المقدم: الأخت أم البراء من السعودية، تفضلي يا أم البراء.
المتصلة: السلام عليكم.
المقدم: وعليكم السلام ورحمة الله.
المتصلة: مساكم الله بالخير جميعًا.
المقدم: حياك الله تفضلي يا أختي.
المتصلة: عندي مشكلة عندي أخت زوجي هل يجوز لي أن أقاطعها؛ لأنها تجرحني بالكلام هل يجوز أن أقاطعها؟
المقدم: من هي؟ أم؟
المتصلة: أخت زوجي.
المقدم: أخت الزوج، يعني هي تسيء.
المتصلة: هي تجرحني بالكلام هل يجوز لي أن أقاطعها؟
المقدم: طيب يا شيخ الأخت أم البراء من السعودية ذكرت بأن أخت زوجها تقول أن تجرحها بالكلام وتسيء إليها، تقول هل أقاطعها؟ نصيحتكم لها يا شيخ؟
الشيخ: والله على كل حال أنا أوصي أختي بالصبر، الناس لا بدَّ أن يستحضر الإنسان أنهم في كثير من الأحيان يقعون في نوع من التعدي والظلم، والله ـ تعالى ـ يقول في وصف الإنسان: ﴿إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا﴾[الأحزاب:72]، وبالتالي لا بدَّ من الصبر.
ولهذا جاء في الحديث الصحيح عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن «المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من المؤمن الذي لا يخالطهم ولا يصبر على أذاهم»سنن ابن ماجة (4032)، ومسند الإمام أحمد (5022) فمعنى هذا أنه في المخالطة لا بدَّ من الصبر، ولهذا أمر الله ـ تعالى ـ بالصبر حتى في علاقة الإنسان بأخص وأقرب الناس إليه يقول ـ تعالى ـ: ﴿وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا﴾[طه:132]، فلا بدَّ من الصبر ومن لم يكن معه صبر فسيجد عناءً كثيرًا في معاملة الناس، لهذا كان أعظم ما يهدى إليه الإنسان ويعطاه الصبر، قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: «وما أعطي أحد عطاءً خيرًا ولا أوسع من الصبر»صحيح مسلم (1053) كما في الصحيح من حديث أبي سعيد.
فالمهم أنه أوصيها بالصبر، وإذا كان يأتيها منها أذى فلتقلل الصلة بقدر ما يندفع الأذى؛ لأنه صلتها بأخت زوجها من باب صلته، ومن باب الإحسان إلى زوجها وإحسان الصلة بها، وإلا فليس بينهما رحم توجب الصلة؛ إنما لأجل حق الزوج، فتصلها بما يحصل به رضا زوجها واندفاع شرها.