×
العربية english francais русский Deutsch فارسى اندونيسي اردو

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الأعضاء الكرام ! اكتمل اليوم نصاب استقبال الفتاوى.

وغدا إن شاء الله تعالى في تمام السادسة صباحا يتم استقبال الفتاوى الجديدة.

ويمكنكم البحث في قسم الفتوى عما تريد الجواب عنه أو الاتصال المباشر

على الشيخ أ.د خالد المصلح على هذا الرقم 00966505147004

من الساعة العاشرة صباحا إلى الواحدة ظهرا 

بارك الله فيكم

إدارة موقع أ.د خالد المصلح

مرئيات المصلح / فضائيات / كتاب الصلاة -- أثر الثوب المغصوب والمحرم في الصلاة

مشاركة هذه الفقرة WhatsApp Messenger LinkedIn Facebook Twitter Pinterest AddThis

المشاهدات:4669

المقدم:دكتور خالد حديثنا مستمر في باب الصلاة، ونريد أن نتحدث في أول هذه الحلقة تحديدًا عن أثر الثوب المحرم في الصلاة، يعني كالثوب المغصوب، المسروق، أو الثياب أيضًا التي فيها صورة؟

الشيخ: الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على البشير النذير والسراج المنير، نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد...

الله ـ جل وعلا ـ أمر المؤمنين أن يتهيئوا لصلاتهم بما يمكنهم من الزينة، فقال ـ جل وعلا ـ: ﴿يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ[الأعراف:31]، وأخذ الزينة هنا يشمل الزينة من جميع الأوجه، والناس معلوم أنهم يتزينون في ثيابهم، وأيضًا يتزينون في أبدانهم بالتطيب وسائر ما يكون من وسائل التهيؤ في البدن من قطع الروائح الكريهة، وما أشبه ذلك مما يتزين به الناس.

ولهذا نعلم أن الله ـ تعالى ـ فرض على الناس في صلاتهم أن يعتنوا بهذه الصلاة من حيث التهيؤ، ومن التهيؤ أن يقبل الإنسان على صلاته بثوب طيب، فإن الله طيب لا يقبل إلا الطيب، والطيب في الثياب نوعان:

- طيب في ذات الثوب بأن يكون جيدًا، نظيفًا، ليس فيه قذر ولا نجس وما أشبه ذلك.

- وطيب يكون في طريق كسب الثوب بأن يكون من طريق مباح، فإذا كان الثوب محرمًا، فإنه ليس بطيب، ولهذا ذهب طائفة من أهل العلم إلى أن الصلاة في الثوب المحرم كالثوب المغصوب على سبيل المثال الذي أخذ قهرًا من صاحبه أو المسروق، لا تصح الصلاة فيه.

هكذا قال بعض الفقهاء، وهذا نذكره لا ترجيحًا له إنما بيان أنه ينبغي أن يكون الطيب فيما نلبسه في صلاتنا ليس مقصورًا فقط على طيب الصورة والمظهر والشكل، إنما أهم من ذلك أن يكون طيبًا في ذاته من طريق مكسبه بأن يكون حلالاً مباحًا.

وإذا نظرنا إلى الثياب وأوجه التحريم فيها وجدنا أن التحريم يكون في الثوب من جهة كسبه، فالثوب المسروق أو الثوب المغصوب هذا محرم لأجل الكسب، كذلك الثوب المحصل بمال محرم، هو ثوب غير طيب. قد يكون عدم الطيب لا في طريق الكسب بل في ذات الثوب، على سبيل المثال: ثوب الحرير للرجال هذا من الثياب غير الطيبة؛ لأنه مما حرمه الله ـ تعالى ـ على الرجال.

الثوب الذي فيه صورة هو من الثياب غير الطيبة؛ لأن جماهير علماء الأمة على النهي على الثوب الذي فيه تصاوير. وهنا ننتقل إلى النظر في أثر الثوب المحرم على الصلاة، هناك من العلماء من يرى أن الثوب المحرم يؤثر على الصلاة إبطالًا وعدم قبول لاسيما إذا كان مما يستر به العورة.

ولهذا جاء في المسند من حديث ابن عمر أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: «من اشْتَرى ثوبا بعشرةِ دراهمَ وفيه درهمٌ حرامٌ لم تُقبلْ له صلاةٌ مادامَ عليهِ»مسند الإمام أحمد (5732)، وهذا يدل على التشديد والتحذير من هذا لكن هذا الحديث في إسناده مقال فقد ضعفه الإمام البخاري، وضعفه جماعات من أهل العلم المتقدمين والمتأخرين.

وكذلك في حديث أبي هريرة في السنن أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: «إِن اللَّه لاَ يقْبلُ صلاةَ رجُلٍ مُسبِلٍ»سنن الترمذي (76)، وهذا يدل على أن الإسبال الذي هو محرم فيما إذا كان جارًا للخيلاء أو الكبر فإنه يمنع من قبول الصلاة كما دل عليه حديث أبي هريرة، والحديث فيه تنازع بين العلماء هل هو صحيح أو لا؟

المقصود أنه من العلماء من يستدل بهذه الأحاديث على أن الثوب المحرم لا يصح، وعلى هذا فالثوب الذي فيه صورة لا تصح الصلاة فيه، والثوب المسروق لا تصح الصلاة فيه، والثوب المغصوب لا تصح الصلاة فيه، هذا أحد وجهي المسألة، وأحد القولين.

القول الثاني في المسألة وهو قول الأكثرين أن الصلاة صحيحة بغض النظر عن طيب كسب الثوب أو طيب ذاته بمعنى أن لا يكون محرمًا في ذاته كثوب الحرير والثوب الذي فيه تصاوير على القول بتحريمها. في هذه الحال هؤلاء يرون أن الصلاة صحيحة، وأما التحريم الذي اكتسبه الثوب فهذا جهته منفكة غير مؤثرة على صحة الصلاة؛ لأنه منهي عنه في الصلاة وفي غيرها، فليس له صلة مباشرة بالصلاة حتى يقال: أن هذا يؤثر على الصلاة فسادًا وعدم صحة.

وهذا الذي ذهب إليه جمهور علماء الأمة، وهنا يسأل كثير من الناس عن الصلاة في الثياب ذات الصور سواء أن كانت صورًا صغيرة، أو صور وجه مثلًا على الصدر أو على الظهر، أو ما أشبه ذلك من الألبسة، بل حتى بعض النساء تلبس خواتيم أو تلبس نوعًا من الحلي فيه صورة، فهل هذا يؤثر على الصلاة عدم صحة؟

قلنا: إن المسألة فيها قولين لأهل العلم، والصواب من هذين القولين أن الصلاة صحيحة لكن ينبغي للمؤمن أن يتجنب في صلاته ما يمكن أن يكون مؤثرًا على صلاته وذلك بأن يجتنب هذه الثياب التي فيها شبهة أو هي محرمة في قول أهل العلم. والصورة التي تحرم في الثوب هي الصورة التي تكون فيها روح، أما صورة يد أو صورة وجه أو صورة ظل فإن هذا لا يكون من الصور المحرمة لأن الصور المحرمة هي الصور الكاملة التي تكون فيها الروح «وَمَن أظْلَمُ مِمَّنْ ذَهَبَ يَخْلُقُ كَخَلْقِي، فَلْيَخْلُقُوا حَبَّةً، ولْيَخْلُقُوا ذَرَّةً»صحيح البخاري (5953) وصحيح مسلم (2111)فالتحدي الذي ورد أو التحذير الذي ورد هو فيما إذا كان التصوير لما هو كخلق الله تعالى في اكتماله وهو ما فيه روح، هذا ما يتصل بهذه المسألة على وجه الإيجاز والاختصار.

المقدم:أحسن الله إليكم، ولكن يا شيخ استفسار يعني وهو على عجل، هل هذا ينطبق على المكان الذي فيه صورة؟

الشيخ: نعم المكان الذي فيه صورة كره العلماء الصلاة فيه، بل إن من أهل العلم من يرى أنه لا يجوز الصلاة إذا كان في المكان صورة بين يدي المصلي. والذي يظهر أن الصلاة صحيحة أيضًا في المكان الذي فيه صورة لكن ينبغي أن يبعد عن كل ما يمكن أن يكون مشوشًا له، ولهذا جاء في المصنف ابن ابي شيبة وغيره عن مجاهد عمن ابن عمر أنه كان إذا صلى لا يجعل بين يديه في قبلته ولا شيء لا سيف، ولا مصحف، ولا أي شيء حتى لا يشتغل.

وقد جاء في الصحيحين من حديث عائشة: «أنَّ النبيَّ ـ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ـ  صَلَّى في خَمِيصَةٍ لَهَا أعْلَامٌ، فَنَظَرَ إلى أعْلَامِهَا نَظْرَةً، فَلَمَّا انْصَرَفَ قالَ: اذْهَبُوا بخَمِيصَتي هذِه إلى أبِي جَهْمِ بنِ حُذَيْفَةَ، وائْتُونِي بأَنْبِجَانِيِّهِ، فإنَّهَا ألْهَتْنِي آنِفًا في صَلَاتِي»صحيح البخاري (373)، وصحيح مسلم (556)خميصة لها أعلام يعني فيها خطوط، فشغلته ـ صلى الله عليه وسلم ـ لا ندري ما مدى هذا الإشغال، هل كان عارضًا أو كان في أكثر من مرة في صلاة  «اذْهَبُوا بخَمِيصَتي هذِه إلى أبِي جَهْمِ بنِ حُذَيْفَةَ، وائْتُونِي بأَنْبِجَانِيِّهِ، فإنَّهَا ألْهَتْنِي آنِفًا في صَلَاتِي» انبجانية نوع من الثياب، وهذا فيه الحرص الدقيق والشديد على أن لا يكون بين يدي الإنسان في صلاته ما يشغله.

وفي الصحيح أيضًا من حديث أنس عن عائشة: «دَخَلَ عَلَيَّ رَسولُ اللهِ ـ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ ـ وَقَدْ سَتَرْتُ سَهْوَةً لي بقِرَامٍ فيه تَمَاثِيلُ، فَلَمَّا رَآهُ هَتَكَهُ وَتَلَوَّنَ وَجْهُهُ وَقالَ: يا عَائِشَةُ أَشَدُّ النَّاسِ عَذَابًا عِنْدَ اللهِ يَومَ القِيَامَةِ، الَّذِينَ يُضَاهُونَ بخَلْقِ اللَّهِ. قالَتْ عَائِشَةُ: فَقَطَعْنَاهُ فَجَعَلْنَا منه وِسَادَةً، أَوْ وِسَادَتَيْنِ»صحيح البخاري (5954)، وصحيح مسلم (2107)، وهذا من فقه الرجل ومن فقه المرأة ومن فقه العبد أنه إذا اقبل على صلاته يحرص على تفريق قلبه من كل شاغل يشوش عليه ذهبه.

المقدم:أحسن الله إليك.

الاكثر مشاهدة

4. لبس الحذاء أثناء العمرة ( عدد المشاهدات94000 )
6. كيف تعرف نتيجة الاستخارة؟ ( عدد المشاهدات89900 )

مواد تم زيارتها

التعليقات


×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف