×
العربية english francais русский Deutsch فارسى اندونيسي اردو

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الأعضاء الكرام ! اكتمل اليوم نصاب استقبال الفتاوى.

وغدا إن شاء الله تعالى في تمام السادسة صباحا يتم استقبال الفتاوى الجديدة.

ويمكنكم البحث في قسم الفتوى عما تريد الجواب عنه أو الاتصال المباشر

على الشيخ أ.د خالد المصلح على هذا الرقم 00966505147004

من الساعة العاشرة صباحا إلى الواحدة ظهرا 

بارك الله فيكم

إدارة موقع أ.د خالد المصلح

مرئيات المصلح / برامج المصلح / فادعوه بها-1 / الحلقة (29) العظيم (الجزء الثاني).

مشاركة هذه الفقرة WhatsApp Messenger LinkedIn Facebook Twitter Pinterest AddThis

الحمد لله رب العالمين، الحمد لله ذي الجبروت والكبرياء والعظمة، الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه، ملء السماوات وملء الأرض وملء ما بينهما، وملء ما شاء من شيء بعد، أحمده حق حمده لا أحصي ثناء عليه كما أثنى على نفسه، وأشهد أن لا إله إلا الله العظيم الحليم، وأشهد أن لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض ورب العرش العظيم، وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله، وصفيه وخليله، وخيرته من خلقه، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن اتبع سنته واقتفى أثره بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:

فأهلا وسهلا ومرحبا بكم أيها الإخوة والأخوات في هذه الحلقة الجديدة من برنامجكم: فادعوه بها، ادعوا الله بأسمائه فإنه قد قال جل في علا : ﴿ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها﴾+++[الأعراف:180]---، وقال جل في علاه : ﴿قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى﴾+++[الإسراء:110]---، كل أسمائه حسنى، وكل أسمائه عظمى، نحن في هذه الحلقة إن شاء الله تعالى نتحدث عن اسم الله عز وجل : (العظيم)الذي دل على كبير عظمة الرب جل وعلا وأنه ذو العظمة والعز سبحانه وبحمده عظمة الله جل في علاه تثبت له كل كمال في الصفات، وكل كمال في الأسماء، وكل كمال في الأفعال، فهو العظيم من كل وجه سبحانه وبحمده في أسمائه، وفي صفاته، وفي أفعاله، وأيضا فيما يجب له سبحانه وبحمده.

إن النبي صلى الله عليه وسلم خصه الله بأن ملأ قلبه تعظيما لربه، فكان صلى الله عليه وسلم شديد العبودية لله عز وجل عظيم الإجلال له سبحانه وبحمده كان يذكره قائما وقاعدا وعلى جنب، ذاك كله من ثمار تعظيمه لربه جل في علاه.

يقول عوف بن مالك: «قمت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فبدأ فاستاك ثم توضأ ثم قام يصلي وقمت معه، فبدأ فاستفتح البقرة لا يمر بآية رحمة إلا وقف فسأل، ولا يمر بآية عذاب إلا وقف وتعوذ، ثم ركع فمكث راكعا بقدر قيامه»، يعني: ركوعه بقدر سورة البقرة أو قريبا منها، ماذا كان يقول في ركوعه؟ يقول عوف بن مالك رضي الله عنه: «يقول في ركوعه: سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة»+++سنن أبي داود (873)---، كل هذه الأوصاف ختمها بجامعها: «سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة»، فعظمة الله جل في علاه جاءت من مجموع ذلك الوصف الذي أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم في ذكره لربه جل في علاه.

إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يفزع إلى العظيم في المضايق، ولذلك كان يقول في الكروب: «لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض ورب العرش العظيم»+++صحيح البخاري (6345)، وصحيح مسلم (2730)---، فكان يفزع إلى عظمة ربه عندما تحل به النوائب وتدهاه صلى الله عليه وسلم النوازل، فكان يلجأ إلى الله جل في علاه مستحضرا عظيم صفة الرب سبحانه وبحمده لأن ذلك مما يدفع عن الإنسان كل وجل أو كل خوف، لأنه يأوي إلى ركن شديد، ويأوي إلى العظيم الذي له ما في السماوات وما في الأرض، حتى في حالات المرض وجه النبي صلى الله عليه وسلم إلى ذكر الله، وذكر هذا الاسم على وجه الخصوص في الذكر، كما في المسند من حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: «من عاد مريضا لم يحضر أجله فقال عنده سبع مرات: أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك، إلا عافاه الله من ذلك المرض»+++سنن أبي داود (3106), وسنن الترمذي (2083)--- فوجه إلى دعاء الله باسمه العظيم؛ لأن عظمة الله يتلاشى معها كل عظيم، المريض في الغالب أنه إذا اشتد به المرض أيس، أصابه ضعف ووهن، استعظم زوال هذا البلاء الذي ينزل به، فكان استحضار عظمة الله مما يدفع عن القلب هذا اليأس أو هذا التعظيم للمرض استنادا إلى عظمة الله جل وعلا.

وذكر الله تعالى باسمه العظيم من أسباب محبة الله جل في علاه فإن الله يحب من يعظمه ويحب من يذكره بهذا الوصف، لذلك جاء فيما رواه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله العظيم، سبحان الله وبحمده»+++صحيح البخاري (6406)، وصحيح مسلم (2694)---، قدم الله جل وعلا هنا لفظ العظيم لأنه موجب الحمد، فإنه قال: سبحان الله العظيم سبحان الله وبحمده، فالعظمة توجب التقديس والتنزيه والذكر والتمجيد، وتوجب الحمد، لذلك قدم موجباته، أي: موجبات الحمد قبل أن يذكر حمده جل في علاه.

إن هذا الاسم العظيم من أسماء الله عز وجل له من الآثار والثمار ما يفرح به المؤمن ليقوم به في عمله ويدعو الله تعالى به، فالله تعالى قد قال: ﴿ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها﴾+++[الأعراف:180]---، ومن دعاء الله تعالى بأسمائه الحسنى ما كان من النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الاسم، ما كان من النبي صلى الله عليه وسلم من تعظيم الله عز وجل وهنا لو أردنا أن نرجع على وجه عجل فيما يتعلق بما كان من النبي صلى الله عليه وسلم من أوجه الذكر فإنه كان يقول في ركوعه: «سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة»، هذا ولو أردنا أن نسأل: من أي أنواع الدعاء؟ نحن ذكرنا أن دعاء الله تعالى بأسمائه نوعان:

النوع الأول: دعاء العبادة والثناء.

والنوع الثاني: دعاء المسألة والطلب.

فلما كان النبي صلى الله عليه وسلم يركع في صلاته ويقول في دعائه لربه وسؤاله وثنائه عليه: «سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة»، من أي النوعين؟ إنه من دعاء العبادة، من دعاء الثناء، من دعاء التمجيد، لما كان يقول: «لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب السماوات والأرض ورب العرش العظيم»، من أي أنواع الدعاء؟ هل هو دعاء مسألة وطلب أو دعاء عبادة وثناء؟ إنه من دعاء العبادة والثناء والتمجيد والتقديس، لأنه لا يوجد طلب، ما طلب شيء، إنما مجد الله عز وجل وأثنى عليه.

فهذه الأحاديث هي من تحقيق أمر الله   عز وجل : ﴿فادعوه بها﴾، لكنه دعاء ثناء، دعاء عبادة، دعاء تمجيد وتقديس لله عز وجل.

قوله صلى الله عليه وسلم فيما وجه إليه من الدعاء للمريض: «أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك»، من أي أنواع الدعاء؟ إنه دعاء مسألة، ودعاء طلب، توسل فيه إلى الله تعالى باسمه العظيم، أو من جملة ما توسل به: اسمه جل وعلا العظيم، فكان هذا من دعاء المسألة والطلب.

ولقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يأتي بهذا ويأتي بهذا، وكلاهما مما يندرج فيما أمر الله تعالى به في قوله جل وعلا : ﴿ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها﴾، إلا أنه ينبغي أن يعلم أن هذا الاسم -اسم العظيم- من أعظم الأسماء التي تتحقق بها العبودية لله جل في علاه فإنه لا يمكن أن يحقق أحد العبودية لله على وجه يرضى به الله إلا إذا عظم الله جل في علاه لهذا كان الله عز وجل يقول للمشركين في استنكاره على هؤلاء في إعراضهم وعبادتهم لغيره: ﴿ما لكم لا ترجون لله وقارا﴾+++[نوح:13]--- يعني: مالكم لا تعظمون الله حق تعظيمه، كيف كان المشركون لا يعظمون الله حق تعظيمه؟ إنهم كانوا لا يعظمون الله حق تعظيمه حيث سووا به غيره، كما قال جل وعلا : ﴿الحمد لله الذي خلق السموات والأرض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون﴾+++[الأنعام:1]---، أي: يسوون غير الله بالله، وهذا أكبر جرم وأعظم ظلم أن يسوى بالعظيم غيره، فيكون الحقير الذليل المربوب في منزلة رب العالمين، ولذلك المشركون ينعون على أنفسهم ويقسمون على ذلك، يقولون يوم القيامة بعد أن ينقضي الأمر: ﴿تالله﴾ هذا قسم، يعني: والله، ﴿تالله إن كنا لفي ضلال مبين﴾+++[الشعراء:97]--- يعني: في الدنيا، لماذا؟ ﴿إذ نسويكم برب العالمين﴾+++[الشعراء:98]---، يعني: لما سويناكم وجعلناكم في مرتبة واحدة أنتم ورب العالمين في العبادة والتقرب كنا في ضلال مبين، ذلك أن الله تعالى ليس كمثله شيء جل في علاه سبحانه وبحمده، ﴿ولم يكن له كفوا أحد﴾+++[الإخلاص:4]---، ﴿قل هو الله أحد﴾+++[الإخلاص:1]---، فكيف يسوى به غيره؟

هذا مما ينبغي أن يعلم في اسم الله تعالى العظيم، وأنه يثمر أزكى الثمار وأطيب النتائج وهو أنه يطيب القلب ويخلصه لله، فهو ركن أساس في تحقيق العبودية لله رب الأرض والسماء.

أسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يجعلنا من أوليائه وحزبه، وأن يملأ قلوبنا بمحبته وتعظيمه، إنه جليل كريم عظيم الإحسان، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وإلى أن نلقاكم في حلقة قادمة من برنامجكم: فادعوه بها، أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

المشاهدات:3061

الحمد لله رب العالمين، الحمد لله ذي الجبروت والكبرياء والعظمة، الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، ملء السماوات وملء الأرض وملء ما بينهما، وملء ما شاء من شيء بعد، أحمده حق حمده لا أحصي ثناءً عليه كما أثنى على نفسه، وأشهد أن لا إله إلا الله العظيم الحليم، وأشهد أن لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض ورب العرش العظيم، وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله، وصفيه وخليله، وخيرته من خلقه، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن اتبع سنته واقتفى أثره بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:

فأهلاً وسهلاً ومرحباً بكم أيها الإخوة والأخوات في هذه الحلقة الجديدة من برنامجكم: فادعوه بها، ادعوا الله بأسمائه فإنه قد قال ـ جل في علا ـ: ﴿وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا[الأعراف:180]، وقال ـ جل في علاه ـ: ﴿قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَّا تَدْعُوا فَلَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى[الإسراء:110]، كل أسمائه حسنى، وكل أسمائه عظمى، نحن في هذه الحلقة ـ إن شاء الله تعالى ـ نتحدث عن اسم الله ـ عز وجل ـ: (العظيم)الذي دل على كبير عظمة الرب ـ جل وعلا ـ وأنه ذو العظمة والعز ـ سبحانه وبحمده ـ عظمة الله ـ جل في علاه ـ تثبت له كل كمال في الصفات، وكل كمال في الأسماء، وكل كمال في الأفعال، فهو العظيم من كل وجه ـ سبحانه وبحمده ـ في أسمائه، وفي صفاته، وفي أفعاله، وأيضاً فيما يجب له سبحانه وبحمده.

إن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ خصه الله بأن ملأ قلبه تعظيماً لربه، فكان ـ صلى الله عليه وسلم ـ شديد العبودية لله ـ عز وجل ـ عظيم الإجلال له ـ سبحانه وبحمده ـ كان يذكره قائماً وقاعداً وعلى جنب، ذاك كله من ثمار تعظيمه لربه جل في علاه.

يقول عوف بن مالك: «قمت مع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فبدأ فاستاك ثم توضأ ثم قام يصلي وقمت معه، فبدأ فاستفتح البقرة لا يمر بآية رحمة إلا وقف فسأل، ولا يمر بآية عذاب إلا وقف وتعوذ، ثم ركع فمكث راكعاً بقدر قيامه»، يعني: ركوعه بقدر سورة البقرة أو قريباً منها، ماذا كان يقول في ركوعه؟ يقول عوف بن مالك رضي الله عنه: «يقول في ركوعه: سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة»سنن أبي داود (873)، كل هذه الأوصاف ختمها بجامعها: «سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة»، فعظمة الله ـ جل في علاه ـ جاءت من مجموع ذلك الوصف الذي أخبر به النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في ذكره لربه جل في علاه.

إن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان يفزع إلى العظيم في المضايق، ولذلك كان يقول في الكروب: «لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض ورب العرش العظيم»صحيح البخاري (6345)، وصحيح مسلم (2730)، فكان يفزع إلى عظمة ربه عندما تحل به النوائب وتدهاه ـ صلى الله عليه وسلم ـ النوازل، فكان يلجأ إلى الله ـ جل في علاه ـ مستحضراً عظيم صفة الرب ـ سبحانه وبحمده ـ لأن ذلك مما يدفع عن الإنسان كل وجل أو كل خوف، لأنه يأوي إلى ركن شديد، ويأوي إلى العظيم الذي له ما في السماوات وما في الأرض، حتى في حالات المرض وجَّه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى ذكر الله، وذكر هذا الاسم على وجه الخصوص في الذكر، كما في المسند من حديث عبد الله بن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال: «من عاد مريضاً لم يحضر أجله فقال عنده سبع مرات: أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك، إلا عافاه الله من ذلك المرض»سنن أبي داود (3106), وسنن الترمذي (2083) فوجه إلى دعاء الله باسمه العظيم؛ لأن عظمة الله يتلاشى معها كل عظيم، المريض في الغالب أنه إذا اشتد به المرض أيس، أصابه ضعف ووهن، استعظم زوال هذا البلاء الذي ينزل به، فكان استحضار عظمة الله مما يدفع عن القلب هذا اليأس أو هذا التعظيم للمرض استناداً إلى عظمة الله جل وعلا.

وذِكْر الله تعالى باسمه العظيم من أسباب محبة الله ـ جل في علاه ـ فإن الله يحب من يعظمه ويحب من يذكره بهذا الوصف، لذلك جاء فيما رواه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله العظيم، سبحان الله وبحمده»صحيح البخاري (6406)، وصحيح مسلم (2694)، قدم الله ـ جل وعلا ـ هنا لفظ العظيم لأنه موجب الحمد، فإنه قال: سبحان الله العظيم سبحان الله وبحمده، فالعظمة توجب التقديس والتنزيه والذكر والتمجيد، وتوجِب الحمد، لذلك قدم موجباته، أي: موجبات الحمد قبل أن يذكر حمده جل في علاه.

إن هذا الاسم العظيم من أسماء الله ـ عز وجل ـ له من الآثار والثمار ما يفرح به المؤمن ليقوم به في عمله ويدعو الله ـ تعالى ـ به، فالله ـ تعالى ـ قد قال: ﴿وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا[الأعراف:180]، ومن دعاء الله ـ تعالى ـ بأسمائه الحسنى ما كان من النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في هذا الاسم، ما كان من النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ من تعظيم الله ـ عز وجل ـ وهنا لو أردنا أن نرجع على وجه عجل فيما يتعلق بما كان من النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ من أوجه الذكر فإنه كان يقول في ركوعه: «سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة»، هذا ولو أردنا أن نسأل: من أي أنواع الدعاء؟ نحن ذكرنا أن دعاء الله ـ تعالى ـ بأسمائه نوعان:

النوع الأول: دعاء العبادة والثناء.

والنوع الثاني: دعاء المسألة والطلب.

فلما كان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يركع في صلاته ويقول في دعائه لربه وسؤاله وثنائه عليه: «سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة»، من أي النوعين؟ إنه من دعاء العبادة، من دعاء الثناء، من دعاء التمجيد، لما كان يقول: «لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب السماوات والأرض ورب العرش العظيم»، من أي أنواع الدعاء؟ هل هو دعاء مسألة وطلب أو دعاء عبادة وثناء؟ إنه من دعاء العبادة والثناء والتمجيد والتقديس، لأنه لا يوجد طلب، ما طلب شيء، إنما مجد الله عز وجل وأثنى عليه.

فهذه الأحاديث هي من تحقيق أمر الله  ـ عز وجل ـ: ﴿فَادْعُوهُ بِهَا﴾، لكنه دعاء ثناء، دعاء عبادة، دعاء تمجيد وتقديس لله عز وجل.

قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فيما وجه إليه من الدعاء للمريض: «أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك»، من أي أنواع الدعاء؟ إنه دعاء مسألة، ودعاء طلب، توسل فيه إلى الله ـ تعالى ـ باسمه العظيم، أو من جملة ما توسل به: اسمه ـ جل وعلا ـ العظيم، فكان هذا من دعاء المسألة والطلب.

ولقد كان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يأتي بهذا ويأتي بهذا، وكلاهما مما يندرج فيما أمر الله ـ تعالى ـ به في قوله ـ جل وعلا ـ: ﴿وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا﴾، إلا أنه ينبغي أن يُعلم أن هذا الاسم -اسم العظيم- من أعظم الأسماء التي تتحقق بها العبودية لله ـ جل في علاه ـ فإنه لا يمكن أن يحقق أحد العبودية لله على وجه يرضى به الله إلا إذا عظم الله ـ جل في علاه ـ لهذا كان الله ـ عز وجل ـ يقول للمشركين في استنكاره على هؤلاء في إعراضهم وعبادتهم لغيره: ﴿مَا لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا[نوح:13] يعني: مالكم لا تعظمون الله حق تعظيمه، كيف كان المشركون لا يعظمون الله حق تعظيمه؟ إنهم كانوا لا يعظمون الله حق تعظيمه حيث سووا به غيره، كما قال ـ جل وعلا ـ: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ[الأنعام:1]، أي: يسوون غير الله بالله، وهذا أكبر جرم وأعظم ظلم أن يسوى بالعظيم غيره، فيكون الحقير الذليل المربوب في منزلة رب العالمين، ولذلك المشركون ينعون على أنفسهم ويقسمون على ذلك، يقولون يوم القيامة بعد أن ينقضي الأمر: ﴿تَاللَّهِ﴾ هذا قسم، يعني: والله، ﴿تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ[الشعراء:97] يعني: في الدنيا، لماذا؟ ﴿إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ[الشعراء:98]، يعني: لما سويناكم وجعلناكم في مرتبة واحدة أنتم ورب العالمين في العبادة والتقرب كنا في ضلال مبين، ذلك أن الله ـ تعالى ـ ليس كمثله شيء جل في علاه سبحانه وبحمده، ﴿وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ[الإخلاص:4]، ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ[الإخلاص:1]، فكيف يسوى به غيره؟

هذا مما ينبغي أن يعلم في اسم الله ـ تعالى ـ العظيم، وأنه يثمر أزكى الثمار وأطيب النتائج وهو أنه يطيب القلب ويخلصه لله، فهو ركن أساس في تحقيق العبودية لله رب الأرض والسماء.

أسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يجعلنا من أوليائه وحزبه، وأن يملأ قلوبنا بمحبته وتعظيمه، إنه جليل كريم عظيم الإحسان، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وإلى أن نلقاكم في حلقة قادمة من برنامجكم: فادعوه بها، أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الاكثر مشاهدة

4. لبس الحذاء أثناء العمرة ( عدد المشاهدات94001 )
6. كيف تعرف نتيجة الاستخارة؟ ( عدد المشاهدات89900 )

مواد تم زيارتها

التعليقات


×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف