×
العربية english francais русский Deutsch فارسى اندونيسي اردو

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الأعضاء الكرام ! اكتمل اليوم نصاب استقبال الفتاوى.

وغدا إن شاء الله تعالى في تمام السادسة صباحا يتم استقبال الفتاوى الجديدة.

ويمكنكم البحث في قسم الفتوى عما تريد الجواب عنه أو الاتصال المباشر

على الشيخ أ.د خالد المصلح على هذا الرقم 00966505147004

من الساعة العاشرة صباحا إلى الواحدة ظهرا 

بارك الله فيكم

إدارة موقع أ.د خالد المصلح

مرئيات المصلح / فضائيات / كتاب الصلاة -- منزلة الصلاة في القرآن

مشاركة هذه الفقرة WhatsApp Messenger LinkedIn Facebook Twitter Pinterest AddThis

المشاهدات:4385

المقدم:دكتور خالد حديثنا متواصل في هذه الحلقة في كتاب الصلاة، ولعلنا نتحدث في هذه الحلقة في العشر دقائق الأولى منها عن الصلاة في القرآن الكريم، هذه المفردة التي وردت عشرات المرات في كتاب الله تعالى.

الشيخ:الحمد لله  رب العالمين، أحمده جل في علاه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن اتبع سنته بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد...

فالصلاة في هذا الدين تبوأت منزلة عظمى، وتكلمنا في لقاء سابق عن منزلة الصلاة في الإسلام، والإسلام هو دين الله الذي ختم الله به رسالته، كتابه هو القرآن الذي جعله الله ـ تعالى ـ هداية للناس جميعًا بشر الله ـ تعالى ـ به الناس جميعًا فقال: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُم وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ [57]قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ[يونس:57-58]، هذه البشارة التي يفرح بها كل مؤمن تضمنت أصول الهدايات، وشرحت كل ما فيه سعادة الناس، أعظم عمل ذكره الله ـ تعالى ـ في القرآن بعد توحيده وعبادته هو الصلاة، ولهذا لا يغيب نظر بصير، ولا يبعد فكر ناظر متأمل عن مكانة الصلاة في القرآن الكريم، يبرز هذا من قراءة هذا الكتاب العظيم.

الله ـ تعالى ـ في سورة البقرة التي هي من أعظم سور القرآن، يقول ـ جل وعلا ـ: ﴿الم[1]ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ[البقرة:1-2]ما هي أوصاف هؤلاء؟

﴿الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ[البقرة:3] ثم أول ما ذكره الله تعالى من الأعمال بعد ذكر الإيمان بالغيب الذي ينتظم قضايا القلب ﴿الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاة[البقرة:3]، أقامة الصلاة هي أعظم عمل ذكره الله ـ تعالى ـ في كتابه، وقرن بها الزكاة في مواضع عديدة هي قرينة الزكاة في كتاب الله ـ تعالى ـ وإذا تأملت أنهم العملان اللذان يصلح بهما حال الإنسان، فإن الصلاة تقيم صلة العبد بربه، هي بين الله وبين العبد، هي مناجاة، هي مكاشفة يكشف بها الإنسان عن حوائجه، وينزل بالله ـ تعالى ـ رغباته فهي مناجاة بين العبد وربه.

وأما الزكاة فهي صلاح ما بين العبد والخلق، فبالصلاة تصلح صلتك بالله ـ تعالى ـ وبالزكاة يصلح صلتك بالخلق، وعلى هذين الركنين صلاح ما بين العبد وربه، وصلاح ما بين العبد والخلق تدور جميع أحكام الإسلام العملية. فلذلك كانت الصلاة بهذه المنزلة، الله ـ تعالى ـ في أكثر من 90 عدها بعض أهل العلم بـ 99 موضعًا يذكر الصلاة فيها بالأمر، والحث، والتهديد بالترك، وبيان حال هذه الصلاة من حيث آثارها، وثمارها، ونتائجها في الدنيا والآخرة.

الله ـ تعالى ـ ذكر على سبيل المثال في الكتاب حال المؤمنين في الصلاة كيف تكون، وذكر حال المنافقين في الصلاة كيف تكون، ذكر حال القائمين بها المحافظين عليها، وذكر حال المفرطين الغائبين والتاركين لها، فقال في وصف المؤمنين قال ـ تعالى ـ: ﴿قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ[1]الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ[المؤمنون:1-2]، ثم ذكر جملة من صفاتهم ثم ماذا قال؟

﴿وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ[المؤمنون:9]، ابتدأ بالصلاة وختم بالصلاة، في النفاق قال الله ـ تعالى ـ: ﴿وَلا يَأْتُونَ الصَّلاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسَالَى[التوبة:54]، هذا حال المنافقين أنهم تثقل عليهم الصلاة فإذا جاءوا إليها جاءوا وهم يجرون أقدامهم كأنها قد قيدت بالسلاسل التي تمنعهم من السير.

في حال التاركين قال ـ جل وعلا ـ: ﴿مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ[42]قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ[43]وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ[44]وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ[المدثر:42-45]، فذكروا أول عمل استوجبوا به النار أنهم تركوا الصلاة.

في حال المضيعين المفرطين لم يتركوا تركًا كليًا ولكنهم ضيعوا وفرطوا، قال الله ـ تعالى ـ: ﴿فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا[مريم:59]، الغي هو العذاب الأليم والتشتت والضلال والبعد عن الرشد في الدنيا، والعقوبة في الآخرة. كذلك ذكر ـ جل وعلا ـ التهديد العظيم في حق من تهاون فيها، وسها عنها فقال: ﴿فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ[4]الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ[الماعون:4-5].

يعني تأمل والمؤمن إذا قرأ القرآن وجد مكانة الصلاة، وجد ما هي حال الناس فيها، وجد ما الذي يجنيه من الثمار والآثار إذا حافظ على الصلاة، يكفي الصلاة منزلة ومرتبة أن أسياد الدنيا وأشرافها كانوا يدعون الله ـ تعالى ـ بأن يرزقهم إقام الصلاة، فهذا إبراهيم، من هو إبراهيم عليه السلام؟

إمام الأنبياء الذي قال الله ـ تعالى ـ فيه: ﴿إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ[النحل:120]، ماذا كان حاله في صلاته؟

يناجي ربه ويقول: ﴿رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ[إبراهيم:40]، إنها مناجاة من خليل الرحمن يسأل الله ـ تعالى ـ فيها عملًا عظيمًا أن يجعله مقيم للصلاة، وأنا أقول: لم يقل: اللهم اجعلني من المصلين بل قال: رب اجعلني مقيم الصلاة، وإقامة الصلاة أمر زائد عن أدائها على أي وجه، إن إقامة الصلاة هي أن تأتي بها قائمة، هذا الكوب قائم لكن لو مال لما كان قائمًا ولانتثر ولتشتت ما فيه من خير.

كذلك الصلاة إذا كانت قائمة آتت ثمارها لا من حيث المقاصد والأغراض والأهداف الشرعية منها، ولا من حيث الأجر والثواب في الآخرة، ولا من حيث الانشراح والبهجة، فالنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول: «وجُعِلَت قُرَّةُ عَيني في الصَّلاةِ»سنن النسائي (3940)، سل نفسك: هل الصلاة قرة عينك؟ هل الصلاة قرة عين لي؟ وهل الصلاة قرة عين لك؟ وهل الصلاة قرة عين لك أو لكِ يا من يسمع هذا الحديث ويشاهده؟

إنه سؤال نحتاج أن نجيب عليه، كيف النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول: الصلاة قرة عين! ما كانت الصلاة قرة عين إلا لما كانت قد آتت ثمرها، زكى القلب واستقام، وصلح واطمئن وانشرح، وأصبح يجد ملاذًا ومفزعًا وملجأ عند نزول القروبات أن يذهب ويقف بين يديه راكعًا، وبين يدي ربه قائمًا وراكعًا وساجدًا يناجي الله ينزل به حاجته، يستمطر ولا يلزم أن ينزل به حاجته لكن يستمطر منه العطاء، يستمطر منه القوة،  يستمده ـ جل وعلا ـ أن يعينه على ما يقابل هذه الدنيا مجهولة على كدر، وعلى ضيق، وعلى أنواع من المكروهات، لكن كيف يمكن للإنسان أن يواجه ذلك؟

أنه لن يتمكن من مواجهة هذا بقوته الذاتية لولا عون الله ـ تعالى ـ لكانت الأمور على غير ما نراه من أحوال الناس، حتى الكافر محتاج إلى عون الله ـ تعالى ـ فلولا عون الله لما تيسرت له الأمور، ولذلك قال ـ تعالى ـ في سورة الفاتحة: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ[الفاتحة:5]، والإعانة هي المطلوب الأكبر الذي يطلبه الناس من ربهم، بل الإعانة على كل دقيق وجليل، لو لم يتيسر للإنسان شربة الماء التي قد يستهين بها كثير من الناس لما تيسرت، حتى لو كانت بين يديك قد يحول الله بينك وبين بأن لا تستطيع أن تسيغ الماء وأن تدخله، كما هو حال بعض الذين عندهم الطعام والشراب، وعندهم الأموال وعندهم الكنوز لكن حرموا ذلك.

فلذلك أقول: أن الصلاة إذا نظرنا إليها في كتاب الله ـ تعالى ـ وجدنا عظيم شأنها، وعلو منزلتها، وكبير مكانتها عند رب العالمين، ولهذا يقول الإمام أحمد كلمة عظيمة: من أراد أن يعرف قدر الإسلام في قلبه، إذا تريد أن تعرف ما هو وزن الإسلام في قلبك تعظيمًا وإجلالًا ومحبة فانظر إلى قدر الصلاة في قلبك، فبقدر ما في قلبك من تعظيم الصلاة ومحبتها وإجلالها والحرص عليها والعناية بها بقدر ما يكون عندك من إجلال الإسلام وتقديره؛ لأنها عمود الإسلام، وأنت إذا جئت الخيمة يا أستاذ عبد العزيز، إذا جئت الخيمة وأزلت عمودها الذي يقيمها، كيف تكون؟ هل تنتفع بالأطناب والحبال التي تشد أركان الخيمة؟

لا، لا قيمة لها لأنه انتهى الأمور بزوال العمود، فكذلك الصلاة في هذا الدين وفي القرآن العظيم هذه مكانتها ومنزلتها.

المقدم:أحسن الله إليكم، إذًا يا دكتور كما ذكرت أنت يعني الأمر بإقامتها يتجاوز فعل الصلاة إلى آثارها خارج الصلاة، ولا يتوقف عند فقط الأمر بالفعل بل هي جلابة للرزق، وإذا واجهت الكثير من المصائب، فإنه يلجأ إلى الصلاة ويفزع إلى الصلاة كما ذكرت، طيب أو استعضنا ببعض الآيات أو نرجئها إلى الحلقة القادمة ونبدأ بالأسئلة.

الشيخ:هل لترى إذا كان يستوعبنا الوقت أو نرجئها إلى حلقة قادمة.

المقدم:لعلنا نرجئها إلى الحلقة القادمة إن شاء الله تعالى ونعيش مع بعض الآيات.

الاكثر مشاهدة

4. لبس الحذاء أثناء العمرة ( عدد المشاهدات93795 )
6. كيف تعرف نتيجة الاستخارة؟ ( عدد المشاهدات89655 )

مواد تم زيارتها

التعليقات


×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف