25- وقد أورد ابن الجوزي هذا الحديث في (الموضوعات) من حديث العباس بن مرداس، ومن حديث ابن عمر، ومن حديث أبي هريرة، ومن حديث عبادة بن الصامت.
وقال: قال ابن حبان: كنانة منكر الحديث جداً، ولا أدري التخليط منه أو من ولده.
وقال في حديث ابن عمر: عبد العزيز بن أبي رواد قال ابن حبان: كان يحدث على الوهم والحسبان.
وعبد الرحيم كذبه الدراقطني، وبشار مجهول، ويحيى كذبوه.
وقال في حديث أبي هريرة: الحسن بن علي أبو عبد الغني كان يضع الحديث.
وقال في حديث عبادة شيخ معمر الذي حدثه عن قتادة: لا يعرف حاله، وخلاس كان مغيرة بن مقسم لا يعبأ به.
وقال: أيوب لا يروى عنه، فإنه صحفي.
26- قلت: حكمه على هذا الحديث بأنه موضوع لما ذكر من العلل التي في أسانيده مردود.
فإن الذي ذكره لا ينهض دليلاً على كونه موضوعاً.
أما حديث العباس فقد اختلف قول ابن حبان في كنانة فذكره في (الثقات)، وذكره في (الضعفاء).
وذكر ابن منده أنه قيل: إن له رؤية. يعني من النبي صلى الله عليه وسلم .
وذكره البخاري في ((الضعفاء)) وقال: لم يصح حديثه.
وتبعه أحمد بن عدي، ونقل كلام البخاري فيه.
27- وأما ولده عبد الله بن كنانة ففيه كلام ابن حبان أيضاً، وكل ذلك لا يقتضي الحكم على الحديث بالوضع.
بل غايته أن يكون ضعيفاً، ويعتضد بكثرة طرقه.
وأما حديث ابن عمر ففيه عبد العزيز بن أبي رواد وثقه يحى القطان ويحيى بن معين
وأبو حاتم الرازي والعجلي والدارقطني.
وقال النسائي: ليس به بأس.
وقال أحمد: كان صالحاً، وليس في الثبت مثل غيره.
وتكلم فيه جماعة من أجل الإرجاء.
قال القطان: لا يترك حديثه لرأي أخطأ فيه.
ومن كان هذا حاله لا يوصف حديثه بالوضع.
28- وأما بشار فلم أر للمتقدمين فيه كلاماً، وقد توبع.
وأما عبد الرحيم ويحيى بن عنبسة في حديث أبي هريرة فجرحهما ثابت.
لكن الاعتماد على غيرهما فكأن حديثهما لم يكن.
29- وأما حديث عبادة فليس فيه إلا الرجل المبهم، ولا يستحق أن يوصف بالوضع بمجرد أن راويه لم يسم.