إن أخص أعمال هذا الموسم هو ذكر الله -جلَّ وعلا-، قال الله تعالى: {وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ} سورة الحج. الآية 28. ، قال ابن عباس: هي أيام العشر.
وفي البخاري حديث رقم (969). عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «ما العمل في أيام أفضل منها في هذه؟» قالوا: ولا الجهاد؟ قال: «ولا الجهاد، إلا رجل خرج يخاطر بنفسه وماله، فلم يرجع بشيء».
والمقصود أن هذه الأيام فضلها كبير، وأجرها عظيم، ومن أجرها أن العمل فيها فاق حتى الجهاد، إلا من خرج بنفسه وماله، ولم يرجع من ذلك بشيء، ولذلك ينبغي أن نحرص على عمارة هذه الأيام بكل عمل صالح، وبكل ما يُقربنا إلى الله ـ عزَّ وجل ـ وأن نجتهد في حفظ أنفسنا، ويكون ذلك بأمرين:
الأول: المسابقة في الخيرات.
والثاني: كف النفس عن الخطايا والسيئات.
ونحتسب الأجر عند الله تعالى في ذلك، ونستحضر شريف الزمان، وشريف الحال؛ فإنها أيام ذكر لله ـ عزَّ وجل ـ، فمن استحضر هذا كان على خير.