الغش في كتابة وقت بداية الدوام
الجواب: أنا أسأل سؤالاً يحل هذه القضية: هل كتابة سبع ونصف، وأنت حضرت ثمان وربع أو سبع وخمس وأربعين دقيقة، هل هذا صدق أو كذب؟
الصدق هو مطابقة الواقع، والكذب هو مخالفة الواقع، هل الواقع أنك لما جئت الساعة الثامنة كتبت الوقت الذي جئت فيه: إذا كان بعض الناس يقول: أنا أكتب الوقت الذي خرجت فيه من داري، فنقول: إذا كانت الجهة التي وظفتك تحاسبك على هذا وعقدها معك أن تكتب وقت خروجك من بيتك فعند ذلك يجوز لك هذا، وعلى هذا لو أنا كنت مثلاً في الرياض وعملي في جدة أو في الشرقية وخرجت يوم الجمعة فسأكتب غدًا خروجي الليلة التي هي سابقًا العمل لصباح يوم السبت، ومعلوم أن هذا لا يقبله أحد ولا يرضاه أحد.
فأنا أقول: يا أخي، اتقِ الله تعالى وقد قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ﴾[التوبة: 119]
والصدق منجاة، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى البِرِّ، وَإِنَّ البِرَّ يَهْدِي إِلَى الجَنَّةِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَصْدُقُ حَتَّى يَكُونَ صِدِّيقًا. وَإِنَّ الكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الفُجُورِ، وَإِنَّ الفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَكْذِبُ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا»صحيح البخاري (6094)، وصحيح مسلم (2607).
فأنا أوصي إخواني بالصدق وكتابة الوقت الذي جاءوا فيه.
قد يقول قائل: والله أنا أقع في حرج، وهذا واقع كثير من الموظفين، أنه إذا كتب مثلاً مجيئه الساعة الثامنة وزملائه جاءوا بعده فسيكتبون سبع ونصف وهو يسير فوق ثمان، معنى هذا سيتبين كذبه، فعند ذلك نقول: إذا كان هناك ضرر عليك وإشكال، فلا بأس أن تخفي المكان عن كتابة الوقت، أما أن تكتب وقتًا خلاف الواقع فلا يجوز.