×
العربية english francais русский Deutsch فارسى اندونيسي اردو

نموذج طلب الفتوى

لم تنقل الارقام بشكل صحيح

مرئيات المصلح / برامج المصلح / فادعوه بها-1 / الحلقة(9) فذلكم الله الجزء الثالث

مشاركة هذه الفقرة WhatsApp Messenger LinkedIn Facebook Twitter Pinterest AddThis

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا، وأشهد أن لا إله إلا الله شهادة أرجو بها النجاة من النار، وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله، وصفيه وخليله، وخيرته من خلقه، بعثه الله بين يدي الساعة بالحق بشيرا ونذيرا، وداعيا إليه بإذنه وسراجا منيرا، بلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في الله حق الجهاد حتى أتاه الموت اليقين وهو على ذلك، ترك الأمة على محجة بيضاء، ليلها كنهارها في الوضوح والبيان والجلاء والظهور ومعرفة الطريق الموصل إلى الله، لا يزيغ عنها إلا هالك، فصلى الله عليه، اللهم صل على محمد وعلى آله محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، أما بعد:

فمرحبا وأهلا وسهلا بكم أيها الإخوة والأخوات في هذه الحلقة الجديدة من برنامجكم: فادعوه بها، ولا ننسى أننا نحن نتحدث عن أسماء الله ﴿ولله الأسماء الحسنى فادعوه﴾+++[الأعراف:180]---، ودعاؤه بها هو التعبد لله عز وجل بهذه الأسماء، نستذكر ونحضر في أذهاننا وأفهامنا أننا إنما نحقق دعاء الله تعالى بأسمائه جل وعلا بأسمائه الحسنى عندما نعرف معانيها ونعرف ألفاظها ثم نتعبد لله تعالى بها، أي: نتقرب إليه بتلك الأسماء، سواء كان ذلك التقرب بالثناء على الله تعالى بهذه الأسماء، كقول: ﴿لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين﴾+++[الأنبياء:87]---، أو (لا إله إلا الله العظيم الحليم) أو (الله ربي لا أشرك به شيئا)، وما أشبه ذلك من أوجه الثناء على الله تعالى والتقديس والتمجيد، (هو الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم) (هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام) ﴿هو الله الخالق البارئ المصور﴾+++[الحشر:24]---، كل هذه الآيات وهذه الأذكار التي فيها الثناء على الله تعالى فيها من تقديسه وتمجيده ومن دعائه بأسمائه الحسنى سبحانه وبحمده.

إذا: هذا معنى من معاني دعاء الله تعالى بأسمائه الحسنى، ولا ننسى أيضا أن دعاء الله تعالى بأسمائه الحسنى هو أن تذكر هذه الأسماء في ثنايا طلبك وسؤالك الله جل وعلا ما تحب، لكن لاحظ أنه لابد أن يكون هناك مناسبة بين هذا الاسم وبين ما تدعو وما تطلب من الله جل وعلا فعندما تقول: يا رحمن ارحمني، ويا تواب تب علي، ويا غفار اغفر لي، ويا رزاق ارزقني، أنت الآن تسأل الله تعالى بالأسماء المناسبة لطلبك، وهذا من دعاء الله تعالى بأسمائه الحسنى، ﴿قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى﴾+++[الإسراء:110]--- جل في علاه سبحانه وبحمده.

من أسمائه جل في علاه : (الله)، وهو من أشرف الأسماء وأعظمها، وهو المصدر في الأدعية والأسئلة، ولذلك حظ هذا الاسم في الدعاء كثير وكبير، (الله) هذا الاسم لفظ الجلالة، الله جل جلاله سبحانه وبحمده يذكر في دعاء العبادة والثناء، ويذكر في دعاء المسألة والطلب، ولذلك أوفر الأسماء نصيبا في مقام الثناء والحمد هو هذا الاسم، ولهذا عندما يحمد الله جل وعلا نفسه إنما يحمد نفسه بذكر هذا الاسم، يذكر هذا الاسم في مقام الحمد: ﴿الحمد لله رب العالمين﴾+++[الفاتحة:2]---، (الحمد لله خالق السماوات والأرض)، (الحمد لله خالق السماوات والأرض وجعل الظلمات والنور)، ﴿الحمد لله فاطر السموات والأرض﴾+++[فاطر:1]---، ﴿الحمد لله الذي خلق السموات والأرض وجعل الظلمات والنور﴾+++[الأنعام:1]---، ﴿الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا﴾+++[الكهف:1]---، ﴿فلله الحمد رب السموات ورب الأرض﴾+++[الجاثية:36]---، الحمد يضاف إلى هذا الاسم في موارده وفي ذكره في كلام الله عز وجل وفي السنة النبوية.

إذا: تحقيق العبودية لله عز وجل بدعائه باسم الله يكون في مقام التمجيد والتقديس والحمد بذكر هذا الاسم، وأيضا في مقام السؤال والطلب يذكر هذا الاسم كثيرا لاسيما في الأدعية النبوية، فتجدها غالبا ما تصدر بقول: اللهم إني أسألك كذا وكذا، وهذا في كثير من الذكر الذي يذكره العبد ربه ويسأل به حاجته ومسألته.

الغالب في الأدعية القرآنية افتتاحها ب(ربنا)،  ﴿ربنا آتنا في الدنيا حسنة﴾+++[البقرة:201]---، ﴿رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمنا وللمؤمنين والمؤمنات﴾+++[نوح:28]---، وسيأتينا نماذج كثيرة في الحديث عن اسم الله رب العالمين أو الرب، لكن في مقام الأدعية النبوية الغالب أن الدعاء النبوي يصدر ب(اللهم) في كثير مما وردت به السنة سواء في مقام الثناء والمجد والتقدس، أو في مقام السؤال والطلب، كله يبتدئ بذكر الألوهية، من دعاء الله تعالى بهذا الاسم: الله، لأن الله تعالى يقول: ﴿ولله الأسماء الحسنى﴾+++[الأعراف:180]---، ويقول أيضا: ﴿قل ادعوا الله﴾+++[الإسراء:110]---، فكيف نحقق العبودية إضافة إلى ما ذكرناه في اسم الله (الله) نحقق العبودية في اسم الله (الله) أن يحقق المؤمن المقصود من الوجود، المقصود من الوجود هو عبادة الله وحده، ﴿وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون﴾+++[الذاريات:56]---، ﴿الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا﴾+++[الملك:2]---،  فمقصود الوجود: تحقيق العبودية لله وحده لا شريك له سبحانه وبحمده   لذلك من المهم ومن الضروري أن نعرف أن أخص العبودية لله عز وجل والدعاء له سبحانه وبحمده  بهذا الاسم أن يكون المؤمن موحدا لله عز وجل يعني لو قيل: ما هو أوضح وأوجه وأكبر ما تتحقق به الآية: ﴿ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها﴾+++[الأعراف:180]--- في اسم الله (الله)؟ هو إفراده بالعبادة؛ لأن الله معناه: ذو الألوهية والعبودية على خلقه أجمعين، كما قال ابن عباس رضي الله عنه فلذلك تحقيق العبودية لله عز وجل بهذا الاسم أكبر صور ذلك في أن يكون القلب خالصا لله عز وجل فليس فيه سواه، لا ميل إلى غيره، لا التفات إلى شيء من المخلوقات، ﴿وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم﴾+++[البقرة:163]---،  وقد قال الله تعالى : ﴿وقال الله لا تتخذوا إلهين اثنين إنما هو إله واحد فإياي فارهبون﴾+++[النحل:51]---، فأمر الله تعالى بمقتضى إلهيته وانفراده بها هو أن لا تصرف العبادة إلى سواه، بهذا أوجه وأعظم ما تتحقق به العبودية ويتحقق به دعاء الله تعالى بهذا الاسم: أن تحقق معنى لا إله إلا الله، أن لا تصرف العبادة إلى غير الله، أؤكد أن السعادة التامة والنجاة الكاملة إنما تكون بمعنى هذا الاسم (الله) فإنه عنوان السعادة، (الله) يعني: الإله، ﴿وهو الذي في السماء إله﴾+++[الزخرف:84]--- أي: مألوه، ﴿وفي الأرض إله﴾+++[الزخرف:84]--- أي: مألوه تألهه القلوب وتعبده وتحبه وتقبل عليه وتعظمه، لا شريك له سبحانه وبحمده في ذلك، لا يمكن أن يكون له شريك، قد يقول قائل: هذه الآلهة تعبد من دون الله، فنقول: هؤلاء ظلموا أنفسهم، كما قال الله تعالى :  ﴿الحمد لله الذي خلق السموات والأرض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون﴾+++[الأنعام:1]---، أي: يسوون به غيره، وتعالى الله أن يكون له نظير أو أن يكون له سمي أو أن يكون له مثيل، ما يمكن، يستحيل أن يكون له مساو جل وعلا ولذلك يقول: ﴿فلا تضربوا لله الأمثال﴾+++[النحل:74]---، ويقول: ﴿فلا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون﴾+++[البقرة:22]---، فالله ليس له مثيل ولا له نظير جل في علاه هو المنفرد بالكمالات سبحانه وبحمده فلا يمكن أن يسوى به غيره، ﴿قل هو الله أحد﴾+++[الإخلاص:1]---، انظر ابتدأ السورة  بالإخبار بأنه المنفرد الذي لا شريك له في كل صفات الكمال وفي كل الأسماء، بل وفي كل الحقوق، فليس له مشارك، ثم ختم السورة بقوله: ﴿ولم يكن له كفوا أحد﴾+++[الإخلاص:4]---، يعني: هو أحد جل في علاه ولا يمكن أن يكون له نظير، ﴿ولم يكن له كفوا أحد﴾+++[الإخلاص:4]---، لا في إلهيته، ولا في ربوبيته، ولا في أسمائه وصفاته جل في علاه سبحانه وبحمده ولا يقدر  الخلق قدره ولا يحيطون به علما سبحانه وبحمده ولا فيما يجب له من الحقوق والعبادات.

إذا: ينبغي أن نعرف أن تحقيق العبودية لله عز وجل الدعاء كيف ندعو الله تعالى باسمه الله؟ أن نفرده بالعبادة، ومن ثمار ذلك: حصول البركة للإنسان في شأنه وفي حاله، فإن هذا الاسم مبارك ﴿تبارك اسم ربك ذي الجلال والإكرام﴾+++[الرحمن:78]---، وأول الأسماء دخولا في هذا المعنى هو اسم الله جل في علاه فإنه يستحق به العبد العطايا والهبات والسعادة والطمأنينة إذا حقق مضمونه ومعناه، لهذا كان هذا الاسم مباركا، فلا تحل الذبائح إلا به، كان هذا الاسم مباركا، فإذا ذكره الإنسان على الطعام بورك له فيه، كان هذا الاسم مباركا حتى فيما يشتهيه الإنسان ويحبه، فإنه إذا جاء أهله وذكر اسم الله كان ذلك حرزا  له من الشيطان.

إذا: هو اسم مبارك في ذكره، وفي التعبد لله تعالى به، فينبغي لنا أن نحرص على تحقيق معنى هذا الاسم، كلما قلت: يا الله حاسب نفسك: هل أنت محقق لعبودية الله وحده ولا شريك له؟  اسأل نفسك: هل أنت قد خلص قلبك من الالتفات إلى سواه؟ هل حققت معنى لا إله إلا الله؟ من حقق لا إله الله فقد دعاء الله باسمه: الله.

اللهم إنا نسألك تمام الإخلاص لك وصدق الإقبال عليك، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، إلى أن نلقاكم في حلقة قادمة مع برنامجكم: فادعوه بها، أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

المشاهدات:3487

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً، وأشهد أن لا إله إلا الله شهادة أرجو بها النجاة من النار، وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله، وصفيه وخليله، وخيرته من خلقه، بعثه الله بين يدي الساعة بالحق بشيراً ونذيراً، وداعياً إليه بإذنه وسراجاً منيراً، بلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في الله حق الجهاد حتى أتاه الموت اليقين وهو على ذلك، ترك الأمة على محجة بيضاء، ليلها كنهارها في الوضوح والبيان والجلاء والظهور ومعرفة الطريق الموصل إلى الله، لا يزيغ عنها إلا هالك، فصلى الله عليه، اللهم صل على محمد وعلى آله محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، أما بعد:

فمرحباً وأهلاً وسهلاً بكم أيها الإخوة والأخوات في هذه الحلقة الجديدة من برنامجكم: فادعوه بها، ولا ننسى أننا نحن نتحدث عن أسماء الله ﴿وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ[الأعراف:180]، ودعاؤه بها هو التعبد لله ـ عز وجل ـ بهذه الأسماء، نستذكر ونحضر في أذهاننا وأفهامنا أننا إنما نحقق دعاء الله ـ تعالى ـ بأسمائه ـ جل وعلا ـ بأسمائه الحسنى عندما نعرف معانيها ونعرف ألفاظها ثم نتعبد لله ـ تعالى ـ بها، أي: نتقرب إليه بتلك الأسماء، سواء كان ذلك التقرب بالثناء على الله ـ تعالى ـ بهذه الأسماء، كقول: ﴿لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ[الأنبياء:87]، أو (لا إله إلا الله العظيم الحليم) أو (الله ربي لا أشرك به شيئا)، وما أشبه ذلك من أوجه الثناء على الله ـ تعالى ـ والتقديس والتمجيد، (هو الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم) (هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام) ﴿هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ[الحشر:24]، كل هذه الآيات وهذه الأذكار التي فيها الثناء على الله ـ تعالى ـ فيها من تقديسه وتمجيده ومن دعائه بأسمائه الحسنى سبحانه وبحمده.

إذاً: هذا معنى من معاني دعاء الله ـ تعالى ـ بأسمائه الحسنى، ولا ننسى أيضاً أن دعاء الله ـ تعالى ـ بأسمائه الحسنى هو أن تذكر هذه الأسماء في ثنايا طلبك وسؤالك الله ـ جل وعلا ـ ما تحب، لكن لاحظ أنه لابد أن يكون هناك مناسبة بين هذا الاسم وبين ما تدعو وما تطلب من الله ـ جل وعلا ـ فعندما تقول: يا رحمن ارحمني، ويا تواب تب علي، ويا غفار اغفر لي، ويا رزاق ارزقني، أنت الآن تسأل الله ـ تعالى ـ بالأسماء المناسبة لطلبك، وهذا من دعاء الله ـ تعالى ـ بأسمائه الحسنى، ﴿قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَّا تَدْعُوا فَلَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى[الإسراء:110] جل في علاه سبحانه وبحمده.

من أسمائه ـ جل في علاه ـ: (الله)، وهو من أشرف الأسماء وأعظمها، وهو المصدَّر في الأدعية والأسئلة، ولذلك حظ هذا الاسم في الدعاء كثير وكبير، (الله) هذا الاسم لفظ الجلالة، الله ـ جل جلاله سبحانه وبحمده ـ يُذكر في دعاء العبادة والثناء، ويُذكر في دعاء المسألة والطلب، ولذلك أوفر الأسماء نصيباً في مقام الثناء والحمد هو هذا الاسم، ولهذا عندما يحمد الله ـ جل وعلا ـ نفسه إنما يحمد نفسه بذكر هذا الاسم، يذكر هذا الاسم في مقام الحمد: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ[الفاتحة:2]، (الحمد لله خالق السماوات والأرض)، (الحمد لله خالق السماوات والأرض وجعل الظلمات والنور)، ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ[فاطر:1]، ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ[الأنعام:1]، ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجَا[الكهف:1]، ﴿فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّمَوَاتِ وَرَبِّ الأَرْضِ[الجاثية:36]، الحمد يضاف إلى هذا الاسم في موارده وفي ذكره في كلام الله ـ عز وجل ـ وفي السنة النبوية.

إذاً: تحقيق العبودية لله ـ عز وجل ـ بدعائه باسم الله يكون في مقام التمجيد والتقديس والحمد بذكر هذا الاسم، وأيضاً في مقام السؤال والطلب يُذكر هذا الاسم كثيراً لاسيما في الأدعية النبوية، فتجدها غالباً ما تصدَّر بقول: اللهم إني أسألك كذا وكذا، وهذا في كثير من الذكر الذي يذكره العبد ربه ويسأل به حاجته ومسألته.

الغالب في الأدعية القرآنية افتتاحها بـ(ربنا)،  ﴿رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً[البقرة:201]، ﴿رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ[نوح:28]، وسيأتينا نماذج كثيرة في الحديث عن اسم الله رب العالمين أو الرب، لكن في مقام الأدعية النبوية الغالب أن الدعاء النبوي يصدر بـ(اللهم) في كثير مما وردت به السنة سواء في مقام الثناء والمجد والتقدس، أو في مقام السؤال والطلب، كله يبتدئ بذكر الألوهية، من دعاء الله ـ تعالى ـ بهذا الاسم: الله، لأن الله ـ تعالى ـ يقول: ﴿وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى[الأعراف:180]، ويقول أيضاً: ﴿قُلِ ادْعُوا اللَّهَ[الإسراء:110]، فكيف نحقق العبودية إضافة إلى ما ذكرناه في اسم الله (الله) نحقق العبودية في اسم الله (الله) أن يحقق المؤمن المقصود من الوجود، المقصود من الوجود هو عبادة الله وحده، ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ[الذاريات:56]، ﴿الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا﴾[الملك:2]،  فمقصود الوجود: تحقيق العبودية لله وحده لا شريك له ـ سبحانه وبحمده ـ  لذلك من المهم ومن الضروري أن نعرف أن أخص العبودية لله ـ عز وجل ـ والدعاء له ـ سبحانه وبحمده  ـ بهذا الاسم أن يكون المؤمن موحداً لله ـ عز وجل ـ يعني لو قيل: ما هو أوضح وأوجه وأكبر ما تتحقق به الآية: ﴿وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا[الأعراف:180] في اسم الله (الله)؟ هو إفراده بالعبادة؛ لأن الله معناه: ذو الألوهية والعبودية على خلقه أجمعين، كما قال ابن عباس ـ رضي الله عنه ـ فلذلك تحقيق العبودية لله ـ عز وجل ـ بهذا الاسم أكبر صور ذلك في أن يكون القلب خالصاً لله ـ عز وجل ـ فليس فيه سواه، لا ميل إلى غيره، لا التفات إلى شيء من المخلوقات، ﴿وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ[البقرة:163]،  وقد قال الله ـ تعالى ـ: ﴿وَقَالَ اللَّهُ لا تَتَّخِذُوا إِلَهَيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ[النحل:51]، فأمر الله ـ تعالى ـ بمقتضى إلهيته وانفراده بها هو أن لا تصرف العبادة إلى سواه، بهذا أوجَه وأعظم ما تتحقق به العبودية ويتحقق به دعاء الله ـ تعالى ـ بهذا الاسم: أن تحقق معنى لا إله إلا الله، أن لا تصرف العبادة إلى غير الله، أؤكد أن السعادة التامة والنجاة الكاملة إنما تكون بمعنى هذا الاسم (الله) فإنه عنوان السعادة، (الله) يعني: الإله، ﴿وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ[الزخرف:84] أي: مألوه، ﴿وَفِي الأَرْضِ إِلَهٌ[الزخرف:84] أي: مألوه تألهه القلوب وتعبده وتحبه وتقبل عليه وتعظمه، لا شريك له ـ سبحانه وبحمده ـ في ذلك، لا يمكن أن يكون له شريك، قد يقول قائل: هذه الآلهة تعبد من دون الله، فنقول: هؤلاء ظلموا أنفسهم، كما قال الله ـ تعالى ـ:  ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ[الأنعام:1]، أي: يسوون به غيره، وتعالى الله أن يكون له نظير أو أن يكون له سمي أو أن يكون له مثيل، ما يمكن، يستحيل أن يكون له مساو ـ جل وعلا ـ ولذلك يقول: ﴿فَلا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الأَمْثَالَ[النحل:74]، ويقول: ﴿فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَندَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ[البقرة:22]، فالله ليس له مثيل ولا له نظير ـ جل في علاه ـ هو المنفرد بالكمالات ـ سبحانه وبحمده ـ فلا يمكن أن يسوى به غيره، ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ[الإخلاص:1]، انظر ابتدأ السورة  بالإخبار بأنه المنفرد الذي لا شريك له في كل صفات الكمال وفي كل الأسماء، بل وفي كل الحقوق، فليس له مشارك، ثم ختم السورة بقوله: ﴿وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ[الإخلاص:4]، يعني: هو أحد ـ جل في علاه ـ ولا يمكن أن يكون له نظير، ﴿وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ[الإخلاص:4]، لا في إلهيته، ولا في ربوبيته، ولا في أسمائه وصفاته ـ جل في علاه سبحانه وبحمده ـ ولا يقدر  الخلق قدره ولا يحيطون به علماً ـ سبحانه وبحمده ـ ولا فيما يجب له من الحقوق والعبادات.

إذاً: ينبغي أن نعرف أن تحقيق العبودية لله ـ عز وجل ـ الدعاء كيف ندعو الله ـ تعالى ـ باسمه الله؟ أن نفرده بالعبادة، ومن ثمار ذلك: حصول البركة للإنسان في شأنه وفي حاله، فإن هذا الاسم مبارك ﴿تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ[الرحمن:78]، وأول الأسماء دخولاً في هذا المعنى هو اسم الله ـ جل في علاه ـ فإنه يستحق به العبد العطايا والهبات والسعادة والطمأنينة إذا حقق مضمونه ومعناه، لهذا كان هذا الاسم مباركاً، فلا تحل الذبائح إلا به، كان هذا الاسم مباركاً، فإذا ذكره الإنسان على الطعام بورك له فيه، كان هذا الاسم مباركاً حتى فيما يشتهيه الإنسان ويحبه، فإنه إذا جاء أهله وذكر اسم الله كان ذلك حرزاً  له من الشيطان.

إذاً: هو اسم مبارك في ذكره، وفي التعبد لله ـ تعالى ـ به، فينبغي لنا أن نحرص على تحقيق معنى هذا الاسم، كلما قلت: يا الله حاسب نفسك: هل أنت محقق لعبودية الله وحده ولا شريك له؟  اسأل نفسك: هل أنت قد خلص قلبك من الالتفات إلى سواه؟ هل حققت معنى لا إله إلا الله؟ من حقق لا إله الله فقد دعاء الله باسمه: الله.

اللهم إنا نسألك تمام الإخلاص لك وصدق الإقبال عليك، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، إلى أن نلقاكم في حلقة قادمة مع برنامجكم: فادعوه بها، أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الاكثر مشاهدة

4. لبس الحذاء أثناء العمرة ( عدد المشاهدات94000 )
6. كيف تعرف نتيجة الاستخارة؟ ( عدد المشاهدات89900 )

مواد تم زيارتها

التعليقات


×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف