×
العربية english francais русский Deutsch فارسى اندونيسي اردو

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الأعضاء الكرام ! اكتمل اليوم نصاب استقبال الفتاوى.

وغدا إن شاء الله تعالى في تمام السادسة صباحا يتم استقبال الفتاوى الجديدة.

ويمكنكم البحث في قسم الفتوى عما تريد الجواب عنه أو الاتصال المباشر

على الشيخ أ.د خالد المصلح على هذا الرقم 00966505147004

من الساعة العاشرة صباحا إلى الواحدة ظهرا 

بارك الله فيكم

إدارة موقع أ.د خالد المصلح

مشاركة هذه الفقرة WhatsApp Messenger LinkedIn Facebook Twitter Pinterest AddThis

الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه، الحمد لله ملء السماوات وملء الأرض وملء ما بينهما، وملء ما شاء من شيء بعد، أحمده حق حمده وأثني عليه الخير كله، لا أحصي ثناء عليه كما أثنى هو على نفسه.

وأشهد أن لا إلا الله وحده لا شريك له، شهادة أرجو بها النجاة من النار، وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، ومن اتبع سنته واقتفى أثره بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:

فأهلا وسهلا ومرحبا بكم أيها الإخوة والأخوات في هذه الحلقة الجديدة من برنامجكم:فادعوه بها.

إن الله جل في علاه أمر بدعائه وأخبر بأسمائه، قال جل وعلا : ﴿ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها﴾+++[الأعراف:180]---.

أسماء الله هي ما يدل عليه جل في علاه فإن كل اسم من أسماء الله تعالى يتضمن صفة، وقد أخبر الله تعالى في آيتين من كتابه بأسمائه وذكر دعاءه بالأسماء، فمرة قدم الخبر عن الأسماء ثم أمر بالدعاء، كما قال تعالى : ﴿ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها﴾+++[الأعراف:180]---، وفي آية أخرى في سورة الإسراء قال: ﴿قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيا ما تدعوا﴾+++[الإسراء:110]--- يعني: قولوا يا الله أو يا رحمن، ﴿أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى﴾، وهذا يبين عظيم ارتباط الأسماء بتحقيق العبودية لله جل وعلا وهذا ليس خاصا باسم من أسمائه جل في علاه بل بكل أسمائه، فإنك مأمور بدعاء الله تعالى بكل ما له من الأسماء الحسنى.

كم هي أسماء الله تعالى؟ أسماء الله كثيرة ليست محصورة بعدد، بل لا يعلم الناس قدر الأسماء التي سمى الله تعالى بها نفسه، فأسماء الله تعالى لا يحدها عدد، وما في الكتاب وما في السنة ليس حصرا لأسماء الله، ولذلك جاء في الحديث الصحيح حديث عبد الله بن مسعود في دعاء الهم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في ثنايا الدعاء: «اللهم إني أسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك» هذا عام، «أو أنزلته في كتابك» ويشمل كل كتاب من كتب الله تعالى «أو علمته أحدا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك»+++مسند الإمام أحمد (4318)--- أي: لم تطلع عليه أحدا، فلم تنزله في كتاب ولم تعلم به أحدا من الخلق، وهذا يعني أن أسماء الله تعالى ليست معلومة للناس، فمن أسماء الله ما لا يعلمه إلا هو جل في علاه فليس لأسماء الله حصر، إنما أسماء الله تعالى كثيرة.

ولو نظرنا في القرآن لوجدنا ما يقارب ثمانين اسما من أسماء الله تعالى وفي السنة ما يكمل ذلك إلى ما يزيد على المائة من أسماء الله جل وعلا ومع هذا كله كيف نوفق بين هذه الدلالات أن أسماء الله لا حصر لها وأنها ليست محدودة بعدد محدد، بل أكثر من ما جاء في الكتاب والسنة، وبين قول النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة: «إن لله تسعة وتسعين اسما من أحصاها دخل الجنة»+++صحيح البخاري (2736), وصحيح مسلم (2677)---؟

الجواب على هذا: أن قوله صلى الله عليه وسلم : «إن لله تسعة وتسعين اسما» ليس حصرا ولا يفيد أنه لا اسم له إلا هذا العدد، بل هذا خبر عن عدد معين من الأسماء من أحصاه ترتب على هذا الإحصاء المجازاة المذكورة: "دخل الجنة". نسأل الله أن نكون من أهلها. فهذا فضل خاص بهذا العدد، وهو أنه من أحصى هذا العدد من أسماء الله عز وجل دخل الجنة، وبالتالي ليس في الحديث ما يدل على حصر أسماء الله تعالى.

هل جاء في كتاب الله عز وجل أو في سنة النبي صلى الله عليه وسلم عد الأسماء متتابع؟ أما الكتاب فذكر الله أسماء كثيرة متفرقة في كتابه، وقد ذكر -كما في آخر سورة الحشر- جملة من أسمائه متتابعة، لكن ليس هناك آية تتضمن أو تشتمل على كل أسماء الله عز وجل وكذلك السنة لم يثبت حديث صحيح أن أسماء الله تعالى كذا وكذا وكذا.. إلى آخر ما جاء من العد في أسماء الله عز وجل.

جاء في رواية الترمذي لهذا الحديث: «إن لله تسعة وتسعين اسما من أحصاها دخل الجنة»+++سنن الترمذي (3507)--- عد تلك الأسماء، لكن اتفاق أهل الحديث على أن هذا العد ليس من قول النبي صلى الله عليه وسلم إنما هو إدراج من بعض الرواة، اجتهد فعد أسماء الله تعالى وذكرها تسعة وتسعين اسما، لكن هذا ليس حصرا، ولم يرد في السنة عد لأسماء الله عز وجل.

الذي في الكتاب وفي السنة أكثر من تسعة وتسعين اسما، وبالتالي؛ نحن متعبدون لله تعالى بكل اسم ثبت له جل في علاه في الكتاب أو في السنة.

والأسماء في الجملة منها ما هو متفق عليه ومنها ما فيه خلاف: هل هو اسم أو لا؟ ولذلك اختلف العلماء في عد الأسماء، فمنهم من يعد هذا اسما ومنهم من لا يعده اسما، وعلى سبيل المثال: الحفي، منهم من يعده من أسماء الله عز وجل ومنهم من يقول: إن هذا ليس اسما، إنما هذا وصف، ولا يؤخذ لله عز وجل من كل وصف اسم، بل الأسماء أضيق وأحصر من الصفات، فصفات الله واسعة جل في علاه ولله المثل الأعلى، وبالتالي؛ عدد الأسماء أقل مما ذكر الله تعالى من الصفات والأفعال، والأصل في الأسماء أنها موقوفة على كلام الله وكلام رسوله، بمعنى: أنه ليس لأحد أن يضيف في أسماء الله عز وجل من قبل نفسه.

فمثلا: الموجود هل هو من أسماء الله؟ لا، ليس من أسماء الله، هذا خبر عن الله وليس اسما من أسمائه؛ لأنه أولا: لم يرد في الكتاب والسنة هذا الاسم من أسماء الله عز وجل. وثانيا: أنه لا يتصف بما وصف الله تعالى به أسماءه من أنها حسنى، ﴿ولله الأسماء الحسنى﴾+++[الأعراف:180]---.

الموجود ليس فيه وصف كمال أو وصف حسن، الموجود قد يكون ممدوحا وقد يكون غير ممدوح، فليس من الأسماء الحسنى تسميته بالموجود، ولذلك (عبد الموجود) غلط؛ لأنه ليس من أسماء الله تعالى : الموجود، إنما ينبغي أن تتلقى أسماء الله تعالى من كلامه ومن كلام من لا ينطق عن الهوى الذي هو أعلم الخلق بربه، صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

نحن بحاجة إلى أن نعرف أسماء الله تعالى لأن بها تطيب قلوبنا وتصلح أعمالنا، وبه تتحقق العبودية لله عز وجل لهذا ينبغي أن نعرف أسماء الله جل وعلا.

أول أسماء الله تعالى ذكرا في كتابه ما هو؟ ما هو الاسم الذي ذكره الله تعالى أولا في كتابه، ولا تخلو سورة من سور القرآن من ذكر هذا الاسم؟ الاسم الذي ذكره الله في كتابه أولا هو (الله)، هو الاسم الذي ذكره الله تعالى في كل سورة، وهو أول اسم ذكره الله جل وعلا في كتابه.

إذا قلنا (بسم الله) آية في أول كل سورة فإن (الله) في أول كل سورة، وإذا قلنا إن البسملة ليست آية من تلك السور فأول اسم ذكره الله تعالى هو الله في قوله: ﴿الحمد لله رب العالمين﴾+++[الفاتحة:2]---.

هذا الاسم له ميزة وله سمة، أولا: هذا الاسم لا يسمى به غير الله جل وعلا فلا يعرف أن أحدا من الخلق أو من المعبودات التي تزعم أنها آلة وتعبد تسمى بهذا الاسم، فهو من أخص أسماء الله جل وعلا ولم يشركه فيه غيره جل وعلا وهو أشرف الأسماء وأجلها، وهو الأصل الذي تتبعه الأسماء، ولذلك إذا جاء ذكر أسماء الله عز وجل وصفاته يبتدئ أولا بذكر اسم الله، ولذلك هو رأسها وعمودها وذورة سنامها، ف(الله) هو اسم الجلال والجمال والكمال.

وهذا الاسم الكريم من أسمائه جل وعلا بلا منازع ولا خلاف بين العلماء في أنه من أسمائه، ولم تخل منه سورة ولم تخل منه أكثر الأذكار والأدعية التي جاءت في كلام الله تعالى وفي كلام رسوله.

إذا كان هذا الاسم بهذه المنزلة وهذه المكانة فهل له خاصية غير ما تقدم؟ نعم، قيل: إنه هو الاسم الأعظم، قال بعض أهل العلم: (الله) هو الاسم الأعظم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى. وهذا القول قال به بعض أهل العلم، وسيأتي إن شاء الله تعالى إشارة في ثنايا كلامنا، وما نتناوله إلى ذكر الاسم الأعظم، وما هو الاسم الأعظم؟.

(الله) هو من أشرف أسماء الله عز وجل بل هو أشرف أسماء الله، كما قال ذلك جماعة من أهل العلم، لكن نحن حتى نعرف منزلة الاسم ومكانته لابد أن نعرف معناه، فما معنى هذا الاسم؟ ما معنى اسم (الله)؟

هذا الاسم من حيث اللغة مشتق من الإله، ف(الله) هو الإله، ولذلك بعضهم يقول: إن (الله) هو الإله، وإنما أزيلت الهمزة لكثرة الاستعمال، مثل: الناس أصلها في كلام العرب: أناس، فيكون الأصل هو الأناس، لكن أزيلت الهمزة لكثرة الاستعمال، وهذا جاري في كلام العرب، حذف حرف لكثرة الاستعمال ودرجه في اللسان كثير، مثلا: خير أخير، وشر أشر، فهذه المعاني دارجة في كلام العلماء وفي لسان أهل اللغة.

على كل حال! سواء كان هو وأزيلت الهمزة أو أنه اسم مستقل عن الإله، فإن معناهما واحد، وهذا مبدأ الكلام على أسماء الله تعالى ومعانيها وكيف نحقق دعاء الله تعالى بها.

وإلى أن نلقاكم في حلقة جديدة من برنامجكم: فادعوه بها، أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

المشاهدات:3401

الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، الحمد لله ملء السماوات وملء الأرض وملء ما بينهما، وملء ما شاء من شيء بعد، أحمده حق حمده وأثني عليه الخير كله، لا أحصي ثناءً عليه كما أثنى هو على نفسه.

وأشهد أن لا إلا الله وحده لا شريك له، شهادة أرجو بها النجاة من النار، وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، ومن اتبع سنته واقتفى أثره بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:

فأهلاً وسهلاً ومرحباً بكم أيها الإخوة والأخوات في هذه الحلقة الجديدة من برنامجكم:فادعوه بها.

إن الله ـ جل في علاه ـ أمر بدعائه وأخبر بأسمائه، قال ـ جل وعلا ـ: ﴿وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا[الأعراف:180].

أسماء الله هي ما يدل عليه ـ جل في علاه ـ فإن كل اسم من أسماء الله ـ تعالى ـ يتضمن صفة، وقد أخبر الله ـ تعالى ـ في آيتين من كتابه بأسمائه وذكر دعاءه بالأسماء، فمرة قدَّم الخبر عن الأسماء ثم أمر بالدعاء، كما قال ـ تعالى ـ: ﴿وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا[الأعراف:180]، وفي آية أخرى في سورة الإسراء قال: ﴿قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَّا تَدْعُوا[الإسراء:110] يعني: قولوا يا الله أو يا رحمن، ﴿أَيًّا مَّا تَدْعُوا فَلَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى﴾، وهذا يبين عظيم ارتباط الأسماء بتحقيق العبودية لله ـ جل وعلا ـ وهذا ليس خاصاً باسم من أسمائه ـ جل في علاه ـ بل بكل أسمائه، فإنك مأمور بدعاء الله ـ تعالى ـ بكل ما له من الأسماء الحسنى.

كم هي أسماء الله تعالى؟ أسماء الله كثيرة ليست محصورة بعدد، بل لا يعلم الناس قدر الأسماء التي سمى الله ـ تعالى ـ بها نفسه، فأسماء الله ـ تعالى ـ لا يحدها عدد، وما في الكتاب وما في السنة ليس حصراً لأسماء الله، ولذلك جاء في الحديث الصحيح حديث عبد الله بن مسعود في دعاء الهم أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال في ثنايا الدعاء: «اللهم إني أسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك» هذا عام، «أو أنزلته في كتابك» ويشمل كل كتاب من كتب الله ـ تعالى ـ «أو علمته أحداً من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك»مسند الإمام أحمد (4318) أي: لم تطلِع عليه أحداً، فلم تنزِله في كتاب ولم تعلِم به أحداً من الخلق، وهذا يعني أن أسماء الله ـ تعالى ـ ليست معلومة للناس، فمن أسماء الله ما لا يعلمه إلا هو ـ جل في علاه ـ فليس لأسماء الله حصر، إنما أسماء الله ـ تعالى ـ كثيرة.

ولو نظرنا في القرآن لوجدنا ما يقارب ثمانين اسماً من أسماء الله ـ تعالى ـ وفي السنة ما يكمل ذلك إلى ما يزيد على المائة من أسماء الله ـ جل وعلا ـ ومع هذا كله كيف نوفِّق بين هذه الدلالات أن أسماء الله لا حصر لها وأنها ليست محدودة بعدد محدد، بل أكثر من ما جاء في الكتاب والسنة، وبين قول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فيما رواه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة: «إن لله تسعة وتسعين اسماً من أحصاها دخل الجنة»صحيح البخاري (2736), وصحيح مسلم (2677)؟

الجواب على هذا: أن قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: «إن لله تسعة وتسعين اسماً» ليس حصراً ولا يفيد أنه لا اسم له إلا هذا العدد، بل هذا خبر عن عدد معين من الأسماء من أحصاه ترتب على هذا الإحصاء المجازاة المذكورة: "دخل الجنة". نسأل الله أن نكون من أهلها. فهذا فضل خاص بهذا العدد، وهو أنه من أحصى هذا العدد من أسماء الله ـ عز وجل ـ دخل الجنة، وبالتالي ليس في الحديث ما يدل على حصر أسماء الله تعالى.

هل جاء في كتاب الله ـ عز وجل ـ أو في سنة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عد الأسماء متتابع؟ أما الكتاب فذكر الله أسماء كثيرة متفرقة في كتابه، وقد ذكر -كما في آخر سورة الحشر- جملة من أسمائه متتابعة، لكن ليس هناك آية تتضمن أو تشتمل على كل أسماء الله ـ عز وجل ـ وكذلك السنة لم يثبت حديث صحيح أن أسماء الله ـ تعالى ـ كذا وكذا وكذا.. إلى آخر ما جاء من العد في أسماء الله عز وجل.

جاء في رواية الترمذي لهذا الحديث: «إن لله تسعة وتسعين اسماً من أحصاها دخل الجنة»سنن الترمذي (3507) عدّ تلك الأسماء، لكن اتفاق أهل الحديث على أن هذا العد ليس من قول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إنما هو إدراج من بعض الرواة، اجتهد فعدّ أسماء الله ـ تعالى ـ وذكرها تسعة وتسعين اسماً، لكن هذا ليس حصراً، ولم يرد في السنة عدٌّ لأسماء الله عز وجل.

الذي في الكتاب وفي السنة أكثر من تسعة وتسعين اسماً، وبالتالي؛ نحن متعبَّدون لله ـ تعالى ـ بكل اسم ثبت له ـ جل في علاه ـ في الكتاب أو في السنة.

والأسماء في الجملة منها ما هو متفق عليه ومنها ما فيه خلاف: هل هو اسم أو لا؟ ولذلك اختلف العلماء في عدّ الأسماء، فمنهم من يعدّ هذا اسماً ومنهم من لا يعده اسماً، وعلى سبيل المثال: الحفي، منهم من يعده من أسماء الله ـ عز وجل ـ ومنهم من يقول: إن هذا ليس اسماً، إنما هذا وصف، ولا يؤخذ لله ـ عز وجل ـ من كل وصف اسم، بل الأسماء أضيق وأحصر من الصفات، فصفات الله واسعة ـ جل في علاه ـ ولله المثل الأعلى، وبالتالي؛ عدد الأسماء أقل مما ذكر الله ـ تعالى ـ من الصفات والأفعال، والأصل في الأسماء أنها موقوفة على كلام الله وكلام رسوله، بمعنى: أنه ليس لأحد أن يضيف في أسماء الله ـ عز وجل ـ من قِبَل نفسه.

فمثلاً: الموجود هل هو من أسماء الله؟ لا، ليس من أسماء الله، هذا خبر عن الله وليس اسماً من أسمائه؛ لأنه أولاً: لم يرد في الكتاب والسنة هذا الاسم من أسماء الله عز وجل. وثانياً: أنه لا يتصف بما وصف الله ـ تعالى ـ به أسماءه من أنها حسنى، ﴿وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى[الأعراف:180].

الموجود ليس فيه وصف كمال أو وصف حسن، الموجود قد يكون ممدوحاً وقد يكون غير ممدوح، فليس من الأسماء الحسنى تسميته بالموجود، ولذلك (عبد الموجود) غلط؛ لأنه ليس من أسماء الله ـ تعالى ـ: الموجود، إنما ينبغي أن تتلقى أسماء الله ـ تعالى ـ من كلامه ومن كلام من لا ينطق عن الهوى الذي هو أعلم الخلق بربه، صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

نحن بحاجة إلى أن نعرف أسماء الله ـ تعالى ـ لأن بها تطيب قلوبنا وتصلح أعمالنا، وبه تتحقق العبودية لله ـ عز وجل ـ لهذا ينبغي أن نعرف أسماء الله جل وعلا.

أول أسماء الله ـ تعالى ـ ذِكْراً في كتابه ما هو؟ ما هو الاسم الذي ذكره الله ـ تعالى ـ أولاً في كتابه، ولا تخلو سورة من سور القرآن من ذِكْر هذا الاسم؟ الاسم الذي ذكره الله في كتابه أولاً هو (الله)، هو الاسم الذي ذكره الله ـ تعالى ـ في كل سورة، وهو أول اسم ذكره الله ـ جل وعلا ـ في كتابه.

إذا قلنا (بسم الله) آية في أول كل سورة فإن (الله) في أول كل سورة، وإذا قلنا إن البسملة ليست آية من تلك السور فأول اسم ذكره الله ـ تعالى ـ هو الله في قوله: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ[الفاتحة:2].

هذا الاسم له ميزة وله سمة، أولاً: هذا الاسم لا يسمى به غير الله ـ جل وعلا ـ فلا يُعرَف أن أحداً من الخلق أو من المعبودات التي تُزعَم أنها آلة وتُعبَد تسمى بهذا الاسم، فهو من أخص أسماء الله ـ جل وعلا ـ ولم يشركه فيه غيره ـ جل وعلا ـ وهو أشرف الأسماء وأجلُّها، وهو الأصل الذي تتبعه الأسماء، ولذلك إذا جاء ذِكْر أسماء الله ـ عز وجل ـ وصفاته يبتدئ أولاً بذِكْر اسم الله، ولذلك هو رأسها وعمودها وذورة سنامها، فـ(الله) هو اسم الجلال والجمال والكمال.

وهذا الاسم الكريم من أسمائه ـ جل وعلا ـ بلا منازع ولا خلاف بين العلماء في أنه من أسمائه، ولم تخل منه سورة ولم تخل منه أكثر الأذكار والأدعية التي جاءت في كلام الله ـ تعالى ـ وفي كلام رسوله.

إذا كان هذا الاسم بهذه المنزلة وهذه المكانة فهل له خاصية غير ما تقدم؟ نعم، قيل: إنه هو الاسم الأعظم، قال بعض أهل العلم: (الله) هو الاسم الأعظم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى. وهذا القول قال به بعض أهل العلم، وسيأتي ـ إن شاء الله تعالى ـ إشارة في ثنايا كلامنا، وما نتناوله إلى ذكْر الاسم الأعظم، وما هو الاسم الأعظم؟.

(الله) هو من أشرف أسماء الله ـ عز وجل ـ بل هو أشرف أسماء الله، كما قال ذلك جماعة من أهل العلم، لكن نحن حتى نعرف منزلة الاسم ومكانته لابد أن نعرف معناه، فما معنى هذا الاسم؟ ما معنى اسم (الله)؟

هذا الاسم من حيث اللغة مشتق من الإله، فـ(الله) هو الإله، ولذلك بعضهم يقول: إن (الله) هو الإله، وإنما أزيلت الهمزة لكثرة الاستعمال، مثل: الناس أصلها في كلام العرب: أُناس، فيكون الأصل هو الأُناس، لكن أُزيلت الهمزة لكثرة الاستعمال، وهذا جاري في كلام العرب، حذف حرف لكثرة الاستعمال ودرجه في اللسان كثير، مثلاً: خير أخير، وشر أشر، فهذه المعاني دارجة في كلام العلماء وفي لسان أهل اللغة.

على كل حال! سواء كان هو وأزيلت الهمزة أو أنه اسم مستقل عن الإله، فإن معناهما واحد، وهذا مبدأ الكلام على أسماء الله ـ تعالى ـ ومعانيها وكيف نحقق دعاء الله ـ تعالى ـ بها.

وإلى أن نلقاكم في حلقة جديدة من برنامجكم: فادعوه بها، أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الاكثر مشاهدة

4. لبس الحذاء أثناء العمرة ( عدد المشاهدات93793 )
6. كيف تعرف نتيجة الاستخارة؟ ( عدد المشاهدات89654 )

مواد تم زيارتها

التعليقات


×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف