ما حكم البيع بسعر أقل من أسعار المحلات
الجواب: هو لفت نظري بالقول: نحن عندنا محلات على "باب الله"، يعني هذه العبارة تستعمل في الإشارة إلى أضعف الحال، وأن أمورهم متوسطة وضعيفة، وأنا أقول: كلٌّ على باب الله الغني والفقير والملك والمملوك والصغير والكبير كلنا على باب الله، ولولا فضل الله ورحمته وإنعامه وإحسانه ما كان ما في أيدينا من قليل أو كثير، فلا أحد يستغني عن الله: ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ )) [فاطر: 15].
ولذلك يجب أن نستشعر جميعًا أننا على باب الله، وأننا فقراء إليه جل في علاه يعطينا من فضله سبحانه وبحمده هو الغنيُّ الحميد، جلَّ في علاه عطاء الدنيا وعطاء الآخرة، عطاء الدنيا بما يفتح من الأرزاق في الأموال والأنفس والأولاد والزوجات وسائر ما إلى هنالك.
وفيما يتعلق بعطاء الآخرة: رزق الآخرة وعطاؤه هو صلاح القلوب واستقامتها بالأعمال الصالحة، نسأل الله من فضله ومن خيري الدنيا والآخرة: ((رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)) [البقرة: 201].
أما ما يتصل بسؤال الأخ عن هذا المؤذي، ما في شك أن كونه يؤذيه بهذه الطريقة، يبيع بأقل من أسعارهم ويزحمهم فيه نوع من الأذية، أنا ما أعرف مدى صحة هذا التسعيرة التي باع بأقلِّ، يعني هذه مسألة تحتاج إلى نظر! الإنسان حر فيما يبيع، ارتفاعًا في الثمن أو نزولاً، ولذلك لما نهى عمر رضي الله عنه صحابيًّا عن أن يبيع بأقلِّ من السعر عاد في يومٍ آخر، فقال له: بع ما شئت أي: بع بما شئت من الثَّمن، وهذا يدلُّنا على أنَّ التسعير ليس مطلوبًا في كل الأحوال، إنما الناس يبيعون حسب ما يُصلح أحوالهم، لكن إذا كان البيعُ بأقل من السعر غرضه ونتيجته هو فساد الأسواق، فإن الجهات ذات الاختصاص ينبغي أن تتدخل لمعالجة الموضوع، حتى لا يتضرر الباعة؛ لأنه كما ندفع ضرر المشترين بالتسعير فيما إذا رفعوا، فكذلك تحفظ حقوق الباعة فيما إذا أضرَّهم أحد بالبيع بما هو دون، فأنا أقول: يا أخي! ادفع بالتي هي أحسن، أحسنوا إليه، وحاولوا أن تستوعبوا وتصبروا على أذاه! إذا ما تمكنتم من هذا هناك جهات ممكن أن تنصفكم، فإن الله يَزَعُ بالسلطان ما لا يزع بالقرآن، والدعاء باب عظيم يحصل به خير كثير.