الله -عزَّ وجل- لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصًا له، وابتغي به وجهه، ولا يقبل من العمل إلا ما كان على هدي خير الأنام: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) أخرجه البخاري (2697)، ومسلم (1718) .
لهذا يجب على كل مؤمن في كل عبادة، دقيقة، أو جليلة، صغيرة، أو كبيرة، أن يسأل نفسه سؤالين: لمن أعمل هذا العمل؟ وكيف أعمل هذا العمل؟ أي: بمن أقتدي في هذا العمل؟
النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول الله تعالى في شأنه: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ}سورة الأحزاب. الآية 21.، فكل ما يجب على المؤمن أن يعلمه في شرع الله U بيَّنه eبيانًا واضحًا، فكان يقول لأصحابه في شأن الصلاة مثلًا: (صلوا كما رأيتموني أصلي)، وفي الحج يقول: «لتأخذوا مناسككم، فإني لا أدري لعلي لا أحج بعد حجتي هذه»رواه مسلم (1297) عن جابر t.، فالهدي يؤخذ من طريق النبي صلى الله عليه وسلم، وقد حفظ الله سنته بنقل أصحابه رضي الله عنه، فحفظها العلماء في دواوين السنة؛ كصحيح البخاري ومسلم والسنن وغيرها، وما كتبه أهل العلم في مناسكهم بيانا لما كان عليه النبي -صلى الله عليه وسلم-، لهذا ينبغي للحاج أن يتعلم كيف يحج، وأن يخلص لله في القصد والطلب والعمل، وأن يتعلم كيف يحج؟