حَدَّثَنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ حَدَّثَنا اللَّيْثُ عَنْ عُقَيْلٍ عَنِ ابْنِ شِهابٍ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْها حَ وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُقاتِلٍ قالَ أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ هُوَ ابْنُ المبارَكِ قالَ أَخْبَرَنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حَفْصَةَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْها قالَتْ: كانُوا يَصُومُونَ عاشُوراءَ قَبْلَ أَنْ يُفْرَضَ رَمَضانُ وَكانَ يَوْمًا تُسْتَرُ فِيهِ الكَعْبَةُ فَلَمَّا فَرَضَ اللهُ رَمَضانَ قالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ شاءَ أَنْ يَصُومَهُ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ شاءَ أَنْ يَتْرُكَهُ فَلْيَتْرُكْهُ. رَواهُ البُخارِيِّ (1592)
قالَ في فَتْحِ البارِي: ((وَكانَ يَوْمًا تُسْتَرُ فِيهِ الكَعْبَةُ فَإِنَّهُ يُفِيدُ أَنَّ الجاهِلِيَّةَ كانُوا يُعَظِّمُونَ الكَعْبَةَ قَدِيمًا بِالسُّتُورِ وَيَقُومُونَ بِها وَعُرِفَ بِهَذا جَوابُ الإِسْماعِيلِيِّ في قَوْلِهِ لَيْسَ في الحَدِيثِ مِمَّا تُرْجِمَ بِهِ شَيْءٌ سُوَىَ بَيانِ اسْمِ الكَعْبَةِ المذْكُورَةِ في الآيَةِ وَيُسْتَفادُ مِنَ الحَدِيثِ أَيْضًا مَعْرِفَةُ الوَقْتِ الَّذِي كانَتِ الكَعْبَةِ تُكْسَى فِيهِ مِنْ كُلِّ سَنَةٍ وَهُوَ يَوْمُ عاشُورَاءَ وَكَذا ذَكَرَ الواقِدِيُّ بِإِسْنادِِهِ عَنْ أَبِي جَعْفَرِ الباقِرِ أَنَّ الأَمْرَ اسْتَمَرَّ عَلَى ذَلِكَ في زَمانِهِمْ وَقَدْ تَغَيَّرَ ذَلِكَ بَعْدُ فَصارَتْ تُكْسَىَ في يَوْمِ النَّحْرِ وَصارُوا يَعْمَدُونَ إِلَيْهِ في ذِي القَعْدَةِ فَيُعَلِّقُونَ كِسْوَتَهُ إِلَى نَحْوِ نِصْفِهِ ثُمَّ صارُوا يَقْطَعُونَها فَيَصِيرُ البَيْتُ كَهَيْئَةِ المحْرِمِ فَإِذا حَلَّ النَّاسُ يَوْمَ النَّحْرِ كَسَوْهُ الكِسْوَةَ الجَدِيدَةَ)) فَتْحُ البارِي (3/455)