×
العربية english francais русский Deutsch فارسى اندونيسي اردو

نموذج طلب الفتوى

لم تنقل الارقام بشكل صحيح

مرئيات المصلح / فضائيات / كتاب الصلاة : صلاة الجماعة.

مشاركة هذه الفقرة WhatsApp Messenger LinkedIn Facebook Twitter Pinterest AddThis

المشاهدات:3430

المقدم: دكتور خالد الحديث مستمر ومتصل حول صلاة الجماعة، حقيقة يعني ما أجمل الحديث عن الصلاة؛ فهي النور.

في هذه الحلقة يا شيخ لعلنا نقف أولًا: صلاة الجماعة عندما نقول: هذا صلى جماعة بما تحصل الجماعة؟ بم تتحقق؟ ما العدد الذي يحقِّق الجماعة؟

الأمر الثاني: يا شيخ نريد أن نقف أيضًا مع ما يميز صلاة الجماعة، مع فضلها.

الأمر الأخير يا شيخ المرأة عندما تسمع هذا الفضل وهذا الخير الذي يحصل بصلاة الجماعة تقول: أنا ما نصيبي أيضًا؟ هل تذهب يا شيخ هي وتصلي؟ أم يتحقق لها في بيتها لو صلت، أم ماذا ؟حفظكم الله.

الشيخ: الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على البشير النذير والسراج المنير نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد.

فأسأل الله ـ تعالى ـ أن يرزقني وإياكم العلم النافع والعمل الصالح، وأن يصلح أحوالنا جميعًا، ومن حقِّ إخواننا علينا أن ندعو لهم أن يكشف الله ضرهم، وأن يصلح حالهم في ليبيا وفي اليمن وفي وغيرها من بلدان العالم الإسلامي، أن يتولاهم الله، وأن يكشف الضر، وأن يؤلف بين القلوب، وأن يصلح ذات البين، وأن يعجل بالفرج للمكروبين، وأن يرفع الظلم عن المظلومين، وأن يولِّي على المسلمين خيارهم حيث كانوا.

اللهم صل على محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد.

فصلاة الجماعة تقدم الكلام على فضائلها ومزاياها، وأيضًا تقدم الكلام عن حكمها وما ذكره أهل العلم في حكم صلاة الجماعة والكلام كان في حق الصلاة الجماعة للرجال.

بقي مما طرحت من نقاط ثلاث نقاط:

النقطة الأولى: ما يتصل بما الذي تتحقق به الجماعة؟ ما العدد الذي يحقِّق الجماعة؟

العدد الذي يحقق الجماعة هو ما يتحقق به الجمع، الجماعة هي أكثر من واحد، فإذا انضم شخص إلى آخر صار بذلك جماعة، وبعض أهل العلم يذكر في الجماعة أنهم لابد أن يكونوا ثلاثة[ روايةٌ عن أحمدَ(المغني2/243)، وبه قال أبو يُوسُفَ(المبسوط للسرخسي2/43)، وطائفةٌ من السَّلَفِ، واختارَه ابنُ تيميَّة(الاختيارات الفقهية439)] لكن هذا خلاف الظاهر من السنة، فإن السنة تدل على أن الجماعة تتحقق باثنين جاء ذلك في حديث أبي بن كعب رضي الله عنه في سنن أبي داوود والنسائي وابن ماجه وغيرها أن النبي –صلى الله عليه وسلم-قال: «صلاةُ الرَّجلِ معَ الرَّجلِ أفضلُ مِن صَلاتِهِ وحدَهُ».

إذًا تتحقق الجماعة بأن يصلي الرجل مع الرجل، أن يصلي شخص مع آخر «وصلاتُهُ معَ الرَّجُلَينِ أفضلُ من صلاتِهِ معَ الرَّجُلِ، وما زَاد فَهوَ أَحبُّ إلى اللَّهِ»[سنن أبي داود(554)، وابن حبان في صحيحه(2056)، وحسنه الألباني]، وهذا يدل على أن الجماعة كلما كثر عددها وعظم شهودها من حيث عدد حضورها كان ذلك أعظم أجرًا، وكان ذلك أفضل عند الله –عز وجل- ما لم تأت فضيلة أخرى كفضيلة مكان أو ما أشبه ذلك، لكن من حيث الجملة كلما كان العدد أكبر كان أفضل، أقل ذلك اثنان، ولذلك جاء فيما رواه ابن ماجه بإسناد فيه ضعف لكنه يصلح أن يكون معتمدًا بهذا الحديث في الدلالة على أن أقل الجماعة اثنان حديث أبي موسي الأشعري ان النبي –صلى الله عليه وسلم-قال: «الاثنانِ فما فوقَهُمَا جماعَةٌ»[أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط" (6620) ، وفي "مسند الشاميين" (877)، وضعفه ابن حجر في إتحاف المهرة(12247)]النبي –صلى الله عليه وسلم-صلى ببعض أصحابه فصلى مع حذيفة مرة[صحيح مسلم(772/203)]، وصلى مع عبد الله بن مسعود مرة[صحيح البخاري(1135)]، وصلى مع عبد الله بن عباس مرة[صحيح البخاري(117)] فدل ذلك على أن ذلك من الجماعة، وأنه يتحقق به الجماعة.

فالجماعة خلاصة الكلام تتحقق في الصلوات المكتوبات بصلاة اثنين.

 طيب ما صفة الشخص الذي تتحقق فيه الجماعة؟ هل يشترط أن يكون رجلًا؟ بمعنى أنه لو صلى بصبي، أو صلى بامرأة، أو صلى برقيق طبعا رقيق ما هو موجود لكن يذكره العلماء.

على كل حال إذا صلى بآخر فهو جماعة، سواء كان ذلك رجلًا، أو كان ذلك صبيًّا عاقلًا مميزًا، أو كان ذلك امرأة، فكل هؤلاء تحصل بهم الجماعة؛ لأنه يدخل في قول النبي –صلى الله عليه وسلم-: «الاثنانِ فما فوقَهُمَا جماعَةٌ»[سبق]

 وقد ثبت أن النبي –صلى الله عليه وسلم-صلى بابن عباس وكان صغيرًا، لما صلى به كان دون الحُلم؛ لأنه لما مات النبي –صلى الله عليه وسلم-كان ابن عباس قد ناهز الحُلم، أي قاربه ولم يبلغه، فدل هذا على أن الجماعة تحصل بشخص آخر، ولو كان دون البلوغ، ولو كانت امرأة فإنه تحصل الجماعة بهذا، وقد سئل الإمام مالك عن الصلاة الرجل في بيته مع أهله أيكون جماعة؟ فقال: نعم.

وعلى هذا عامة العلماء، عامة الفقهاء الإسلام على أن هذا مما تحصل به الجماعة.

 ما يتعلق بالفضائل المتصلة بصلاة الجماعة، أين موقع المرأة من هذا؟

معلوم أن الله –جل وعلا-سنَّ من الأحكام وشرع من الشرائع ما يناسب كل جنس ويراعي أحواله وظروفه ولهذا لم تكن الجماعة مما تطلب من النساء، بل الأصل في صلاة النساء أن يصلين في بيوتهن، فلا يُطلب منهن حضور الجماعات.

الأجر المترتب على حضور الجماعات ثابت للرجال دون النساء، وهذا مما فضَّل الله به الرجال على النساء ،كما أن هناك أمورًا فضل الله بها المرأة على الرجل، مثلًا الأمومة وما تعلق بها من الرعاية والتعب والكلفة، ابتداء من الحمل ووضع الحمل، لو الرجل قال: والله أنا ودي بأجر الحمل ما يتحقق لك هذا لماذا؟ هذا مما خص الله به هذا الجنس عن الجنس، فلذلك لا تتحقق الفضائل الخاصة بكل جنس، لكن فيما يتصل بمشاركة المرأة للرجل في الصلاة، هذا ما كان في زمن النبي –صلى الله عليه وسلم- ولكن ليس على وجه الوجوب، إنما على وجه الاختيار فإذا اختارت المرأة أن تصلي في المسجد فذاك من المباح، وقد أذن فيه النبي –صلى الله عليه وسلم- بل كما في الصحيح من حديث عبد الله بن عمر قال: «لا تَمْنَعُوا إماءَ اللهِ مَساجِدَ اللَّهِ» [صحيح  البخاري(900)، ومسلم(442/136)]، أي: لا يجوز للرجل أن يمنع امرأته إذا استأذنته لتخرج للصلاة في المسجد، وهذا ليس فقط في صلاة النهار، بل حتى في صلاة الليل، فقد جاء عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ أنها قالت: «لقَدْ كانَ نِسَاءٌ مِنَ المُؤْمِنَاتِ يَشْهَدْنَ الفَجْرَ مع رَسولِ اللهِ ـ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ ـ مُتَلَفِّعَاتٍ بمُرُوطِهِنَّ»، أي قد تغطَين.

قال بعض أهل العلم التلفع هو: أن يغطي الإنسان جسمه، ولا يبدي إلا عينيه «مُتَلَفِّعَاتٍ بمُرُوطِهِنَّ»، المروط هو: الكساء الذي تغطي به المرأة نفسها، تقول عائشة ـ رضي الله عنها ـ: «لا يُعْرَفْنَ مِنَ الغَلَسِ»[ صحيح  البخاري(578)،ومسلم(645/232)]، يعني لا يميَّزن من شدة ظلمة الوضع، وذلك في صلاة الفجر، فالمقصود أنه ثبت أن النساء كن يصلين مع النبي –صلى الله عليه وسلم- وقد شرع الله من الأحكام أن النساء صفوفهن خلف الرجال، وأنه كلما بعد صف المرأة عن صف الرجل كان ذلك أفضل، وقد قال النبي –صلى الله عليه وسلم-: «خَيْرُ صُفُوفِ الرِّجالِ أوَّلُها، وشَرُّها آخِرُها، وخَيْرُ صُفُوفِ النِّساءِ آخِرُها، وشَرُّها أوَّلُها»[صحيح مسلم(440/132)]، لما في التقارب بين الجنسين من مظان الفتنة ومحالِّها.

المقصود أنه شُرع لهن المشي.

 وشرع من الأحكام أنه إذا انصرف الإمام وفي المسجد نساء ألا يبادروا إلى الخروج والانصراف حتى يمكِّنوا النساء من الخروج ولا يزاحموهن عن الأبواب، لكن هذا كله على وجه المشروعية، وليس على وجه الطلب، ولا على وجه الندب، يعني لم يأت حديث ندب فيه النبي –صلى الله عليه وسلم-المرأة لتخرج إلى صلاة الجماعة.

المقدم:لكن هذا إذا تحقق يا شيخ يحصلن هن على هذا الفضل؟

الشيخ:إذا جئن إلى الصلاة نعم يحصل فضل المضاعفة، لكن ينبغي أن يعلم أن الفضائل ليست فقط في فضائل الأعمال والأمور ليست فقط في مضاعفتها، بمعنى أن كون العمل مضاعفًا لا يعني أنه أفضل من العمل الذي لم يرد أنه مضاعف.

 أضرب لذلك مثلًا: الصلاة في مسجد النبي –صلى الله عليه وسلم-خير من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام هذا ثابت عن النبي –صلى الله عليه وسلم-في حديث أبي هريرة في الصحيحين.[صحيح البخاري(1190)، ومسلم(1394/505)]

هذا الفضل مضاعفة، اختلف العلماء هل هذا يشمل النوافل مع المكتوبات، أو مقصور فقط على المكتوبات؟

قولان لأهل العلم؛ فمن قال: إنه يشمل الفرائض والنوافل، ومنهم من قال: أنه خاص بالفرائض فقط دون النوافل، وعلى قول من يقول بأنه يشمل النوافل الآن في مضاعفة، لكن أيهما أفضل؟ أن يصلي في المسجد أو يصلي في بيته النافلة؟ الذي أخبر بأن صلاة الرجل في مسجدي هذا أفضل أو خير من ألف صلاة في المساجد إلا المسجد الحرام هو الذي قال: «أفضل صلاة الرجل في بيته إلا المكتوبة»[صحيح البخاري(731)]

 فهنا الفضيلة لا تتعلق بالمضاعفة؛ لأنه ما ورد أن صلاته في البيت ستكون مضاعفة لكن لها فضيلة مختلفة عن فضيلة المضاعفة، وقد تزيد على فضيلة المضاعفة.

فلذلك ينبغي أن يُنتبه لهذا، فالأخوات اللواتي يحرصن على حصول الأجر ويقلن: أنه ما لنا مضاعفة نقول: ما في مشكلة؛ الفضيلة لا تتعلق بالمضاعفة فقط، هناك فضائل أخرى قد لا تتصل بالمضاعفة مثل ما مثلنا في هذا الموضوع، ومثله أيضًا قول النبي –صلى الله عليه وسلم-: «صلاةُ المرأةِ في بيتِها خيرٌ مِن صلاتِها في حُجرتِها، وصلاتُها في حُجرتِها خيرٌ من صلاتِها في دارِها، وصلاتُها في دارِها خيرٌ من صلاتِها في مسجِدِ قومِها»[سنن أبي داود(570)، ومستدرك الحاكم(575)،وقال:هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ. ووافقه الذهبي ] معنى هذا أنه كلما كانت صلاة المرأة في مكان آمن بعيد عن التشويش، بعيد عن الأنظار كان ذلك أفضل، لا من حيث المضاعفة، إنما من حيث ناحية أخرى وهو بعدها عما يمكن أن يكون مشغلًا، أو بعدها عن النظر، أو ما أشبه ذلك من المعاني التي من أجلها قال النبي –صلى الله عليه وسلم-: «صلاةُ المرأةِ في بيتِها خيرٌ مِن صلاتِها في حُجرتِها».

 ويمكن أن يقال: إنه يكتب لها المضاعفة بناء على أنه خير أصلا لم يشرع لها، بمعنى أن خير المفاضلة جاء في حق الرجل "صلاة الرجل في البيت، وصلاته منفردًا، وصلاته في جماعة" ـ هذه المفاضلة صلاة الفرد ـ صلاة الرجل في الجماعة خير من صلاة  الفرد بسبع وعشرين درجة".[صحيح البخاري(645)]

فخلاصة القول: أنه إما أن يكون هذا الفضل خاصًّا بالرجال دون النساء، كما هناك فضائل تخص الرجل دون المرأة، وإما أن يقال: إن المرأة تدرِك هذه الفضيلة، ولكن إدراكها هذه الفضيلة لا يلغى فضيلة صلاتها في بيتها، فصلاتها في بيتها أفضل من صلاتها في المسجد، ويمكن أن يقال: إنه أصلا لم يأت في حقها مفاضلة، فصلاتها مضاعفة كصلاة الرجل، والمضاعفة أو المفاضلة بين صلاة الرجل منفردًا وأن صلاة الرجل في جماعة.

المقدم: أحسن الله إليكم يا شيخ جزاكم خيرًا.

الاكثر مشاهدة

4. لبس الحذاء أثناء العمرة ( عدد المشاهدات94000 )
6. كيف تعرف نتيجة الاستخارة؟ ( عدد المشاهدات89900 )

مواد تم زيارتها

التعليقات


×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف