المقدم: معنا أول اتصال في هذه الحلقة من أبي عبد الملك السلام عليكم.
المتصل:السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
المقدم:وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، حياك الله أبا عبد الملك.
المتصل:الله يحيك، حياك الله شيخ إبراهيم، حي الله الشيخ خالد الله يحفظكم جميعًا.
الشيخ:مرحبًا أهلًا وسهلًا.
المتصل:الحقيقة أنا لدي مداخلة وأتمنى من شيخنا الحبيب أن يعلق عليها ويعطيها قدرها وهذا ما اعتدنا على الشيخ.
المقدم:تفضل.
المتصل:في الحقيقة كل يوم يثبت لنا التاريخ بشواهد عدة أنه لا حكم إلا بشرع الله ـ عز وجل ـ والناظر والمطلع على أحوالنا ومن حولنا يعلم جيدًا بهذا، وبلادنا ـ ولله الحمد ـ قامت على شرع الله ـ عز وجل ـ ولكن في الحقيقة يا شيخ خالد ما ينغص علينا هذا العيش ويقلق نفوسنا وقلوبنا ما يحصل في كثير من الأحيان من تجاوزات خطيرة وحق لنا أن نقلق حقيقة، على سبيل المثال ما يحصل في وزارة التربية والتعليم، ونحن كآباء قلقون جدًا على أبناءنا وعلى توجه هذه الوزارة التي تتخذ القرارات الغير مدروسة، وحقيقة أنا أعني ما أقول بغير مدروسة.
وهذه قد صرح بها كثير من المسؤولين من داخل الوزارة، على سبيل المثال دمج الصفوف الدنيا وإرسال الفتيات لحضور مسابقات الفروسية وغيرها من التجاوزات الخطيرة وآخرها ما يحصل الآن في دمج الإدارات، وشيخ خالد أنت أقرب الناس تقريبًا للشيخ ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ وتعلم جيدًا كلام الشيخ ابن عثيمين وتحذيره من هذه الأمور، فنتمنى من الشيخ أن يعلق على ما يحصل، وفي الحقيقة أنا أنقل إليك أصوات كثيرة من الناس فليس صوتي فقط، ونحن الحقيقة قلقون جدًا على أبناءنا من توجه هذه الوزارة، فأتمنى من الشيخ أن يعلق على هذا الموضوع، وجزاكم الله خيرًا.
المقدم:أبشر يا أبا عبد الملك وإن شاء الله تسمع رأي الشيخ في هذا وتعليقه، أبو عبد الملك سألك يا شيخ توجيه لبعض الوزارات أنها تتجاوز بعض الأمور الشرعية بل هي مخالفة للنظام مثل قضية الدمج وقضية مشاركة النساء في الفروسية وغير ذلك.
الشيخ:والله يا أخي هو على كل حال أقول ما يذكره الأخ أبو عبد الملك في قضية هذه الملاحظة يعني التي يذكرها على وزارة التعليم على وجه الخصوص التربية والتعليم، لا ريب إن وزارة التربية والتعليم من أهم الوزارات من حيث أثرها على الحاضر والمستقبل، فإنها الوزارة الموكلة ببناء الإنسان فكريًا وعلميًا وعقديًا وعلميًا وكل النواحي اجتماعيًا هي في الحقيقة مصنع الأجيال، هي مصنع الجيل القادم.
وبالتالي من الضروري أن تولى هذه الوزارة عناية فائقة عن سائر الوزارات؛ لأنها في الحقيقة هي المكتسب الأساسي للأمة مهما أصيبت الأمة في اقتصادها، أصيبت في قوتها العسكرية، أصيبت في نواحي عديدة من شئونها يبقى أن مكسبها الحقيقي هو الإنسان الذي يبنى ويثقف ويعلم ويربى على الوجه الذي يحفظ هذا الكيان من أي زلزال أو من أي خطأ أو من أي خط يمكن أن يتهدده.
لذلك تجد أن الدول المتقدمة تبني هذه الوزارة وتعتني بقضاء التعليم في مستوياته الدنيا وفي مستوياته العليا على حدٍ سواء؛ لأنه هو الضمانة للمجتمع من كل ما يتهدده، مثل هذه الوزارة إذا كانت على هذا النحو، فإنه يجب أن تكون الخطى والمشاريع والتطوير ينبغي أن يعالج بدراسات متأنية تحقق المقصود لا أن تكون حقل تجارب كل ما جاء مسؤول أو جاء وزير أو جاء مفكر أو مسؤول في دائرة من الدوائر وضع رؤيته دون أن يراعي ما كان وما سيكون ومسارة الوزارة، يجب أن تكون الوزارة وسائر الوزارات التي تتبنى مثل هذه القطاعات المهمة تسير وفق نظام مؤسسي لا نظام شخصي يرضخ لرأي الوزير أو رأي الذي يقوم وإذا تغير تغير كل شيء في الوزارة.
هذا أتوقع أنه ـ إن شاء الله تعالى ـ من الأسباب الأساسية التي تقي مثل هذه الوزارات الخطأ، من الضروري أن يؤمن الناس على أبناءهم هذا حق لهم بالتأكيد، ولذلك من الضروري أن يعطون الأمان بأن أبناءهم وبناتهم أن أولادهم أن النشأ في أيدي أمينة ترعى حدود الله ـ تعالى ـ وتحرص على التطوير؛ لأنه أيضًا هناك جانب آخر وهو مهم أنه هناك أصوات قد تعيق التطوير ومواكبة ما يحتاجه المجتمع من تطوير سواء في المناهج، تطوير في الآليات، تطوير في المعلمين هذا لا بدَّ أن يستبعد وأن يقال لا مكان للوقوف، لا بدَّ أن يتطور التعليم، لكن يتطور وفق الأسس التي يبنى عليها من أصول هي في النظام الأساسي لهذا البلد وتراعى فيه الأصول التي قامت عليها هذه الدولة المباركة.
تواصل الناس مع ولاة الأمر، وتواصل الناس مع المسؤولين بكافة مستوياتهم، ومراجعة الوزارة في ما يتصل بالملاحظات هذا مفيد ويعطي وجهة نظر؛ لكن يجب أن يراعى جانب الحكمة في كل ما يأتي الإنسان ويذر، وأيضًا يجب أن يعرف حجم الخطأ إذا كان هناك خطأ، حجم الملاحظة إذا كان هناك ملاحظة ولا تكبر حتى تلغي ما في الوزارة أو ما في المؤسسة من إيجابيات كما لا تهون وتصغر حتى تضيع القضية.
المهم أنه أنا أقول لا بدَّ من الضروري على الوزارة وزارة التربية والتعليم أن تقوم بتطمين الناس على النشأ وأن تقدم لهم ما يطمئنون به على أبنائهم وعلى بناتهم؛ لأنهم المأتمنون على بناء هذه العقول وهذه النفوس وهذا الجيل، فمن الضروري أن يتعاون المسؤولون في وزارة التربية والتعليم مع المجتمع وأن يكونوا أذنًا صاغية لملاحظات أولياء الأمور، أن يقتربوا من الناس وأن لا تكون هذه القرارات قرارات تصدر بلا دراسة وروية، وعند الكلام الذي ذكره أخونا عبد الملك فيه نوع من عدم الدقة في توصيف أن من القرارات ما يكون سريعًا، يعني قد يكون هناك صحيح موجود في بعض الجوانب لكن لا يمكن أن نصف كل قرارات جهة من الجهات أنها خالية من دراسة أو فحص قبل تقرير الحال.