بأن فتح له هذا الباب، فإذا قال: الله أكبر ورفع يديه مكبرًا داخلًا في صلاته انغلق عن قلبه كل تفكير فيما سوى الله تعالى وهذا هو الذي يدرك الفضل ويتذوق طعم هذه الصلاة إن الصلاة عبادة جليلة جعلها الله تعالى وصفًا لعباده الذين وصفهم بالعلم قال –جل وعلا-: ﴿أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الآخِرَةَ وَيَرْجُوا رَحْمَةَ رَبِّهِ [الزمر: 9]  ثم قال –جل وعلا-بعد هذا الوصف لأولئك الذين أمضوا ليلهم في صلاتهم لربهم وتقربهم إليه ساجدًا وقائمًا يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه قال –جل وعلا-: ﴿قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ [الزمر: 9]  إنها صلاة ليست كتلك الصلاة التي أخبر عنها النبي –صلى الله عليه وسلم-فيما رواه الإمام مسلم من صحيحه يقول أنس بن مالك رضي الله عنه قال النبي –صلى الله عليه وسلم-: «تِلْكَ صَلَاةُ الْمُنَافِقِ، يَجْلِسُ يَرْقُبُ الشَّمْسَ»وهذه صلاة العصر  «حَتَّى إِذَا كَانَتْ بَيْنَ قَرْنَيِ الشَّيْطَانِ»يعني قاربت الغروب «قَامَ فَنَقَرَهَا أَرْبَعًا، لَا يَذْكُرُ اللهَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا» مسلم(622) تلك الصلاة الخالية من معناها تلك الصلاة التي لم تقم في روحها ومضمونها ولن تقم في حركاتها وتنقلاتها إنه فرق بين صلاة يكون صاحبها قانتًا لله تعالى قائمًا وراكعًا قائمًا وساجدًا ومع هذا القنوت وذاك الركوع والسجود معلوم أنه هو أمر وراء ذلك ألا وهو حضور القلب يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه.

إذًا نحن بحاجة إلى أن نستدعي الخشوع في صلاتنا حتى نحقق ذلك الوصف الذي أناط الله تعالى به فلاح المؤمنين ﴿قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ [المؤمنون: 1-2] إن الصلاة لا تؤتي ثمارها ولا يترتب عليها آثارها ولا ترتفع بها الدرجات وتعلو بها المراتب إذا كانت خالية من الخشوع.

الخشوع هو حضور القلب هو سكونه هو رقته هو لينه هو انكساره هو ذله لله –جل وعلا-ثم إن هذا له من الأسباب ما هو في مقدور الإنسان فإذا أخذه وعمل به كان ذلك من أسباب حضور قلبه وخشوعه أبرز ذلك أن يحسن الوضوء وأن يتهيأ بالتقدم إلى الصلاة، سواء كانت الصلاة مفروضة أو كانت الصلاة مسنونة يتقدم إليها ما استطاع من التقدم، فيكون قد هيأ لنفسه موطنًا يخشع فيه هيأ لنفسه ولقلبه حالًا تحضر الصلاة وقد خلا قلبه من الشواغل، لان قلبه وأقبل على هذه العبادة.

ثم إذا قال: الله أكبر, كان في غاية الأدب مع الله –جل وعلا-فنظره إلى موضع سجوده ليس يمنة ولا يسره ولذلك جاء في تفسير الذين هم في صلاتهم خاشعون قالوا: الذين لا يلتفتون يمينًا ويسارًا أو يمينًا وشمالًا فليس لهم التفات إلى هنا وهناك، بل هو في صلاتهم قد نصبوا وجوههم لله تعالى واستحضروا أنهم بين يدي رب العالمين إذا قام أحدهم في صلاته فإن الله قبل وجهه في الصحيحينالبخاري(406), ومسلم(547)من حديث ابن عمر وهذا يدل على انه ينبغي للإنسان أن يكون في غاية الذل، ومن ذله أن يكون بصره في موضع سجوده عند صلاته ذلًا لله تعالى وخضوعًا وقد جاء في هذا جملة من الأحاديث أنه من فعل الصحابة رضي الله عنهم.

فينبغي ألا يفرط فيه الإنسان من مظاهر الذل في الصلاة ومن مظاهر الخشوع كما ذكر ذلك جماعة من أهل العلم أن يضع يده على صدره هذا من مظاهر الخشوع التي جاء خبرها في السنة النبوية، ففي حديث سهل بن سعد رضي الله عنه أنه قال: «كَانَ النَّاسُ يُؤْمَرُونَ أَنْ يَضَعَ الرَّجُلُ اليَدَ اليُمْنَى عَلَى ذِرَاعِهِ اليُسْرَى فِي الصَّلاَةِ» حديث سهل بن سعد عند البخاري (740).

هكذا كان عمل النبي –صلى الله عليه وسلم-وهو موطن الذل والخضوع لأن الإنسان إذا وضع يديه على صدره ثم رمى ببصره إلى موضع سجوده كان واقفًا موقف ذل وخضوع بين يدي الرب، ثم بعد هذا ينضاف إلى ذلك ركوعه وسجوده ففيهما من الذل والخشوع ما ينبغي أن يستحضر.

ولهذا لما ركع النبي –صلى الله عليه وسلم-كان يقول في ركوعه «اللهُمَّ لَكَ رَكَعْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَلَكَ أَسْلَمْتُ، خَشَعَ لَكَ سَمْعِي، وَبَصَرِي، وَمُخِّي، وَعَظْمِي، وَعَصَبِي»مسلم(771).                                         

هذا في إجلال الله تعالى وتعظيمه وكان يقول سبحان ذي الملكوت والجبروت والكبرياء والعظمة كل هذا استحضار لعظمة الله تعالى في هذا الركوع الذي يذل فيه الإنسان لله –جل وعلا-لا يركع لسواه.

ثم يكمل ذلك الخضوع والخشوع في صلاته بأن يسجد يضع أشرف ما فيه وهو جبهته يضعها على الأرض على موطن الأقدام يضعها ذلًا لله تعالى لا يضعها لسواه إنما يضعها لله –عز وجل-وهو يقول: سبحان ربي العظيم سجد وجهي للذي خلقه سبحان ربي الأعلى وهو يقول: سبحان ربي الأعلى سجد وجهي للذي خلقه وصوره وشق سمعه وبصره تبارك الله أحسن الخالقين.

هذه الحال هي أقرب ما يكون العبد من ربه، ولذلك جاء في الحديث «أَقْرَبُ مَا يَكُونُ الْعَبْدُ مِنْ رَبِّهِ، وَهُوَ سَاجِدٌ» مسلم(482) لماذا؟ لأنه أذل ما يكون فيه الإنسان يكون وهو قد وضع جبهته وأشرف ما فيه ومكان العلو وضعه في موطن الأقدام ذلًا لله تعالى لهذا يتحقق الخشوع لكن ذاك الذي يأتي ويقول: الله أكبر ثم يبادر بركوع وسجود وذهاب وقلبه قد انصرف يمنة ويسرة من أين يأتيه الذل؟ من أين يأتيه الخشوع؟ إنه يجري عمليات وحركات لا معنى لها في باله ولا حضور فيها لقلبه وبالتالي لا تثمر صلاته خشوعًا ولا تثمر عبادته رقة وتفرغ هذه الصلاة عن كثير من المعاني التي ينبغي أن تحتفي بها وأن تمتلئ.

إنني أدعو كل مؤمن وكلنا نصلي عل الله يتقبل مني ومنكم أن نجاهد أنفسنا في ألا نحدث أنفسنا ونحن في الصلاة ندع الدنيا وما فيها من مشاكل، ندع الدنيا وما فيها من هموم، نجعلها وراء ظهورنا ونستقبل الله تعالى نرجو فضله ونستلهم عطائه ونستلزم رحمته وبه ندرك الفضائل ونقطع المفاوز به يعيننا الله تعالى على استقبال ما نحن قد حملنا همه ولذلك كان النبي –صلى الله عليه وسلم-كما في حديث حذيفة في المسند«كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا حَزَبَهُ أَمْرٌ صَلَّى» مسندأحمد(23299).

أسأل الله العظيم رب العرش الكريم الذي له الحمد في الأولى والآخرة أن يرزقنا وإياكم صلاة خاشعة، وأن يذيقنا وإياكم لذة مناجاته وأن يجعلنا وإياكم من حزبه وأوليائه، وأن يتقبل صيامنا وقيامنا وسائر عبادتنا، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.

الاكثر مشاهدة

4. لبس الحذاء أثناء العمرة ( عدد المشاهدات93792 )
6. كيف تعرف نتيجة الاستخارة؟ ( عدد المشاهدات89654 )

مواد تم زيارتها

التعليقات


×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف