×
العربية english francais русский Deutsch فارسى اندونيسي اردو

نموذج طلب الفتوى

لم تنقل الارقام بشكل صحيح

مرئيات المصلح / برامج المصلح / قصة نبي / الحلقة (1) الله جل جلاله

مشاركة هذه الفقرة WhatsApp Messenger LinkedIn Facebook Twitter Pinterest AddThis

 المقدم:- مشاهدينا الكرام ننتقل جميعا لنطرح عليكم وعلى شيخنا وعلى الشيخ خالد هذا التساؤل المهم لماذا نقدم هذا البرنامج؟ برنامج قصة نبي وكيف نستفيد من هذه القصص التي سوف تقدمونها بإذن الله تعالى في هذه السلسلة من حلقات هذا البرنامج وهل نستطيع أيضا أن نعيشها واقعا عمليا في حياتنا؟

الشيخ:- الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين السراج المنير الذي بعثه الله تعالى بين يدي الساعة بالحق بشيرا ونذيرا وداعيا إليه بإذنه وسراجا منيرا، فبلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حق الجهاد بالعلم والبيان والسيف والسنان حتى أتاه اليقين وهو على ذلك فصلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن اتبع سنته واقتفى أثره بإحسان إلى يوم الدين أما بعد..

فأسال الله العظيم رب العرش الكريم أن يجمعنا بالنبيين وأن يلحقنا بالصالحين، وأن يجعلنا من حزبه المفلحين وأوليائه المتقين وأن يسلك بنا صراطه المستقيم، نعمة كبرى من الله –جل وعلا- أن يطالع العبد ويطالع الإنسان ما ذكره الله –جل وعلا- في محكم البيان في آيات القرآن الحكيم عن أولئك الرهط من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، نعمة عظيمة أن يعرف أخبار النبيين وما ذكره الله تعالى من قصص المرسلين.

فالله جل في علاه ذكر في هذا الكتاب ما تصلح به البشرية، أعظم آيات الأنبياء هو القرآن الحكيم، فما فيه من المضامين وما فيه من الآيات والأخبار لاشك أنها أخبار ذات نفع عظيم وذات أثر كبير أعلاها وأسماها قصص النبيين فذاك القصص العظيم الذي ذكره الله تعالى من قصص النبيين له أثر بالغ على الإنسان نحن نتناول قصص النبيين من خلال كلام الله العظيم، وما في خبر سيد المرسلين –صلى الله عليه وسلم- لنتعرف على أهل الصراط المستقيم، نحن في كل صلاة المسلمون يقولون: أهدنا الصراط المستقيم فمن هم أهل الصراط المستقيم الذين أنعمت عليهم فمن هم المنعم عليهم؟ إن سادتهم وأئمتهم وكبرائهم هم النبيون والمرسلون صلوات الله وسلامه عليهم.

فمعرفة أخبارهم، قراءة قصصهم، مطالعة سيرهم أكبر معين لنا في سلوك هذا الصراط المستقيم، لذلك نحن نقرأ قصص النبيين ونقف مع سيرهم ومع ما قص الله تعالى من شأنهم لنتحقق ما أمر الله تعالى به سيد المرسلين لما قص عليه جملة من خبر النبيين ذلك هدى الله يهدي به من يشاء من عباده قال –جل وعلا- في سياق تلك الآيات ﴿أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده﴾+++ الأنعام: 90---  ممن قص خبرهم من المرسلين والنبيين فبهداهم اقتده أي اتبع وصر على مناولهم وسيرة طريقهم فإنه يوصلك إلى البر.

لذلك نحن نقرأ ونتناول قصص النبيين لا لسرد الأخبار والأحداث والوقائع، ولهذا تجد أن قصص النبيين ما اهتمت في كلام الله –عز وجل- بالأشخاص أسمائهم، التفاصيل، زمانا ومكانا، إنما كان الهم والغاية في مواطن العبرة والعظة ومواطن التنبيه التي هي محل أسوة قدوة في سير أولئك الأعلام من النبيين والمرسلين.

المقدم:- جميل بما أن حديثنا عن الأنبياء في سلسلة حلقات هذا البرنامج، فحري أن نتعرف على المرسل الذي أرسل هؤلاء الأنبياء إلى أقوامهم.

الشيخ:- المرسل هو الله جل في علاه هو رب العالمين الذي من على الناس بهذه الحياة الدنيا، ليبتليهم ويختبرهم ﴿الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا وهو العزيز الغفور﴾+++ الملك: 2---  المصور الذي له الأسماء الحسنى هو الذي أرسل هؤلاء الرسل وبعث أولئك الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم أئمة هدى بالله معرفين وإليه داعين –سبحانه وبحمده- فهو المرسل –سبحانه وبحمده- لأولئك الرسل كل أولئك جاءوا ليعرفوا به ويذكروا من أوصافه وأسمائه وأفعاله ما يجلب القلوب له، ما يحقق إفراده بالعبادة –سبحانه وبحمده- وأنه لا إله غيره وأنه لا يعبد سواه جل في علاه، وأيضا يبين الطريق الموصل إليه كيف يصل الناس إلى الله –جل وعلا- إلى رحمته إلى سعادة الدنيا وفوز الآخرة.

إن طرق معرفته –جل وعلا- متنوعة، وهذا من رحمة الله تعالى بعباده أنه ما حصر طريق العلم به وطريق معرفته في طريق واحد أو سبيل واحد، بل نوع الطرق التي توصل إليه.

ولهذا من المهم أن نستعرض ما هي الطرق التي نتعرف بها على الله تعالى، لأنها هي الغاية من دعوة الرسل، فالرسل جاءوا كلهم بالله معرفين.

المقدم:- وهذا هو من الأسئلة المهمة التي نطرحها ونستفيد منها كثيرا حتى نحقق العبودية لله –سبحانه وتعالى- الواحد الأحد.

الشيخ:- فما هي الطرق؟

يقول ابن القيم –رحمه الله-: وقد جمع الطرق المعرفة بالله يقول:

سافرت إلى طلب الإله فدلني ** الهادي إليه ومحكم القرآن

كم طريق ذكر؟ فدلني الهادي إليه ومحكم القرآن هذان طريقان هل هما فقط؟ لا

مع فطرة الرحمن جل جلاله ** وصريح عقلي صاقل ببيان

إن الطرق التي يتعرف بها العبد على ربه أربع طرق وقد جاءت الرسول صلوات الله وسلامه عليهم ببيان هذه الطرق وإيضاحها.

الطريق الأول: هو طريق الهداية من الرسل الدلالة من الرسل، الرسل جاءوا بالله معرفين وإليه داعين فلا يمكن أن يعرف الناس ما لله من الكمالات وما له من الحقوق جل في علاه على وجه التفصيل إلا من طريق الرسل، والرسل جاءوا بكتب.

ولذلك نؤمن بالرسل ونؤمن بالكتب وأن الله قد أنزل إلى رسله كتبا تعرف به وتدل عليه، فالطريق القويم لمعرفة الله –عز وجل- هو من خلال الرسل صلوات الله وسلامه عليهم، ومن خلال ما جاءوا به من كتب وقد نسخت تلك الكتب وبدلت وحرفت، فلم يبقى إلا الكتاب القويم القرآن العظيم هو المعين الذي منه ننهل لمعرفة رب العالمين –سبحانه وبحمده- والله –جل وعلا- قد ذكر في كتابه من أسمائه وصفاته ما يكشف كل لبس، ويزيل كل غموض في معرفة الرب المعبود الذي لا يستحق العبادة سواه –سبحانه وبحمده-.

فجاءت الآيات بينة واضحة هذه الأخبار في القرآن، وتلك الأخبار في سنة خير الأنام –صلى الله عليه وسلم- قد عضدت ما في فطر الناس وقلوبهم، فطرة الله التي فطر الناس عليها، فطر الله تعالى القلوب على محبته وعلى الإيمان به وعلى طلب التعبد له شيء في القلوب لا يمكن أن يتخلص منه الناس، مهما كابر الإنسان واستنكف وغفل وذهب يمنة ويسرة لينفك عن هذه الحاجة من قلبه إلى رب يعبده، لابد أن يعبد، لابد أن يرجع.

ولذلك يقرر الله تعالى أمر إلهيته بصورة مقطوعة النظير، وأنه لا يحتمل الشك: ﴿أفي الله شك فاطر السماوات والأرض﴾+++ إبراهيم:10--- ! كيف يتطرق شك إلى القلوب أو يدب ريب إلى الأفئدة في أن الله فاطر السموات والأرض جل في علاه هو المستحق للعبادة، لا يستقيم قلب بلا عبادة، القلب مفطور على محبوبة الأعلى فلا يضنيه عنه حب ثاني، كما أن الله تعالى من رحمته أن نثر في هذا الكتاب المبثوث في الكون، وهو كتاب مفتوح يراه الناس في آفاقهم وفي أراضيهم بل وفي أنفسهم من دلائل عظيم قدر الرب جل في علاه ما يجذبهم إلى أن يقولوا: لا إله إلا الله ﴿سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق﴾+++ فصلت: 53---  وهذا من رحمة الله.

البدوي الذي أخذ بذنب راحلته يقول الله –جل وعلا-: ﴿أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت﴾+++ الغاشية: 17---  آيات عظيمة، طيب ذاك لا إبل له ولا سماء عنده ولا أرض، وفي أنفسكم أنتم لا تبصرون.

المقدم:- إذا الله –سبحانه وتعالى- خلق الخلق لعبادته السؤال الذي يطرح نفسه شيخ خالد ونطرحه جميعا بلسان واحد وصوت واحد كيف نحقق العبودية لله –سبحانه وتعالى-؟

الشيخ:- عبودية الخلق لله تعالى مبدأها القلب، لا يمكن أن تتحقق عبودية الله تعالى والقلب غائب، القلب هو محور العبادة وهو مناط العبودية، فإذا ذكا وطاب واستقام وصلح كان الجسد والبدن تابعا له «ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله»+++ صحيح البخاري (52)، ومسلم (1599)---  دواء القلب شفائه، راحته، بهجته، لذته، استقامته، طيبه، صلاحه في معرفة ربه ومولاه، فبقدر ما في قلب العبد من معرفة الله بقدر ما يكون صالحا مستقيما متعبدا لله تعالى.

لذلك لما كملت معرفة الرسل بربهم سبقوا خلق الله في العبادة، فكانوا في المقدمة، كانوا في أول الركب في تحقيق العبودية لله، اقتران العلم بالعمل، اقتران العلم بالعبودية ظاهر، لذلك النبي –صلى الله عليه وسلم- لما تكلم من تكلم قالوا: أنت لست كمثلنا في العمل نحن نحتاج إلى عمل أكثر، وأنت لو يعني لو عملت قليلا ما ضرك قال –صلى الله عليه وسلم-: «فوالله إني لأعلمهم بالله ، و أشدهم له خشية»+++ صحيح البخاري (6101)--- .

إذا العلم بالله يثمر الخشية التي بها تصطبغ الأعمال ويصطبغ السلوك صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة وهذا يكون ثمرة ما في القلوب من صلاح واستقامة وإيمان.

إذا المبدأ الذي ينبغي أن ننظر إليه وأن نعتني به في تحقيق العبودية لله –جل وعلا- هو أن ننظر إلى قلوبنا وأفئدتنا «ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب»+++ صحيح البخاري (52)، ومسلم (1599)--- .                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                     

المقدم:- شيخ خالد قال تعالى: ﴿إن الدين عند الله الإسلام﴾+++ آل عمران: 19---  هل هذا الدين هو دين الأنبياء جميعا من أولهم إلى آخرهم؟

الشيخ:- بلى هذا هو دين الأنبياء جميعا، الأنبياء جميعا جاءوا بهذا الدين الذي هو دين الإسلام، ولما نقول دين الإسلام لا نقصد الشرائع والتفاصيل، يعني ما جاء آدم وقال: الزكاة تجب في بهيمة الأنعام، تجب في النقدين، تجب في عروض التجارة على النحو الذي جاء في شريعة محمد –صلى الله عليه وسلم- خاتمة الشرائع إنما نقصد بالإسلام أصله وهو الاستسلام لله تعالى بالتوحيد والانقياد له بالطاعة هذا هو المفهوم العام للإسلام، الذي جاءت به جميع الرسل، الإسلام بالتوحيد لا إله إلا الله ليس في القلب محبوب ولا معظم إلا الله جل في علاه.

والانقياد بالطاعة أي أنك تمتثل أمر الله تعالى وتطيعه فيما أمر سواء أمرك بزكاة، أمرك -كما أمر اليهود- بقص الثياب للنجاسة، الشرائع مختلفة لكن الإسلام الذي قال فيه: ﴿إن الدين عند الله الإسلام﴾+++ آل عمران: 19---  وقال: ﴿ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه﴾+++ آل عمران: 85---  هو على محورين رئيسين:

المحور الأول: لا إله إلا الله.

والمحور الثاني: الانقياد لله –عز وجل- وما بلغته الرسل من شرائع الدين.

المقدم:- شيخ خالد أنا استأذنك وانتقل إلى الأخ مسلم السحيمي ربما سائلا، ربما مداخلا، ربما مشاركا، تفضل مسلم.

المتصل:- شكرا لك الحقيقة في هذا البرنامج الذي سيكون عن قصص الأنبياء والجوانب المشرقة عنهم مادامت أن هذه الحلقة تتحدث عن المرسل وهو الرب –جل وعلا- أود من الشيخ أن يطل إطلالة على معاني أسماء الله الحسنى وكيف يستفيد وكيف تؤثر في المسلم أو المتبع لهؤلاء الأنبياء صلوات الله عليهم أجمعين؟ فسؤالي أو طلبي للشيخ عن الأسماء الحسنى وكيف أثرها في حياة المسلم؟

الشيخ:- الله –جل وعلا- في محكم كتابه ذكر أسماء كثيرة من أسمائه –سبحانه وبحمده- وأسماء الله جل في علاه منها ما أطلعنا عليه، ومنها ما لم يطلعنا عليه وأسمائه سبحانه جل في علاه لا نحصي ثناء عليه كلها تدل على الكمال المطلق كما قال: ﴿ولله الأسماء الحسنى﴾+++ الأعراف: 180--- .

المؤمن عندما يقرأ ﴿هو الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون هو الله الخالق البارئ المصور له الأسماء الحسنى﴾+++ الحشر: 22- 24---  عندما يقرأ هذا يجد في قلبه طوقا إلى طاعة هذا الموصوف بهذه الأوصاف المسمى بهذه الأسماء.

ولذلك الله –جل وعلا- أكثر من ذكر أسمائه لأن الأسماء تعرف به –سبحانه وبحمده- فما من اسم من أسمائه إلا ويتضمن صفات تدل على كماله، وعلى جماله وعلى بهائه –سبحانه وبحمده- فلذلك من طرق العلم بالله والمعرفة به التي جاء الرسل يعرفون الله تعالى بها ذكر أسماء الله تعالى، وأنت إذا تأملت هذا في سيرة النبيين وجدتها، فهذا أيوب يقول: ﴿أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين﴾+++ الأنبياء: 83---  وإدريس ويونس يقول في خطابه لربه ﴿لا إله إلا أنت سبحانك﴾+++ الأنبياء: 87---  إني أنزهك ﴿لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين﴾+++ الأنبياء: 87---  موسى عليه السلام يذكر من أسماء تعالى وصفاته، إبراهيم يذكر من أسماء الله وصفاته وهلم جر.

كل النبيين يذكرون من أسماء الله وصفاته ما يعرفون به ربهم، ويتعبدون له به –سبحانه وبحمده- النبي جاء بأبسط وأوسع تعريف بالله –عز وجل- فما جاء نبي من الأنبياء قبل النبي –صلى الله عليه وسلم- معرفا بالله كما عرف به –صلى الله عليه وسلم- ما الدليل؟

أنه أعلم الخلق بربه وله من العلم بالله ما ليس لغيره من النبيين، وقد عرف أمته بصفات ربه –جل وعلا- لكن هذا لا يعني أنه أحاط بكل ما له من الصفات وكل ما له من الكمالات تعليما، وإلا إدراكا فنحن لا نحصي ثناء عليه –سبحانه وبحمده- بل يقول في سجوده –سبحانه وبحمده- يقول –صلى الله عليه وسلم- في سجوده معظما ربه اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك وبك منك ثم يقول: لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك.

فإذا كان النبي الذي أؤتي جوامع الكلم وهو أعلم الخلق بالله –عز وجل- يقول لربه لا أحصي ثناء عليك لا أستطيع أن أحصر وألم بما لك من الكمالات وبما تستحقه من الثناء والتمجيد والتقديس، فكيف بمن دونه لاشك أننا نقصر والله تعالى يقول: ﴿ولا يحيطون بشيء من علمه﴾+++ البقرة: 255---  وهي صفة من صفاته فبه –جل وعلا- قد قال: ﴿ولا يحيطون بشيء من علمه﴾+++ البقرة: 255---  –سبحانه وبحمده-

المقدم:- لذلك جاءت رسالة الأنبياء هذه الرسالة التي من أجلها ابتلوا ومن أجلها حوربوا ومن أجلها ربما ضربوا وهي التوحيد إفراد الله بالعبادة.

الشيخ:- صحيح هكذا كانت دعوتهم صلوات الله وسلامه عليهم فكلهم دعا إلى عبادة الله وحده لا شريك له والعجيب أنه هؤلاء الرسل على كثرتهم ووفرتهم اتفقوا على هذه الدعوة وقال فيهم رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: «الأنبياء إخوة من علات، وأمهاتهم شتى، ودينهم واحد»+++ صحيح البخاري (3443)، ومسلم (2365)---  وهو توحيد الله تعالى وإفراده بالعبادة، وهذا ما سنلحظه في ثنايا حلقاتنا القادمة أن جميع الرسل كانوا يدعون إلى هذه الدعوة لا إله إلا الله إلى الإسلام وهو إفراد الله بالعبادة، كل رسل جاء بمعالجات خاصة للبيئة التي بعث فيها والقوم الذين أرسل إليهم، لكن هذه المعالجات الخاصة لتلك الانحرافات البشرية لن تغيب الأصل الذي تتفق عليه جميع الرسالات وهو لا إله إلا الله الإسلام الذي يشترك فيه هؤلاء جميعا.

سنتناول إن شاء الله تعالى في الحلقات القادمة ابتداء بذكر بداية الخلق ثم المسكن الأول الدار الأولى التي سكنها بنو آدم ثم بعد ذلك ننتقل إلى ذكر ما يتعلق بالأنبياء نبيا نبيا على وفق ما قص الله تعالى، لكن أحب أن أنبه أننا لن نتناول سردا تاريخيا مفصلا في سيرة كل نبي، فهذا ليس هو الغرض من البرنامج، غرض البرنامج هو إضافة في سيرة الأنبياء من حيث إظهار دعوة التوحيد في قصصهم وإبراز الجوانب العملية التي نحقق بها ما أمرنا الله تعالى به من اقتداء والإتساء بهم في قوله: ﴿فبهداهم اقتده﴾+++ الأنعام: 90---

المقدم:- ﴿ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين﴾+++ فصلت: 33---  إلى هنا شيخ خالد أنا أشكرك على هذه الكلمات الجميلة والرائعة والتي أسال الله –سبحانه وتعالى- أن ينفعنا جميعا بها وأن يعيننا على إتمام هذه السلسلة من حلقات برنامج قصة نبي.

المشاهدات:4610

 المقدم:- مشاهدينا الكرام ننتقل جميعًا لنطرح عليكم وعلى شيخنا وعلى الشيخ خالد هذا التساؤل المهم لماذا نقدم هذا البرنامج؟ برنامج قصة نبي وكيف نستفيد من هذه القصص التي سوف تقدمونها بإذن الله تعالى في هذه السلسلة من حلقات هذا البرنامج وهل نستطيع أيضًا أن نعيشها واقعًا عمليًا في حياتنًا؟

الشيخ:- الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين السراج المنير الذي بعثه الله تعالى بين يدي الساعة بالحق بشيرًا ونذيرًا وداعيًا إليه بإذنه وسراجًا منيرًا، فبلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حق الجهاد بالعلم والبيان والسيف والسنان حتى أتاه اليقين وهو على ذلك فصلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن اتبع سنته واقتفى أثره بإحسان إلى يوم الدين أما بعد..

فأسال الله العظيم رب العرش الكريم أن يجمعنا بالنبيين وأن يلحقنا بالصالحين، وأن يجعلنا من حزبه المفلحين وأوليائه المتقين وأن يسلك بنا صراطه المستقيم، نعمة كبرى من الله –جل وعلا- أن يطالع العبد ويطالع الإنسان ما ذكره الله –جل وعلا- في محكم البيان في آيات القرآن الحكيم عن أولئك الرهط من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، نعمة عظيمة أن يعرف أخبار النبيين وما ذكره الله تعالى من قصص المرسلين.

فالله جل في علاه ذكر في هذا الكتاب ما تصلح به البشرية، أعظم آيات الأنبياء هو القرآن الحكيم، فما فيه من المضامين وما فيه من الآيات والأخبار لاشك أنها أخبار ذات نفع عظيم وذات أثر كبير أعلاها وأسماها قصص النبيين فذاك القصص العظيم الذي ذكره الله تعالى من قصص النبيين له أثر بالغ على الإنسان نحن نتناول قصص النبيين من خلال كلام الله العظيم، وما في خبر سيد المرسلين –صلى الله عليه وسلم- لنتعرف على أهل الصراط المستقيم، نحن في كل صلاة المسلمون يقولون: أهدنا الصراط المستقيم فمن هم أهل الصراط المستقيم الذين أنعمت عليهم فمن هم المنعم عليهم؟ إن سادتهم وأئمتهم وكبرائهم هم النبيون والمرسلون صلوات الله وسلامه عليهم.

فمعرفة أخبارهم، قراءة قصصهم، مطالعة سيرهم أكبر معين لنا في سلوك هذا الصراط المستقيم، لذلك نحن نقرأ قصص النبيين ونقف مع سيرهم ومع ما قص الله تعالى من شأنهم لنتحقق ما أمر الله تعالى به سيد المرسلين لما قص عليه جملة من خبر النبيين ذلك هدى الله يهدي به من يشاء من عباده قال –جل وعلا- في سياق تلك الآيات ﴿أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ الأنعام: 90  ممن قص خبرهم من المرسلين والنبيين فبهداهم اقتده أي اتبع وصر على مناولهم وسيرة طريقهم فإنه يوصلك إلى البر.

لذلك نحن نقرأ ونتناول قصص النبيين لا لسرد الأخبار والأحداث والوقائع، ولهذا تجد أن قصص النبيين ما اهتمت في كلام الله –عز وجل- بالأشخاص أسمائهم، التفاصيل، زمانًا ومكانًا، إنما كان الهم والغاية في مواطن العبرة والعظة ومواطن التنبيه التي هي محل أسوة قدوة في سير أولئك الأعلام من النبيين والمرسلين.

المقدم:- جميل بما أن حديثنا عن الأنبياء في سلسلة حلقات هذا البرنامج، فحري أن نتعرف على المرسل الذي أرسل هؤلاء الأنبياء إلى أقوامهم.

الشيخ:- المرسل هو الله جل في علاه هو رب العالمين الذي من على الناس بهذه الحياة الدنيا، ليبتليهم ويختبرهم ﴿الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ الملك: 2  المصور الذي له الأسماء الحسنى هو الذي أرسل هؤلاء الرسل وبعث أولئك الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم أئمة هدى بالله معرفين وإليه داعين –سبحانه وبحمده- فهو المرسل –سبحانه وبحمده- لأولئك الرسل كل أولئك جاءوا ليعرفوا به ويذكروا من أوصافه وأسمائه وأفعاله ما يجلب القلوب له، ما يحقق إفراده بالعبادة –سبحانه وبحمده- وأنه لا إله غيره وأنه لا يعبد سواه جل في علاه، وأيضًا يبين الطريق الموصل إليه كيف يصل الناس إلى الله –جل وعلا- إلى رحمته إلى سعادة الدنيا وفوز الآخرة.

إن طرق معرفته –جل وعلا- متنوعة، وهذا من رحمة الله تعالى بعباده أنه ما حصر طريق العلم به وطريق معرفته في طريق واحد أو سبيل واحد، بل نوع الطرق التي توصل إليه.

ولهذا من المهم أن نستعرض ما هي الطرق التي نتعرف بها على الله تعالى، لأنها هي الغاية من دعوة الرسل، فالرسل جاءوا كلهم بالله معرفين.

المقدم:- وهذا هو من الأسئلة المهمة التي نطرحها ونستفيد منها كثيرًا حتى نحقق العبودية لله –سبحانه وتعالى- الواحد الأحد.

الشيخ:- فما هي الطرق؟

يقول ابن القيم –رحمه الله-: وقد جمع الطرق المعرفة بالله يقول:

سافرت إلى طلب الإله فدلني ** الهادي إليه ومحكم القرآن

كم طريق ذكر؟ فدلني الهادي إليه ومحكم القرآن هذان طريقان هل هما فقط؟ لا

مع فطرة الرحمن جل جلاله ** وصريح عقلي صاقل ببيان

إن الطرق التي يتعرف بها العبد على ربه أربع طرق وقد جاءت الرسول صلوات الله وسلامه عليهم ببيان هذه الطرق وإيضاحها.

الطريق الأول: هو طريق الهداية من الرسل الدلالة من الرسل، الرسل جاءوا بالله معرفين وإليه داعين فلا يمكن أن يعرف الناس ما لله من الكمالات وما له من الحقوق جل في علاه على وجه التفصيل إلا من طريق الرسل، والرسل جاءوا بكتب.

ولذلك نؤمن بالرسل ونؤمن بالكتب وأن الله قد أنزل إلى رسله كتبًا تعرف به وتدل عليه، فالطريق القويم لمعرفة الله –عز وجل- هو من خلال الرسل صلوات الله وسلامه عليهم، ومن خلال ما جاءوا به من كتب وقد نسخت تلك الكتب وبدلت وحرفت، فلم يبقى إلا الكتاب القويم القرآن العظيم هو المعين الذي منه ننهل لمعرفة رب العالمين –سبحانه وبحمده- والله –جل وعلا- قد ذكر في كتابه من أسمائه وصفاته ما يكشف كل لبس، ويزيل كل غموض في معرفة الرب المعبود الذي لا يستحق العبادة سواه –سبحانه وبحمده-.

فجاءت الآيات بينة واضحة هذه الأخبار في القرآن، وتلك الأخبار في سنة خير الأنام –صلى الله عليه وسلم- قد عضدت ما في فطر الناس وقلوبهم، فطرة الله التي فطر الناس عليها، فطر الله تعالى القلوب على محبته وعلى الإيمان به وعلى طلب التعبد له شيء في القلوب لا يمكن أن يتخلص منه الناس، مهما كابر الإنسان واستنكف وغفل وذهب يمنة ويسرة لينفك عن هذه الحاجة من قلبه إلى رب يعبده، لابد أن يعبد، لابد أن يرجع.

ولذلك يقرر الله تعالى أمر إلهيته بصورة مقطوعة النظير، وأنه لا يحتمل الشك: ﴿أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إبراهيم:10 ! كيف يتطرق شك إلى القلوب أو يدب ريب إلى الأفئدة في أن الله فاطر السموات والأرض جل في علاه هو المستحق للعبادة، لا يستقيم قلب بلا عبادة، القلب مفطور على محبوبة الأعلى فلا يضنيه عنه حب ثاني، كما أن الله تعالى من رحمته أن نثر في هذا الكتاب المبثوث في الكون، وهو كتاب مفتوح يراه الناس في آفاقهم وفي أراضيهم بل وفي أنفسهم من دلائل عظيم قدر الرب جل في علاه ما يجذبهم إلى أن يقولوا: لا إله إلا الله ﴿سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ فصلت: 53  وهذا من رحمة الله.

البدوي الذي أخذ بذنب راحلته يقول الله –جل وعلا-: ﴿أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ الغاشية: 17  آيات عظيمة، طيب ذاك لا إبل له ولا سماء عنده ولا أرض، وفي أنفسكم أنتم لا تبصرون.

المقدم:- إذًا الله –سبحانه وتعالى- خلق الخلق لعبادته السؤال الذي يطرح نفسه شيخ خالد ونطرحه جميعًا بلسان واحد وصوت واحد كيف نحقق العبودية لله –سبحانه وتعالى-؟

الشيخ:- عبودية الخلق لله تعالى مبدأها القلب، لا يمكن أن تتحقق عبودية الله تعالى والقلب غائب، القلب هو محور العبادة وهو مناط العبودية، فإذا ذكا وطاب واستقام وصلح كان الجسد والبدن تابعًا له «أَلَا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ» صحيح البخاري (52)، ومسلم (1599)  دواء القلب شفائه، راحته، بهجته، لذته، استقامته، طيبه، صلاحه في معرفة ربه ومولاه، فبقدر ما في قلب العبد من معرفة الله بقدر ما يكون صالحًا مستقيمًا متعبدًا لله تعالى.

لذلك لما كملت معرفة الرسل بربهم سبقوا خلق الله في العبادة، فكانوا في المقدمة، كانوا في أول الركب في تحقيق العبودية لله، اقتران العلم بالعمل، اقتران العلم بالعبودية ظاهر، لذلك النبي –صلى الله عليه وسلم- لما تكلم من تكلم قالوا: أنت لست كمثلنا في العمل نحن نحتاج إلى عمل أكثر، وأنت لو يعني لو عملت قليلًا ما ضرك قال –صلى الله عليه وسلم-: «فواللهِ إِنَّي لأعْلَمُهُمْ باللهِ ، و أشدُّهم لَهُ خشيَةً» صحيح البخاري (6101) .

إذًا العلم بالله يثمر الخشية التي بها تصطبغ الأعمال ويصطبغ السلوك صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة وهذا يكون ثمرة ما في القلوب من صلاح واستقامة وإيمان.

إذًا المبدأ الذي ينبغي أن ننظر إليه وأن نعتني به في تحقيق العبودية لله –جل وعلا- هو أن ننظر إلى قلوبنا وأفئدتنا «أَلَا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ» صحيح البخاري (52)، ومسلم (1599) .                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                     

المقدم:- شيخ خالد قال تعالى: ﴿إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ آل عمران: 19  هل هذا الدين هو دين الأنبياء جميعًا من أولهم إلى آخرهم؟

الشيخ:- بلى هذا هو دين الأنبياء جميعًا، الأنبياء جميعًا جاءوا بهذا الدين الذي هو دين الإسلام، ولما نقول دين الإسلام لا نقصد الشرائع والتفاصيل، يعني ما جاء آدم وقال: الزكاة تجب في بهيمة الأنعام، تجب في النقدين، تجب في عروض التجارة على النحو الذي جاء في شريعة محمد –صلى الله عليه وسلم- خاتمة الشرائع إنما نقصد بالإسلام أصله وهو الاستسلام لله تعالى بالتوحيد والانقياد له بالطاعة هذا هو المفهوم العام للإسلام، الذي جاءت به جميع الرسل، الإسلام بالتوحيد لا إله إلا الله ليس في القلب محبوب ولا معظم إلا الله جل في علاه.

والانقياد بالطاعة أي أنك تمتثل أمر الله تعالى وتطيعه فيما أمر سواء أمرك بزكاة، أمرك -كما أمر اليهود- بقص الثياب للنجاسة، الشرائع مختلفة لكن الإسلام الذي قال فيه: ﴿إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ آل عمران: 19  وقال: ﴿وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ آل عمران: 85  هو على محورين رئيسين:

المحور الأول: لا إله إلا الله.

والمحور الثاني: الانقياد لله –عز وجل- وما بلغته الرسل من شرائع الدين.

المقدم:- شيخ خالد أنا استأذنك وانتقل إلى الأخ مسلم السحيمي ربما سائلًا، ربما مداخلًا، ربما مشاركًا، تفضل مسلم.

المتصل:- شكرًا لك الحقيقة في هذا البرنامج الذي سيكون عن قصص الأنبياء والجوانب المشرقة عنهم مادامت أن هذه الحلقة تتحدث عن المرسل وهو الرب –جل وعلا- أود من الشيخ أن يطل إطلالة على معاني أسماء الله الحسنى وكيف يستفيد وكيف تؤثر في المسلم أو المتبع لهؤلاء الأنبياء صلوات الله عليهم أجمعين؟ فسؤالي أو طلبي للشيخ عن الأسماء الحسنى وكيف أثرها في حياة المسلم؟

الشيخ:- الله –جل وعلا- في محكم كتابه ذكر أسماء كثيرة من أسمائه –سبحانه وبحمده- وأسماء الله جل في علاه منها ما أطلعنا عليه، ومنها ما لم يطلعنا عليه وأسمائه سبحانه جل في علاه لا نحصي ثناء عليه كلها تدل على الكمال المطلق كما قال: ﴿وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى الأعراف: 180 .

المؤمن عندما يقرأ ﴿هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى الحشر: 22- 24  عندما يقرأ هذا يجد في قلبه طوقًا إلى طاعة هذا الموصوف بهذه الأوصاف المسمى بهذه الأسماء.

ولذلك الله –جل وعلا- أكثر من ذكر أسمائه لأن الأسماء تعرف به –سبحانه وبحمده- فما من اسم من أسمائه إلا ويتضمن صفات تدل على كماله، وعلى جماله وعلى بهائه –سبحانه وبحمده- فلذلك من طرق العلم بالله والمعرفة به التي جاء الرسل يعرفون الله تعالى بها ذكر أسماء الله تعالى، وأنت إذا تأملت هذا في سيرة النبيين وجدتها، فهذا أيوب يقول: ﴿أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ الأنبياء: 83  وإدريس ويونس يقول في خطابه لربه ﴿لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ الأنبياء: 87  إني أنزهك ﴿لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ الأنبياء: 87  موسى عليه السلام يذكر من أسماء تعالى وصفاته، إبراهيم يذكر من أسماء الله وصفاته وهلم جر.

كل النبيين يذكرون من أسماء الله وصفاته ما يعرفون به ربهم، ويتعبدون له به –سبحانه وبحمده- النبي جاء بأبسط وأوسع تعريف بالله –عز وجل- فما جاء نبي من الأنبياء قبل النبي –صلى الله عليه وسلم- معرفًا بالله كما عرف به –صلى الله عليه وسلم- ما الدليل؟

أنه أعلم الخلق بربه وله من العلم بالله ما ليس لغيره من النبيين، وقد عرف أمته بصفات ربه –جل وعلا- لكن هذا لا يعني أنه أحاط بكل ما له من الصفات وكل ما له من الكمالات تعليمًا، وإلا إدراكًا فنحن لا نحصي ثناء عليه –سبحانه وبحمده- بل يقول في سجوده –سبحانه وبحمده- يقول –صلى الله عليه وسلم- في سجوده معظمًا ربه اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك وبك منك ثم يقول: لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك.

فإذا كان النبي الذي أؤتي جوامع الكلم وهو أعلم الخلق بالله –عز وجل- يقول لربه لا أحصي ثناء عليك لا أستطيع أن أحصر وألم بما لك من الكمالات وبما تستحقه من الثناء والتمجيد والتقديس، فكيف بمن دونه لاشك أننا نقصر والله تعالى يقول: ﴿وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ البقرة: 255  وهي صفة من صفاته فبه –جل وعلا- قد قال: ﴿وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ البقرة: 255  –سبحانه وبحمده-

المقدم:- لذلك جاءت رسالة الأنبياء هذه الرسالة التي من أجلها ابتلوا ومن أجلها حوربوا ومن أجلها ربما ضربوا وهي التوحيد إفراد الله بالعبادة.

الشيخ:- صحيح هكذا كانت دعوتهم صلوات الله وسلامه عليهم فكلهم دعا إلى عبادة الله وحده لا شريك له والعجيب أنه هؤلاء الرسل على كثرتهم ووفرتهم اتفقوا على هذه الدعوة وقال فيهم رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: «الْأَنْبِيَاءُ إِخْوَةٌ مِنْ عَلَّاتٍ، وَأُمَّهَاتُهُمْ شَتَّى، وَدِينُهُمْ وَاحِدٌ» صحيح البخاري (3443)، ومسلم (2365)  وهو توحيد الله تعالى وإفراده بالعبادة، وهذا ما سنلحظه في ثنايا حلقاتنا القادمة أن جميع الرسل كانوا يدعون إلى هذه الدعوة لا إله إلا الله إلى الإسلام وهو إفراد الله بالعبادة، كل رسل جاء بمعالجات خاصة للبيئة التي بعث فيها والقوم الذين أرسل إليهم، لكن هذه المعالجات الخاصة لتلك الانحرافات البشرية لن تغيب الأصل الذي تتفق عليه جميع الرسالات وهو لا إله إلا الله الإسلام الذي يشترك فيه هؤلاء جميعًا.

سنتناول إن شاء الله تعالى في الحلقات القادمة ابتداء بذكر بداية الخلق ثم المسكن الأول الدار الأولى التي سكنها بنو آدم ثم بعد ذلك ننتقل إلى ذكر ما يتعلق بالأنبياء نبيا نبيًا على وفق ما قص الله تعالى، لكن أحب أن أنبه أننا لن نتناول سردًا تاريخيًا مفصلًا في سيرة كل نبي، فهذا ليس هو الغرض من البرنامج، غرض البرنامج هو إضافة في سيرة الأنبياء من حيث إظهار دعوة التوحيد في قصصهم وإبراز الجوانب العملية التي نحقق بها ما أمرنا الله تعالى به من اقتداء والإتساء بهم في قوله: ﴿فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ الأنعام: 90

المقدم:- ﴿وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ فصلت: 33  إلى هنا شيخ خالد أنا أشكرك على هذه الكلمات الجميلة والرائعة والتي أسال الله –سبحانه وتعالى- أن ينفعنا جميعًا بها وأن يعيننا على إتمام هذه السلسلة من حلقات برنامج قصة نبي.

الاكثر مشاهدة

4. لبس الحذاء أثناء العمرة ( عدد المشاهدات93805 )
6. كيف تعرف نتيجة الاستخارة؟ ( عدد المشاهدات89673 )

مواد تم زيارتها

التعليقات


×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف