السؤال:
هل يجوز دفن طفل رضيع مع امرأة في نفس القبر؟ مع العلم أنه ليس بابنها؛ بحجة أنه ينور لها قبرها؟
الجواب:
نعم هذا ما يعتقده بعض الناس بدفن الرضيع أو السقط، أو الأطفال الصغار مع الكبار، ولكن هذا الاعتقاد ليس له أصل، ولا دليل عليه، ولا يُنور قبر الإنسان إلا عمله، والله لو دفن مع النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو أكمل الناس نورًا، وأعظمهم جاهًا، لم ينفعه ذلك، إذا لم يكن قد استقام، وصلحت حاله، إنما الشأن كل الشأن في أن تبقى على الطاعة والإحسان، وفي حديث أنس في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يتبع الميت ثلاثة، فيرجع اثنان ويبقى واحد، يتبعه أهله وماله وعمله، فيرجع أهله وماله، ويبقى عمله» البخاري (6514)، ومسلم (2960).، فينبغي للإنسان أن يجتهد في إصلاح العمل وإتقانه.
أما بالنسبة لجمع أكثر من ميت في قبر واحد، فالأصل عدم جواز هذا، والأصل أن يفرد كل ميت في قبر؛ لأن هذا ما جرت به سنة النبي -صلى الله عليه وسلم-، لكن إن دعت حاجة لهذا من كثرة موتى، أو تعذر حفر، وصعوبة إعداد عدة قبور، أو ما أشبه ذلك، فعند ذلك يجوز أن يجمع أكثر من ميت في قبر واحد، ويُفصل بينهم بفاصل، وأما أن يجمع بلا حاجة فلا، والله أعلم.