×
العربية english francais русский Deutsch فارسى اندونيسي اردو

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الأعضاء الكرام ! اكتمل اليوم نصاب استقبال الفتاوى.

وغدا إن شاء الله تعالى في تمام السادسة صباحا يتم استقبال الفتاوى الجديدة.

ويمكنكم البحث في قسم الفتوى عما تريد الجواب عنه أو الاتصال المباشر

على الشيخ أ.د خالد المصلح على هذا الرقم 00966505147004

من الساعة العاشرة صباحا إلى الواحدة ظهرا 

بارك الله فيكم

إدارة موقع أ.د خالد المصلح

مرئيات المصلح / محاضرات المصلح / لواء الدعوة سيبقى خفاقا

مشاركة هذه الفقرة WhatsApp Messenger LinkedIn Facebook Twitter Pinterest AddThis

المشاهدات:5785

الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على نبينا محمد المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد:

 فأهلًا وسهلًا ومرحبًا بكم، أيها الإخوة والأخوات؛ وأسأل الله تعالى أن يكون هذا اللقاء لقاءً نافعا مباركة.

من أسعد اللحظات التي يطرب لها قلب المؤمن، ويسر بها فؤاد المشغول بهم أمته، أن يرى رجالًا حملوا لواء الدعوة إلى الله عز وجل، واحتسبوا الأجر عند الله تعالى في تبليغ رسالته، وأنا أبشركم أيها الإخوة بشارة مستمدة من قول من لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم أنه مادام في الأمة مثل هذه الهموم، التي نراها في مثل هذه الملتقيات، وهؤلاء الرجال والنساء اللذين شغل قلوبهم، هم أمتهم وتبليغ رسالة دينهم، فإن الأمة بخير

هذه الأمة منذ أن قام النبي الكريم صلى الله عليه وسلم على سفح جبال مكة، ينذر قومه قال له في أول الأمر عمه أقرب الناس إليه: "تبًّا لك سائر اليوم ألهذا جمعتنا؟[صحيح البخاري(4770)] من تلك اللحظة ابتدأت المحاربة لهذه الدعوة، ولهذا النور المبين الذي أشرقت به الأرض بعد ظلماتها، لم يثن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، بل مضى في سبيل تبليغ دين ربه، وإقامة شريعته في أرضه، ونشر النور الذي جاء به إلى الناس كافة، بذل كل سبب وطرق كل سبيل، لم يترك بابًا من الأبواب التي يستطيع من خلالها أن يبلغ كلمة الله ودينه إلا طرقه صلى الله عليه وسلم؛ فكانت العاقبة والنتيجة أن فتح الله له القلوب ويسر له القبول، فجاءه الناس مقبلين من كل مكان، كما قال الله تعالى: )إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْح(1) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا(2) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً(سورة النصر، وهكذا كانت الخاتمة، فجاء الناس من كل حدب وصوب إلى ذلك الذي حاربه قومه، لكن متى؟ بعد جهادٍ وصبرٍ امتد ثلاثًا وعشرين سنةً، كل ذلك في سبيل تبليغ دين الله عزَّ وجلَّ، حمل الراية بعده أصحابه، وكانوا في غاية الإخلاص لله عزَّ وجلَّ، والمتابعة للنبي صلى الله عليه وسلم، ففتحوا أمصار الدنيا في فترة وجيزة، لم يعرف التاريخ نظيرًا لها، ولم يفتحوا البلدان بالسيوف فقط، بل كان السيف مذللًا للعقبة، وإنما فتحوا البلدان بنور القرآن، فأقبل الناس عليهم من كل مكان، فكانت الأمم تدخل طواعيةً في دين الإسلام، وأزاح الله تعالى أكبر العقبات القائمة في طريق دعوة النبي صلى الله عليه وسلم ففتح الله تعالى فارس، وفتح الروم، وطبق الإسلام الخافقين، هل كان هذا دون كيد؟ دون محاربة؟ دون عقبات؟ كلا، كانت العقبات ملازمة لكل مراحل هذا التنقل في كل تفاصيله، لكن العقبات لم تكن يومًا من الأيام عائقًا عن أن ينتشر هذا الدين؛ واستمر الناس في الإقبال عليه، على رغم شدة العداء، وتنوعه، وتلونه، وكيده من الداخل والخارج، لكن ذلك لم يوقف هذا النوع، فالله تعالى أبى إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون، يقول الله تعالى:)يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلاأَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ(سورة التوبة، الآية:32 ، فالله تعالى متم لهذا النور، ومبلغ هذه الرسالة رغم كل العوائق، انتشر الإسلام، وقامت دولة، وجاء العهد الحديث بألوانه المختلفة، التي مثلت تحديًا ليصل المسلمون إلى غيرهم، وتحديًا لأن يحفظ المسلمون دينهم، أمام هذا الحجم الكبير من التغيير الحادث في حياة الناس؛ التي غلبت فيها المادية، وغلبت فيها روح الإقبال على الدنيا، حتى أصبح الدين هامشيًّا في حياة معظم البشر لا يمثل قيمةً، ولا يمثل مؤثرًا، وليس همًّا في قلوب الناس.

وإنني أقول لإخواني: إن هذا الدين عبر التاريخ، ضمانة بقائه أمران؛ لا يعودان لجهد البشر، إنما هو فضل الله على الأمة، وفضل الله بإيجاد من يحمل الرسالة:

الأول:من هاذين الضمانتين اللتين بهما تحفظ هذه الأمة مهما عظم الكيد، وتنوع أسلوبه، وتفنن أهله في محاربة هذا الدين، إلا أن هذا الدين باقٍ، أولًا: أنه نور الله الذي أبى إلا أن يتمه، أبى إلا أن يظهره، قال تعالى: )هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ(سورة التوبة، الآية:33 ، ليظهره … وانظر كيف قال: يظهره وليس فقط يحفظه، بل ليظهره يجعله ظاهرًا يراه كل أحد، وهذا ليس لكونه دين رب العالمين فحسب، بل أقام الله في هذا الدين من محاسن العمل وطيب الاعتقاد، وسلامة الأمن الذي يتحقق للناس ما يجعل قلوبهم تنجذب إليه، هذه من الضمانةالأولى ما أقامه الله في هذا الدين مما يجذب القلوب إليه طواعية، ولو قل الداعي إليه، ولو كثر خصومه وأعداؤه.

أما الضمانة الثانية: التي بها حفظ الله تعالى هذا الدين، ما تكفل به رب العالمين من أنه لا تزال طائفة في هذه الأمة قائمين على الحق، لا يضرهم من خالفهم، ولا من خذلهم، حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك.

وهذا هو الجهد البشري، الذي لابد من وجوده لتسخير رب العالمين، وتكفله بوجوده إلى قيام الساعة، الذي هو ضمانة رد كل هذه المكائد، ولا نزال ولله الحمد، عبر حقب التاريخ كلها، نشهد هذه الطائفة بألوان مختلفة، وصور متعددة، فكل من حمل هم هذه الرسالة، واشتغل بنشرها والدعوة إليها فهو من هذه الطائفة المنصورة القائمة بالحق، التي لا يضرها من خالفها، ولا من خذلها، حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك، وهذه بشارة أيها الإخوة، تضيق الصدور، ويصيب الإنسان نوع من أحيانًا اليأس وأحيانًا الوجل والخوف، أن الدعوة ستقف أو أن التأثير سيقل، أو الإسلام سينحصر لكن عندما نتذكر هاذين الأمرين، ما في هذا الدين من نور يجذب القلوب إليه طواعيةً، وأن الله تكفل بإقامة طائفة تذب عنه وتحميه وتدعوا إليه؛ تطمئن النفوس وتشرئب القلوب أن تكون من هذه الطائفة، التي تحفظ هذا الدين وتقيمه.

إن عملكم أيها الإخوة في دعوة الجاليات، عمل مشكور، وهو من أسباب كف الشر عن الأمة، سواء فيما يتعلق بتثبيت المسلمين من أهل الإسلام الوافدين إلى هذه البلاد وتبصيرهم بما ينفعهم في دينهم، أو كان ذلك بتعليم وإبراز محاسن الدين لمن لا يعرفه، لعل الله أن يهدي قلبه، ويشرح صدره فيكون من هذه الأمة بعد أن يتبين له الحق والهدى، هذا عملٌ رائدٌ مهم، وله من الأثر في صلاح بلادنا وصلاح أنفسنا وحفظ مكتسباتنا، ما قد يغيب عن كثير من الناس، بعض الناس يظن أن مثل هذه الأعمال لا تعود على المجتمع بنفع، في حين أن الله تعالى يحفظ الأمة بصلاح وإصلاح مصلحيها، فإن الله تعالى تكفل بحفظ الصالح في عقبه فكيف بحفظ الأمة بصالحيها إذا كانوا صالحين مصلحين باذلين جهدهم في الذب عن حياضها، ودعوة الخلق إلى دين الله عز وجل.

عملكم مبارك أيها الإخوة؛ وإنما ينجح العمل بالتكاتف والاجتماع والائتلاف، والاستعانة بالله تعالى قبل ذلك، وبذل المجهود في الوصول إلى المطلوب قدر الطاقة والإمكان، لكن المهم هو أن نسعى في التكاتف، المهم أن نسعى في التكامل ومثل هذه الاجتماعات اللقاءات التي يجتمع فيها أهل الخير والتي يجتمع فيها الدعاة إلى الله عز وجل، والمشتغلون بهذا العمل هو مما يحقق هذا المقصود، وهو الترابط والتكاتف وتبادل الخبرات لتحقيق الغاية، نحن كلنا نسعى إلى هدفٍ واحد وهو أن نبلغ هذا الدين إلى الخلق كافة، إلى من نستطيع أن نصل إليه «بلِّغوا عني ولو آية»[صحيح البخاري(3461)] كما قال  النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا التبليغ ليس فقط تبليغًا صوتيًّا بل تبليغ بكل وسائل التبليغ، تبليغ قولي وهو الأصل وتبليغ عملي وتبليغ بالذب عن، ولهذا ينبغي أن يعتني من يشتغل بهذا المجال في حديثه عن الإسلام لغير المسلمين من طوائف الناس وأمم الأرض أن يبرز لهم المحاسن، إبراز المحاسن هو الخطوة الأولى في دعوة هؤلاء؛ لأن محاسن هذا الدين تفوق كل المضللات وكل الإشكالات التي يرددها أعداء الدين على أهل الإسلام وعلى أحكام الشريعة، ولهذا الله تعالى قطع مناقشة ومجادلة المشركين في تفاصيل الأحكام لأن الأحكام مبنية على التسليط، لا يمكن أن يقتنع أحدٌ بحكمٍ مهما كان جليًّا واضحًا وينقاد إليه إلا إن كان عنده الركيزة الأولى وهى الإيمان، فمن فقد الإيمان ما ينفع أن تتكلم معه عن التفاصيل والفروع، ولهذا المنطلق في دعوة غير المسلمين هو إبراز محاسن الدين، وما الذي يجنونه بالإقبال على الإسلام لأن الناس مفطورة قلوبهم على الانجذاب إلى ما ينفعهم، وعندما تبين له أنه سينتفع من هذا الدين بالاستقامة والصلاح والسعادة والهناء والطمأنينة التي لا يجدها في شيء من متاع الدنيا كما يجدها في الإسلام فإنه سيقبل.

وهذه القضية أثرتها على وجه الخصوص فيما يتعلق بدعوة الجاليات لأننا قد نضطر في مقام المناقشات والمناظرات إلى الدخول في تفاصيل، نحن لا نستطيع أن نقنع الخصم بها أو المخالف بها لا لأننا لا نملك الحجة إنما لأنه يفقد الإيمان، وهذه إشكالية مهمة لأنه إذا فقد الإيمان فمهما أقمت له الحجج فلن يقبل، ولهذا الله تعالى يقول في محكم كتابه على المشركين:)وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ(سورة الأنعام، الآية: 121، في مسألة حل الميتة وتحريم الميتة، تأكلون ما قتلتم بأيديكم ولا تأكلون ما قتل الله، فقال الله تعالى: )وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ(سورة الأنعام، الآية: 121، قف!! لا تجادل في تفاصيل الأحكام، إنما النقاش فيما يتعلق بأصل الإيمان وإبراز محاسن الدين.

     إن من المهم أيها الإخوة والأخوات، أن نعتني بتوسيع نشاطنا، نحن ضعفاء بأنفسنا والمسلم للمسلم كالبنيان؛ نحتاج إلى أن يكون لنا صوت مسموع في المجتمع، أنتم تقومون على ثغر في غاية الأهمية لكن أصدقكم القول أن الدعاية والإعلام والتعريف بنشاطكم ضعيف، قليل من الناس من يعرف عن مكاتب الجاليات وما تقوم به من الدور، وأنتم تعرفون أن التحدي اليوم هو تحدي الإعلام إذا لم نستطع أن نوصل رسالتنا بوضوح إلى الناس لنكتسب مؤيدين لنكتسب دعمًا لنكتسب صوتًا، ولو كان ردءًا بأخذ الفكرة الحسنة فإنه سيسبق غيرنا إلى أذهانهم وقد نشوه ويجهض نشاطنا بسبب انكفائنا على أنفسنا واقتصرنا على أعمال دون أن نشرك غيرنا من المجتمع.

الجالية التي تدعونها هي في المجتمع فإذا لم تكونوا قد نفذتم إلى هذا المجتمع من أصحاب المؤسسات والشركات والكفلة وأصحاب الأعمال والأسر، فكيف يتحقق لكم ما تريدون؟ جزء من نجاح المشروع هو قبول الناس لأعمالكم ومعرفة الناس بالدور الذي تقدمونه، هذا سيدعمكم دعمًا كبيرًا ومهمًّا ونحن نغفل عنه كثيرًا، وأنا أقول لكم: من الأسئلة الكثيرة التي ترد علينا عندما تأتي الأسر تقول أن عندي واحدة مسلمة، أنا عندي العامل مسلم، أرسله للمكتب؟ نقول لهم اذهبوا لمكتب الجاليات، وأول سؤال: ما هو المكتب؟ وأين المكتب، وكيف نصل إلى المكتب؟ وهذه الحقيقة قد يكون قصور من الناس لكن نحن لا ننتظر منهم أن يأتوا إلينا، اليوم التحدي في أن تصل إليهم لا أن تنتظر أن يأتوا إليك.

ولهذا أقول لو عقد في اللقاء القادم أقترح أن يكون أحد النقاط التي نقدمها هو كيف نوصل رسالتنا إلى المجتمع؟ إلى الشباب؟ إلى الفتيات؟ عندنا طاقات أنتم تشاهدونهم في فترات محدودة في مناسبات العام، نجد مثلًا الشباب في رمضان يقفون في الطرق لتوزيع الإفطار، بدافع ذاتي قد يكون بعضهم تابعًا لجمعيات، وبعضهم هو بنفسه يأخذ من أسرته أو من أهله أو من جماعته ويقوم بالعمل، مثل هذه الأنشطة لماذا لا نحييها فيما يتعلق بدعوة الجاليات؟ لماذا لا نشركهم ونستغل طاقاتهم ونوجههم في مثل هذه الأعمال التي نكتسب منها عونًا، ونكتسب منها قاعدة شعبية، لمشروعنا وفكرتنا، وما نقدمه للناس من خير؟

هذه بعض الكلمات أسأل الله تعالى أن يجعلها مباركة نافعة، وأنا أغبطكم أيها الإخوة ومسرور باللقاء بكم، أسأل الله تعالى أن يبارك في جهودكم، وأن يجعل ما تقدمونه وما تصرفونه من لحظات وما تخطونه من خطوات، في هذه المشاريع في موازين أعمالكم،« لا هجرة بعد الفتح ولكن جهادٌ ونية»[صحيح البخاري(2783)، ومسلم(1353/85)] وقف عند نية في قوله صلى الله عليه وسلم: «ولكن جهادٌ ونية»، فما من عملٍ مهما كان هذا العمل حتى وإن كان من المشتهيات والمحبوبات للنفوس ترافقه النية الصالحة، إلا أجرت عليه وكان سببًا إلى أن ينقلب من كونه عادة إلى عمل صالح، فكيف إذا كان من أشرف الأعمال إنها الدعوة إلى الله وتبليغ رسالته، الله جل وعلا الخالق، أستصحب النوايا الصالحة اقصدوا الله تعالى في عملكم، وأبشروا بعطاء الله فإنه يعطي على القليل الكثير، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

المادة التالية

الاكثر مشاهدة

4. لبس الحذاء أثناء العمرة ( عدد المشاهدات94001 )
6. كيف تعرف نتيجة الاستخارة؟ ( عدد المشاهدات89900 )

مواد تم زيارتها

التعليقات


×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف