×
العربية english francais русский Deutsch فارسى اندونيسي اردو

نموذج طلب الفتوى

لم تنقل الارقام بشكل صحيح

مرئيات المصلح / فضائيات / كتاب الصلاة -- صفة قضاء الفوائت.

مشاركة هذه الفقرة WhatsApp Messenger LinkedIn Facebook Twitter Pinterest AddThis

المقدم: دكتور خالد حفظك الله في الأسبوع الفائت أردنا أن نتحدث عن ترتيب الفوائت إذا كثرت كيف تقضى؟ وتحدثت أنت في أول الحلقة عن مدخل حول الصلاة والعناية بالصلاة والأمر بالمحافظة والوعيد بمن فرط وتساهل ثم أيضا تساءلت كيف تصلح الأفئدة وتطيب القلوب؟ وقد قطعوا صلتهم بالله سبحانه وتعالى نريد الآن نقف مع ترتيب الفوائت يا شيخ بعد هذا المدخل الضافي والرائع إذا كثرت كيف تقضى حفظكم الله؟

الشيخ:الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين أما بعد.

بين يدي بيان ما يتعلق بقضاء الفوائت، والفوائت إذا كان الإنسان معذورا بتركها كأن يكون ناسيا أو نائما أو جاهلا، ففي هذه الحال يجب عليه قضائها، وأما إذا كان قد فرط في صلاتها بأن تركها متعمدا حتى خرج وقتها، فهذه جمهور العلماء على أنها تقضى، وذهب طائفة من أهل العلم إلى أنها لا تقضى ولا ينفعه قضائها، بل عليه كثرة التوبة والعمل والإكثار من العمل الصالح؛ لعل الله أن يتوب عليه هذا ما يتصل بأصل القضاء.

إذا ترتب في ذمة الإنسان فوائت، فلا يخلو الحال من أن يكون الوقت متسعا لقضاء ما فات من الصلوات وصلاة الحاضرة، هذا إذا كان قضائه في صلاة حاضرة، كأن يذكر مثلا الآن المغرب يذكر صلاة العصر فلا يخلو الأمر من حالين؛ إما أن يتسع الوقت لأداء الصلاتين بمعنى يصلي العصر ثم يصلي المغرب فهنا في قول العامة الفقهاء الترتيب؛ لأن الله تعالى قد قال: ﴿إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا﴾+++[النساء: 103]--- وتوقيتها في زمانها وفي نسقها وترتيبها، فالتوقيت هنا ليس فقط في الزمان الذي تفعل فيه، بل حتى في ترتيبها مع الصلوات التي تنضم إليها.

فإذا اتسع الوقت عند ذلك يصلي الفائتة وبعد ذلك يأتي بالصلاة الحاضرة، وهذا على وجه الوجوب وهو قول عامة العلماء، ولا أعلم خلافا في أنه يجب الترتيب، بل الذي يظهر أن الإجماع منعقد على وجوب الترتيب في هذه الصورة.

فيما إذا ضاق الوقت بمعنى أنه إذا اشتغل بصلاة العصر الآن، فسيخرج وقت المغرب وهو لم يصلي المغرب إذا ضاق الوقت بمعنى أنه اشتغل بصلاة العصر التي هي فائتة، فإنه لن يتمكن من صلاة المغرب في وقتها بل ستتأخر، هنا العلماء لهم قولان؛ منهم من يقول: يجب الترتيب ولو أفضى وأدى إلى فوات الحاضرة، وهذا مذهب الإمام مالك رحمه الله وقول جماعة من أهل العلم.

والقول الثاني: أنه في هذه الحال يسقط الترتيب؛ لأنه إذا ضاق الوقت على الحاضرة، فاشتغاله بالفائتة سيؤدي إلى فوت الحاضرة وتقديم الحاضرة بإدراكها في وقتها أولى من شغل الوقت بفائتة أصلا هي قد فات وقتها، وهذا القول هو الأقرب إلى الصلاة، وبالتالي فإنه إذا ضاق الوقت يجب أن يبدأ بالحاضرة ثم بعد ذلك يأتي بما فاته من الصلوات.

إذا كان هناك أكثر من فائتة ففي هذه الحال إذا كان هناك أكثر من فائتة والوقت متسع فهنا يجب أن يأتي بها مرتبة؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم جاء عنه كما في السنن+++سنن النسائي (661)--- من حديث أبي سعيد أنه شغل في غزوة الخندق عن صلاة الظهر والعصر والمغرب حتى ذهب شيء من الليل، فصلاها مرتبة، أذن المؤذن، "فأقام للظهر فصلاها ثم أقام للعصر فصلاها، ثم أقام للمغرب فصلاها، ثم أقام العشاء فصلاها"+++سنن النسائي (661)، وسنن الدارمي (1565)--- ففاته صلى الله عليه وسلم أربع صلوات، وهذا كان قبل أن يشرع الله تعالى لأهل الإسلام صلاة الخوف في قوله تعالى : ﴿فإن خفتم فرجالا أو ركبانا فإذا أمنتم فاذكروا الله كما علمكم ما لم تكونوا تعلمون﴾+++[البقرة: 239]--- ففعل النبي صلى الله عليه وسلم يدل على مشروعية الترتيب، وقد أخذ منه جمهور العلماء وجوب الترتيب أيضا يعني أنه ليس هذا الترتيب سنة، إنما هو واجب وخالف في ذلك الإمام الشافعي رحمه الله حيث رأى إن الترتيب سنة وليس واجبا وما جاء من فعله لا يقتضي الوجوب؛ لكن عامة العلماء قالوا: إذا كان الوقت متسعا فهنا يجب مراعاة الترتيب.

واختلفوا في كثرة الصلوات، فقالوا: إن كثرت الصلوات بأن زادت عن خمس صلوات، فهنا لا يجب الترتيب، وإن كانت خمس فما دون فيجب الترتيب، والذي يظهر أنه يجب الترتيب ما استطاع إلى ذلك سبيلا، وأما إذا ترتب على هذا ضيق أو حرج أو أي نوع من أنواع الحرج، فالشريعة قد رفعت الحرج والله تعالى يقول: ﴿وما جعل عليكم في الدين من حرج﴾+++[الحج: 78]---.

من حيث النظر الفقهي يعني فعل النبي صلى الله عليه وسلم في ذاته ليس دليلا على الوجوب إنما هو دليل على المشروعية والاستحباب وإذا ضم إليه قوله: «صلوا كما رأيتموني أصلي»+++صحيح البخاري (631)--- كانت الدلالة من هذين دالة على وجوب الترتيب بين الصلوات الفائتة، فإذا نام إنسان عن صلاة الفجر والظهر والعصر وجاء ليصليها بعد غروب الشمس فكيف يصليها؟ سؤال كيف يصليها؟

الآن هناك حالان ما هما؟ إما أن يتسع الوقت، وإما أن يضيق الوقت وقت المغرب وقت الحاضرة هي المغرب، إن اتسع الوقت هنا وجب أن يرتب يبدأ بصلاة الفجر، ثم الظهر، ثم العصر، إما إذا ضاق الوقت ففي هذه الحال يبدأ بالمغرب ثم يصلي الفجر والظهر والعصر؛ لأن الصلاة التي فاتته مرتبة طبعا هذا كله فيما إذا كان الفوات عن عذر، أما إذا لم يكن عن عذر فالعلماء أكثرهم على أنه يقضيها على نحو ما ذكرنا من مراعاة الترتيب، وذهب طائفة منهم أنه لا ينفعهم قضائها؛ لأنه قد أخرجها عن وقتها والله تعالى أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

المشاهدات:5289

المقدم: دكتور خالد حفظك الله في الأسبوع الفائت أردنا أن نتحدث عن ترتيب الفوائت إذا كثرت كيف تقضى؟ وتحدثت أنت في أول الحلقة عن مدخل حول الصلاة والعناية بالصلاة والأمر بالمحافظة والوعيد بمن فرط وتساهل ثم أيضًا تساءلت كيف تصلح الأفئدة وتطيب القلوب؟ وقد قطعوا صلتهم بالله ـ سبحانه وتعالى ـ نريد الآن نقف مع ترتيب الفوائت يا شيخ بعد هذا المدخل الضافي والرائع إذا كثرت كيف تقضى حفظكم الله؟

الشيخ:الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين أما بعد.

بين يدي بيان ما يتعلق بقضاء الفوائت، والفوائت إذا كان الإنسان معذورًا بتركها كأن يكون ناسيًا أو نائمًا أو جاهلًا، ففي هذه الحال يجب عليه قضائها، وأما إذا كان قد فرط في صلاتها بأن تركها متعمدًا حتى خرج وقتها، فهذه جمهور العلماء على أنها تقضى، وذهب طائفة من أهل العلم إلى أنها لا تقضى ولا ينفعه قضائها، بل عليه كثرة التوبة والعمل والإكثار من العمل الصالح؛ لعل الله أن يتوب عليه هذا ما يتصل بأصل القضاء.

إذا ترتب في ذمة الإنسان فوائت، فلا يخلو الحال من أن يكون الوقت متسعًا لقضاء ما فات من الصلوات وصلاة الحاضرة، هذا إذا كان قضائه في صلاة حاضرة، كأن يذكر مثلا الآن المغرب يذكر صلاة العصر فلا يخلو الأمر من حالين؛ إما أن يتسع الوقت لأداء الصلاتين بمعنى يصلي العصر ثم يصلي المغرب فهنا في قول العامة الفقهاء الترتيب؛ لأن الله ـ تعالى ـ قد قال: ﴿إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا[النساء: 103] وتوقيتها في زمانها وفي نسقها وترتيبها، فالتوقيت هنا ليس فقط في الزمان الذي تفعل فيه، بل حتى في ترتيبها مع الصلوات التي تنضم إليها.

فإذا اتسع الوقت عند ذلك يصلي الفائتة وبعد ذلك يأتي بالصلاة الحاضرة، وهذا على وجه الوجوب وهو قول عامة العلماء، ولا أعلم خلافًا في أنه يجب الترتيب، بل الذي يظهر أن الإجماع منعقد على وجوب الترتيب في هذه الصورة.

فيما إذا ضاق الوقت بمعنى أنه إذا اشتغل بصلاة العصر الآن، فسيخرج وقت المغرب وهو لم يصلي المغرب إذا ضاق الوقت بمعنى أنه اشتغل بصلاة العصر التي هي فائتة، فإنه لن يتمكن من صلاة المغرب في وقتها بل ستتأخر، هنا العلماء لهم قولان؛ منهم من يقول: يجب الترتيب ولو أفضى وأدى إلى فوات الحاضرة، وهذا مذهب الإمام مالك ـ رحمه الله ـ وقول جماعة من أهل العلم.

والقول الثاني: أنه في هذه الحال يسقط الترتيب؛ لأنه إذا ضاق الوقت على الحاضرة، فاشتغاله بالفائتة سيؤدي إلى فوت الحاضرة وتقديم الحاضرة بإدراكها في وقتها أولى من شغل الوقت بفائتة أصلا هي قد فات وقتها، وهذا القول هو الأقرب إلى الصلاة، وبالتالي فإنه إذا ضاق الوقت يجب أن يبدأ بالحاضرة ثم بعد ذلك يأتي بما فاته من الصلوات.

إذا كان هناك أكثر من فائتة ففي هذه الحال إذا كان هناك أكثر من فائتة والوقت متسع فهنا يجب أن يأتي بها مرتبة؛ لأن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ جاء عنه كما في السننسنن النسائي (661) من حديث أبي سعيد أنه شغل في غزوة الخندق عن صلاة الظهر والعصر والمغرب حتى ذهب شيء من الليل، فصلاها مرتبة، أذن المؤذن، "فأقام للظهر فصلاها ثم أقام للعصر فصلاها، ثم أقام للمغرب فصلاها، ثم أقام العشاء فصلاها"سنن النسائي (661)، وسنن الدارمي (1565) ففاته ـ صلى الله عليه وسلم ـ أربع صلوات، وهذا كان قبل أن يشرع الله ـ تعالى ـ لأهل الإسلام صلاة الخوف في قوله ـ تعالى ـ: ﴿فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا فَإِذَا أَمِنتُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَمَا عَلَّمَكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ[البقرة: 239] ففعل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يدل على مشروعية الترتيب، وقد أخذ منه جمهور العلماء وجوب الترتيب أيضًا يعني أنه ليس هذا الترتيب سنة، إنما هو واجب وخالف في ذلك الإمام الشافعي ـ رحمه الله ـ حيث رأى إن الترتيب سنة وليس واجبًا وما جاء من فعله لا يقتضي الوجوب؛ لكن عامة العلماء قالوا: إذا كان الوقت متسعًا فهنا يجب مراعاة الترتيب.

واختلفوا في كثرة الصلوات، فقالوا: إن كثرت الصلوات بأن زادت عن خمس صلوات، فهنا لا يجب الترتيب، وإن كانت خمس فما دون فيجب الترتيب، والذي يظهر أنه يجب الترتيب ما استطاع إلى ذلك سبيلًا، وأما إذا ترتب على هذا ضيق أو حرج أو أي نوع من أنواع الحرج، فالشريعة قد رفعت الحرج والله ـ تعالى ـ يقول: ﴿وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ[الحج: 78].

من حيث النظر الفقهي يعني فعل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في ذاته ليس دليلًا على الوجوب إنما هو دليل على المشروعية والاستحباب وإذا ضم إليه قوله: «صلُّوا كما رأيتموني أُصلِّي»صحيح البخاري (631) كانت الدلالة من هذين دالة على وجوب الترتيب بين الصلوات الفائتة، فإذا نام إنسان عن صلاة الفجر والظهر والعصر وجاء ليصليها بعد غروب الشمس فكيف يصليها؟ سؤال كيف يصليها؟

الآن هناك حالان ما هما؟ إما أن يتسع الوقت، وإما أن يضيق الوقت وقت المغرب وقت الحاضرة هي المغرب، إن اتسع الوقت هنا وجب أن يرتب يبدأ بصلاة الفجر، ثم الظهر، ثم العصر، إما إذا ضاق الوقت ففي هذه الحال يبدأ بالمغرب ثم يصلي الفجر والظهر والعصر؛ لأن الصلاة التي فاتته مرتبة طبعا هذا كله فيما إذا كان الفوات عن عذر، أما إذا لم يكن عن عذر فالعلماء أكثرهم على أنه يقضيها على نحو ما ذكرنا من مراعاة الترتيب، وذهب طائفة منهم أنه لا ينفعهم قضائها؛ لأنه قد أخرجها عن وقتها والله ـ تعالى ـ أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

الاكثر مشاهدة

4. لبس الحذاء أثناء العمرة ( عدد المشاهدات94000 )
6. كيف تعرف نتيجة الاستخارة؟ ( عدد المشاهدات89900 )

مواد تم زيارتها

التعليقات


×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف