الجواب:
صفة الزيارة أن يفعل كما كان يفعل ابن عمر رضي الله عنهما، ففي مصنف عبد الرزاق أنه كان إذا قدم من سفر أتى قبر النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «السلام عليك يا رسول الله، السلام عليك يا أبا بكر، السلام عليك يا أبتاه» المصنف (6724).، وهذا يدل على أنه لم يكن هناك وقوف طويل، كما يفعله كثير من الحجاج، مما يسبب الازدحام، وبعضهم قد يدعوه هذا الوقوف إلى نوع من المخالفات، إما بالتوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم، أو طلب قضاء الحاجات منه صلى الله عليه وسلم، وهو من أبغض ما يكون، أن يجعل النبي ندًا لله! ولذلك لما قال الرجل: ما شاء الله وما شئت، قال له النبي : ((أجعلتني لله ندًا؟! قل: ما شاء الله وحده)) رواه ابن أبي شيبة في المصنف (29573).، فينبغي أن لا يتوجه الحاج في حجه إلا لله عز وجل وحده، وأما النبي صلى الله عليه وسلم، فهو حبيبنا، وهو قائدنا، وهو إمامنا، وهو أسوتنا في الدقيق وفي الجليل، وقد حذرنا من أن نغلو فيه فقال: «لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، فإنما أنا عبده، فقولوا: عبد الله ورسوله» رواه البخاري (3445) عن ابن عباس رضي الله عنهما.، وأكمل الهدي هدي أصحابه الذين أحبوه أعظم المحبة، ومع ذلك لم يكن منهم شيء من الغلو فيه صلى الله عليه وسلم.