السؤال:
فقدت ابنتها ذات الإحدى عشرة سنة، ولم تبلغ بعد، فهل تعتبر من طيور الجنة؟ وقد كانت محافظة على صلاتها، قارئة للقرآن، ملتزمة، توفيت وهي قادمة من المدرسة، وهل تشفع لوالديها؟
الشيخ:
على كل حال نسأل الله تعالى أن ينزل عليها سكينة ورحمة، وأن يطمئن قلبها، وأبشر الأخت الكريمة بأن ابنتها ذهبت إلى من هو أرحم بها منها، وهي في ضيافة الكريم -جل في علاه- ورحمته وسعت كل شيء، فاجتهدي في سؤال الرحمة لها.
ومن لم يبلغ من أطفال المسلمين ـ على وجه العموم ـ فهو في الجنة، والله أعلم بما كانوا عاملين، لكن الشهادة لمعين بجنةٍ أو نار لا بد من الوقوف فيها على نص أو دليل؛ فعن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت: توفي صبي، فقلت: طوبى له عصفور من عصافير الجنة! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أو لا تدرين أن الله خلق الجنة وخلق النار، فخلق لهذه أهلا ولهذه أهلا؟!» رواه مسلم (2662).، أراد بذلك ترك تزكية من مات على الإسلام، وبالتالي نحن نسأل الله تعالى أن يغفر لها ويرحمها.
وينبغي أن نتجاوز الاشتغال بمسائل الموتى، فهي عند الله -عز وجل- ليست إلى أحد من البشر، وليس لأحد أن يجزم أن فلانًا في الجنة، أو فلانًا في النار، إلا بدليل من الكتاب والسنة.
ولنعلم أن الله تعالى لا يظلم الناس شيئًا، {إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} سورة يونس. الآية 44.، كما أنه لا يضيع عنده شيء، فما كانت تعمله هذه البنت من الأعمال الصالحة، فإنه يصلها أجرها، (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا) سورة النساء الآية 40.، والله أعلم.