×
العربية english francais русский Deutsch فارسى اندونيسي اردو

نموذج طلب الفتوى

لم تنقل الارقام بشكل صحيح

رمضانيات / برامج رمضانية / بينات / الحلقة(1) فبذلك فليفرحوا.

مشاركة هذه الفقرة WhatsApp Messenger LinkedIn Facebook Twitter Pinterest AddThis

المشاهدات:4707

الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ أحمدهُ جلَّ في علاهُ وأُثني عليهِ الخيرَ كلهُ, وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ وحدهُ لا شريكَ لهُ, وأشهدُ أنَّ محمَّدًا عبدُ اللهِ ورسولُهُ صِفيهُ وخليلهُ وخيرتهُ مِنْ خلقهِ بعثهُ اللهُ بينَ يَدَيِ الساعةِ بِالحقِّ بَشيرًا ونذيرًا وداعِيًا إليهِ بإذنهِ وسراجًا مُنيرًا، فبلغَ الرسالةَ وأَدَّى الأَمانةَ ونصَحَ الأُمَّةَ وجاهَدَ في اللهِ حقَّ الجهادِ حتَّى أتاهُ اليقينُ وهُوَ علَى ذلِكَ؛ فصَلَّى اللهُ علَيْهِ وعَلَى آلهِ وصحبهِ وَمَنِ اتَّبَعَ سنتهُ بإِحْسانٍ إلَى يومِ الدِّينِ, أَمَّا بعْدُ:

فمرحبًا بكُمْ وحياكُم ُاللهُ أيها الإخوةُ والأَخواتُ، إِنَّ اللهَ –جلَّ وَعَلا-نادَى الناسَ فقالَ: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ[يونس: 57] هَذا النداءُ الربَّاني تضمنَ بشارةً كبرَى تُسرُّ بِها أفئدةُ الناسِ جَميعًا لا سِيِّما أولئِكَ الَّذينَ عَرفُوا قدرَ النعمةِ والمنةِ لهذهِ الهدايةِ الَّتي جاءَ بِها القُرآنُ العِظيمُ إنَّ اللهَ تَعالَى يقولُ للناسِ: يا أيُّها الناسَ الخطابُ لم يكنْ لفئةِ لا لجنسٍ لا لقبيلةٍ لا للونٍ لا للسانٍ، إنهُ نداءُ للناسِ كافَّةً علَى اخْتلافِ ألْوانهِمْ وألسنتهِمْ وأجناسهِمْ وعَلَى اخْتلافِ كُلِّ ما يكُونُ بينَ الناسِ مِنَ اختلافِ هَذا الخِطابِ لم يكُنْ لِفئةٍ مِنَ الناسِ بَلْ لِلجميعِ ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ[يونس: 57] إِنَّها القُرآنُ العظيمُ تِلْكَ الرِّسالةُ الَّتي أَرْسلَها اللهُ تَعالَى حجةً للناسِ، حجةً عَلَى الناسِ وَهِيَ حجةٌ لهمْ، فَالقُرآنُ حجةٌ لكَ أَوْ عليْكَ، حُجَّةٌ عَلَى الناسِ تَقُومُ بِها دُنْياهُمْ وتصلُحُ بِها أخْراهُمْ، فَالقُرآنُ يَهْدي للتي هِيَ أَقْومُ كَما قالَ جَلَّ في عُلاهُ ﴿إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ[الإسراء: 9] في جميعِ مَناحِي الحياةُ، يهْدي لِلتي هِيَ أَقْومُ في جميعِ ما يتعلَّقُ بِمصالحِ الآخرةِ.

فالقُرآنُ العظيمُ هِدايةٌ مِنْ كُلِّ وَجهٍ ما فرَّطنا في الكتابِ مِنْ شيءٍ، فمنَ استمسَكَ بِهِ واعتصَمَ بِهِ استمْسَكَ بِالهدىَ المبينِ وَالصراطِ المستقِيمِ الَّذِي يوصلُ إلَى جَناتِ النعيمِ، فنسأَلُ اللهُ العَظِيمَ ربَّ العرْشِ الكريمِ أَنْ يجعلَنا مِنْ أهْلِ القُرْآنِ الَّذِينَ هُمْ أَهلُ اللهِ وَخاصتُهُ.

أيُّها الإخوةُ والأَخواتُ إِنَّ هَذا القُرْآنَ بِشارةٌ بشرَ اللهُ تَعالَى بِها المؤْمِنينَ وأَمرهُمْ بالفرَحِ فَقالَ: ﴿قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ[يونس: 58] الناسُ يشتغلُونَ في هذهِ الدُّنْيا بِعمليْنِ في الجملةِ؛ عملُ يتعلقُ بِمصالحِ دُنياهُمْ، وَعَمَل يتعلقُ بمصالحِ أُخْراهُمْ أَكْثرُ الناسِ عنْ مصالحِ الآخرةِ غافلُونَ وهُمْ في مَصالحِ الدُّنيا مُشتغِلُونَ.

ولهذا قلَّتْ: الموازنةُ في هذهِ الآيةِ بينَ أَمْريْنِ؛ بينَ مَنْ يَشْتغلُ بِالنعمةِ الكبرَى والهدايةِ العُظْمَى هَذا القُرآنُ العَظِيمُ الَّذي فيهِ الهدايةُ وفيهِ النورُ وفيهِ الإِبْصارُ وَفِيهِ كلُّ ما فِيهِ سَعادةُ الناسِ وبينَ مَنْ يشتغِلُ بِالدُّنيا الَّتي لابُدَّ مِنَ الاشْتِغالِ بجزءٍ وبناحيةٍ مِنْها لكِنْ بِشَرطِ أَلَّا تستوعِبَ اهْتمامَ القلْبِ، فَتكُونُ القلُوبُ مُشْتَغِلةٍ في الدُّنيا بِقَدْرِ ما تُدْرِكُ مِنْ مَصالحِها وبقدْرِ ما يحصُّل بِها عِمارةُ الآخِرَةِ إِنَّ اللهَ تَعالَى أمرَنا أَنْ نَفْرحَ بِالقُرْآنِ فَقالَ: ﴿قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ[يونس: 58] المؤمنُ يفرحُ بِالقُرْآنِ ويفرحُ بِالعبادةِ ويفرحُ بِالطاعَةِ، ومِنْ جُملةِ ما يفرحُ بِهِ المؤمِنُ أَنْ يفرحَ بمواسِمِ البرِّ وَالخيرِ، فشهرُ رمضانَ ذاكَ الشهرُ العظيمُ الَّذِي أُنزلَ فيهِ القُرآنِ وحصَلَ فيهِ مِنَ الخيرِ لِلبشريَّةِ كافةً ما لم يكُنْ في شَهرٍ مِنَ الشُّهورِ هُوَ مما يجبُ عَلَى المؤمنينَ أَنْ يَفْرَحُوا بِهِ.

وإنَّ اللهَ تَعالَى أَمَرنا بِالفَرحِ الَّذِي يُفِيدُنا بِصِلَتِنا بِهِ، فنحنُ إِليهِ مُسافِرُونَ وَهذهِ الدُّنْيا دارٌ نجوزُ مِنْها ونعبرُ مِنْها إلَى الآخِرَةِ، فلذلِكَ نَهانا اللهُ عَنْ كُلِّ فرحٍ يُعِيقُ مسيرَنا وأَمَرنا بِكُلِّ فرحٍ يُوصِلُنا إليهِ قالَ –جلَّ وَعَلا-: ﴿لا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ[القصص: 76] وهَذا في الفرحِ المشْغِلِ عنِ الآخِرةِ.

أمَّا الفرحُ الموصِلُ للآخرةِ فقدْ أَمَرَ اللهُ تَعالَى بِهِ في قولِهِ: ﴿قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ[يونس: 58] إنَّنا نفرحُ برمضانَ لأنهُ فرصةٌ يلتَقِي فِيها الإنْسانُ بِهذا الكتابِ القويمِ يقرأُ القُرآنَ العَظِيمَ يقبلُ عليهِ يتدبرُ آياتِهِ يَعْتصِمُ بِهِ يَعْرضُ نفْسَهُ عَلَى هذا القرآن، فيرى ما فيها من خير فيحمد الله ويثني عليهِ ويشكرهُ ويَرَى ما فِيها مِنْ خَلَلٍ، فيقُومُهُ وَيُسَدَّدُهُ ﴿قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى وذكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى[الأعلى: 14-15] إنَّ هَذا التزكِّي لا يكُونُ للنفسِ الغافلةِ الَّتي لا تعرضُ ما فِيها مِنْ خيرٍ أَوْ شرٍّ علَى القُرآنِ، فتفرحُ بِالخيرِ وتحمدُ اللهَ عَليهِ وتحذِّرُ مِنَ الشرِّ وَتخافُ منهُ، إِنَّ المؤْمِنَ يفرحُ بِهذا الشهرِ المباركِ لكونِهِ كَما قالَ النبيُّ –صَلَّى اللهُ عليهِ وَسلَّمَ-في الصَّحيحِ من حديثِ أَبي هريرةَ «لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ: فَرْحَةٌ عِنْدَ فِطْرِهِ، وَفَرْحَةٌ عِنْدَ لِقَاءِ رَبِّهِ» البُخاريُّ(1904), ومسلم(1151) . فهوَ شهرُ فرحٍ، فرحٌ عاجلٌ، وفرحٌ آجلٌ.

الفرحُ العاجلُ: هُوَ بِنعمةِ اللهِ وَهدايتِهِ وَإِعانتِهِ علَى الطاعةِ وَالإِحْسانِ، وَالفرحِ الآجلِ: هُوَ فرحُ بِثَوابِ هَذا العملِ الَّذِي يكِدُّ فِيهِ الإِنْسانُ نفسهُ فيمْلِي جوفهُ ويمنعُ نفسهُ مِنَ الملاذِ، لكنهُ يمنعُها رغبةً فِيما عِنْدَ اللهُ تعالَى، إِنَّ المؤمِنَ يَفرحُ بهذا الشهرِ لأنهُ الفرصةُ الَّتي يمنحُها اللهُ تعالَى العِبادَ لِيقْبلُوا علَيْهِ وأعانهُمْ جلَّ في عُلاهُ وأنواع منَ الإعاناتِ ففِي الصحيحِ مِنْ حَدِيثِ أَبي هُريرةَ أَنَّ النبيَّ –صَلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ-قالَ: «إذا دخلَ رمضانُ فُتِّحَت أبوابُ الجنَّةِ، وغُلِّقَت أبوابُ النَّارِ» البُخاري(1898), ومسلم(1079) .وهَذا كُلُّهُ إِعانةٌ لِكُلِّ مِنْ أَرادَ الهِدايةَ وطَلَبَها أَنْ يقبلَ؛ فَقَدْ فتحتْ أَبوابُ الخيرِ وأغلقتْ أبوابُ الشرِّ، بلْ حيلَ بينكَ وبينَ أَعْظمِ مَنْ يُعيقُكَ في المسيرِ إِلَى اللهِ تَعالَى، الشيطانُ ذاكَ الَّذي قالَ: ﴿لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ  ثمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ[الأعراف: 16-17] كُلُّ هَذا العملُ كُلُّ هَذا السعيُ لِيصُدَّنا عنِ الهِدايَةِ لِيُعِيقَ مَسيرَنا إِلَى اللهِ، فأَعْظمُ قاطِعِ طريقِ هُوَ الشَّيطانِ ذاكَ الَّذي يحولُ بينَ الناسِ وَبينَ الهدايَةِ لَكنَّ اللهَ –جلَّ وعَلا-أعانَكَ في شَهْرِ رَمَضانَ بأنْ صفَّدَ الشياطينَ كَما جاءَ ذلِكَ في غيرِ ما حديثٍ عنِ النبيِّ –صَلَّى اللهُ عليهِ وَعَلَى آلِهِ وسلَّم-وتصفيدُ الشياطينِ مَعناهُ أنهُ يُحالُ بينهُمْ وبينَ ما يشتهونَ مِنَ الإِضْلالِ وَالإِفْسادِ وَإِزاغةِ بَني آدمَ فأَعانَكَ اللهُ تعالَى بهذهِ النِّعْمَةِ وَهَذهِ المنةُ حتَّى يحولَ بينكَ وَبينَ ما يُريدُهُ الشَّيطانُ مِنْكَ مِنَ الإِضْلالِ وَالإِزاغَةِ.

إنَّنا بحاجَةٍ أَيُّها المؤْمِنُونَ وأَيُّها الإِخْوةُ والأَخَواتُ إِلَى أَنْ نَفْرحَ بِهذا الشهرِ ونستطعمُ هَذا الفرحَ؛ ذاكَ أَنَّ الفرَحَ بِهِ يُعِينُنا عَلَى الاستكثارِ مِنْ أَسْبابِ الخيرِ فيهِ، فإنَّ شهْرَ رَمَضانَ نَفْرَحُ بِهِ لأنهُ مِنْحَةٌ مِنَ اللهِ تَعالَى تكثرُ فِيها أَسْبابُ المغفرةِ، فمَنْ صامَ رَمَضان إِيمانًا وَاحْتِسابًا غُفِرَ لهُ ما تقدَّمَ مِنْ ذَنِبِهِ، مَنْ قامَ رمضانَ إِيمانًا واحْتِسابًا غُفَرَ لهُ ما تقدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ، مَنْ قامَ ليلةَ القدْرِ إِيمانًا واحْتِسابًا غفِرَ لهُ ما تقَدَّمَ مِنْ ذنبهِ، أَلَّا يستحَقَّ هَذا أنْ نَفْرَحَ؟ بَلَى وَاللهِ إِنَّ القلُوبَ المؤْمِنَةَ تَفرحُ بِرمَضانَ؛ لأنَّهُ فُرْصَةٌ لحطِّ السَّيئاتِ الَّتي أَثْقلَتْ الكواهِلَ حطُّ الذُّنوبِ الَّتي أَعاقَتِ الناسَ عَنِ المسيرِ إِلَى اللهِ تَعالَى، كَما أَنَّهُ فُرصةٌ أَيْضًا للاستزادةِ من الخيراتِ.

نبيُّنا –صَلَّى اللهُ علَيْهِ وعَلَى آلهِ وسَلَّمَ-وهُوَ أَعْبدُ الناسِ لربهِ في رَمَضانَ وَفي غيرِ رمضانِ، إِلَّا أنهُ كانَ في رَمَضانَ يزيدُ مِنَ الطَّاعَةِ ويُقبلُ عَلَى الخيرِ, حتَّى قالَ ابْنُ عباسٍ كَما في الصَّحيحينِ يَصِفُ حالَ النبيِّ :«كانَ النبيُّ –صَلَّى اللهُ عليهِ وسلمَ-أجودُ الناسِ»هذا حالهُ وهَذا عملهُ –صلَّى اللهُ عليهِ وَسلَّمَ-في كُلِّ أَيَّامِ العمرِ لكنهُ في هَذا الشَّهْرِ. قالَ: «وَكانَ أجودَ ما يكُونُ في رمضانَ»البُخاريُّ(4997), ومسلمٌ(2308).

إنَّ رَمضانَ يرقِّي النفُوسَ يحثُّها علَى الطَّاعَةِ، يحجُزُها عَنْ كَثِيرٍ مِنَ الشَّرِّ؛ ولذلِكَ تقبلُ وَلا عجَبَ، فَإِنَّ الصَّوْمَ يُضيِّقُ مجاري الدَّمَ كَما جاءَ فِيما رَواهُ أَصْحابُ السننِ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَر في الذكرِ الَّذي يَقُولهُ الصائمُ عِنْد فِطرهِ قالَ فِيما حفظهُ عنِ النبيِّ –صَلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ-وكانَ يقُولُ عندِ فِطرهِ «ابتلتِ العروقِ» أَبُوداود(2357) . وذلِكَ الابتلالُ لكوْنِها قدْ ضيَّقَتْ بِالصومِ الَّذِي ضيَّقَ عَلَى الشيطانِ مجاريهُ وَقَدْ قالَ النبيُّ –صَلَّى اللهُ عليهِ وَسلَّمَ-كَما في الصحيحينِ مِنْ حَدِيثِ علَيِّ بْنِ الحسينِ عَنْ صَفِيةَ زوجةِ النبيِّ –صَلَّى اللهُ عليهِ وسلمَ-أنهُ قالَ –صلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ-: «إنَّ الشَّيْطَانَ يَجْرِي مِنَ ابْنِ آدَمَ مَجْرَى الدَّمِ» البُخاريُّ(3101), ومسلِّم(2175) . يفرحُ برمَضانَ لأنَّهُ الفُرصَةُ الَّتي مَنحَها اللهُ تَعالَى إياها لِنتضرَّعَ إليهِ يجيبُ دَعواتِنا وَيُقِيلُ عثراتِنا ويمنُّ علَيْنا بأنواعٍ مِنَ المننِ وصنوفِ مِنَ المنحِ يفرحُ المؤمنُونَ بِرَمَضانَ لأنهُ الوقتُ الَّذِي أظهرَ اللهُ فيهِ هَذا الدينَ العظيمَ، فَكانَ إِنزالُ القُرْآنِ في هَذا الشهرِ وكانَ أولُّ نَصِرٍ سُجِّلَ لأَهْلِ الإِسْلامِ في هَذا الشهرِ في غزوةِ بدرٍ وكانَ فتحُ مكةَ وتطهيرُ الكعبةِ منَ الأَرْجاسِ وَالأَدْناسِ وَالشركِ في هَذا الشَّهْرِ.

كلُّ ذلكَ مما يُوجِبُ الفَرحَ بِهذا الشهرِ وَيحثُّ القلَوبَ عَلَى استرواحِ ما فِيهِ مِنَ النعمَةِ وَما فيهِ مِنَ الفضْلِ، فأَدْعُو نَفْسِي وإخْواني ذُكُورًا وَإِناثًا أَدْعُو جَمِيعَ المسلمينَ أَنْ يفرحُوا بهذا الشَّهْرِ، لكنهُ فرح يقربهمْ إِلَى اللهِ لا يبعدهمْ عنهُ ﴿قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ[يونس: 58] .

أسأَلُ اللهَ العظيمَ ربَّ العرشِ الكريم أنْ يرزُقَني وَإِياكُمْ العِلْمَ النافِعَ وَالعَمَلَ الصَّالحَ، وأَنْ يَستعمِلَنا وَإِيَّاكُمُ في الصَّالحاتِ وأَنْ يُعِيننا وإِياكُمْ عَلَى الطَّاعاتِ، أَنْ يُقَرِّبُنا إلَى فضلهِ وأَنْ يحُولَ بَيْننا وبينَ الخطأِ وَالزلَلِ وَأَنْ يَعْفُوَ عنْ كُلِّ ما كانَ مِنْ سَيِّءِ العملِ إِنَّهُ وليُّ ذلِكَ وَالقادرُ عليهِ وأُصَلِّي وأُسَلِّمُ عَلَى نبيِّنا محمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وأصْحابِهِ أَجْمَعِينَ.

 

 

الاكثر مشاهدة

4. لبس الحذاء أثناء العمرة ( عدد المشاهدات96266 )
6. كيف تعرف نتيجة الاستخارة؟ ( عدد المشاهدات91973 )

مواد تم زيارتها

التعليقات


×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف