المقدم: سألت عن فضل قراءة سورة الكهف يوم الجمعة؟
الشيخ: قراءة سورة الكهف يوم الجمعة جاء فيها حديث أبي سعيد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة أضاء له ما بين الجمعة والتي تليها» أخرجه الحاكم (1/564) والبيهقي "3/249" .
وفي رواية أخرى: «أضاء له إلى البيت العتيق» أخرجه البيهقي في شعب الإيمان (2/474 ، رقم 2444) وقال : هذا هو المحفوظ موقوف ورواه نعيم بن حماد عن هشيم فرفعه ..
والحديث الأول هو الأشهر.
والحديث في إسناده مقال تكلم عنه العلماء -رحمهم الله- كلاماً مستفيضاً خلاصته أنه لم يثبت هذا الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم مرفوعاً، إنما صح موقوفاً على أبي سعيد هذا أولاً.
ثم قالوا: إنه إذا كان صح موقوفاً على أبي سعيد، وقد ذكر هذا الأجر والفضل وهو أنه أضاء له ما بين الجمعتين، وردت عدة روايات في فضله وأجره، فهذا لا يقال بالرأي إنما يكون قد سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم.
هذا في حديث أبي سعيد موقوفاً، وبالتالي يقال له: حكم الرفع، وما كان له حكم الرفع، فهو كما لو قاله النبي صلى الله عليه وسلم فيكون سنة.
وقال آخرون: إن الحديث لم يثبت في يوم الجمعة، إنما هو في الجمعة وغيرها، وإن زيادة "يوم الجمعة"هذه لم تثبت، وبالتالي هذا فضل لمن قرأ سورة الكهف في أي يوم من الأيام، ولا خاصية ليوم الجمعة، وإذا نظرنا إلى الروايات وجدنا أن الرواية جاءت من طريقين: طريق ذكر فيه يوم الجمعة، وهو طريق هشيم، وجاء من طريق آخر وهو طريق شعبة، والثوري ليس فيه ذكر الجمعة، إنما جاء مطلقاً، من العلماء من رجح رواية شعبة والثوري فقال: رواية شعبة والثوري ليس لها ذكر الجمعة فيكون هذا فضلاً لقراءة الكهف في سائر الأيام.
ومن رجح رواية هشيم قال: إن رواية هشيم أثبت في من نقل عنه، وبالتالي: تكون هذه الخاصية لمن قرأ سورة الكهف يوم الجمعة.
والأقرب من هذين القولين -والله أعلم- أنه لا تعارض بين الروايتين فيحمل ما جاء في رواية شعبة والثوري على رواية هشيم فيكون هذا الفضل يوم الجمعة، هذا الذي عليه أكثر العلماء فيما يتعلق بهذه الرواية.
منهم من قال: إنه فضل عام. والأمر في هذا قريب.
فخلاصة الكلام:
إنه لم يثبت مرفوعاً، والصحيح أنه موقوف على أبي سعيد، وعندما نقول: موقوف على أبي سعيد، ننظر هل هذا مما يقال بالرأي أو لا يقال بالرأي؟ من العلماء من قال: إنه لا يقال بالرأي، وهذا الأقرب، لأن هذا أجر وثواب فيكون له حكم الرفع.
ثم قضية هل هو خاص بيوم الجمعة أو يكون في سائر الأيام؟
هذا مبني على الخلاف في الرواية، فمن رجح رواية شعبة والثوري التي ليس فيها ذكر الجمعة، فيكون كما ذكرت فضيلة في سائر الأيام، ومن رجح رواية هشيم قال هو في يوم الجمعة.
والذي يظهر لي أنه لا تعارض بين الروايتين يحمل ما جاء في رواية شعبة والثوري على ما جاء في رواية هشيم فيكون فضلاً لقراءة سورة الكهف يوم الجمعة، ولو قرأها في غيره لعله يدرك.
المقدم: أحسن الله إليكم يا شيخ.