السؤال:
كان لأمي صدقة في كل شهر، وقد ماتت ولم توص بشيء؛ هل إذا واصلت هذه الصدقة عنها تكون في حسناتها؟
الجواب:
نعم ـ إن شاء الله ـ يصلها الثواب، فمن كانت له أم أو والد، وقد نوى خيرًا وعملًا وصالحًا، ومات ولم يتمكن منه، فإن عمل الولد بذلك، يكون من الخير الذي يصل إلى والديه؛ فعن عائشة رضي الله عنها: أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم: إن أمي افتلتت نفسها أي: ماتت فجأة.، وأظنها لو تكلمت تصدقت، فهل لها أجر إن تصدقت عنها؟ قال: «نعم» رواه البخاري (1388)، ومسلم (1004)..
لكن ينبغي أن يتخير من العمل الصالح أنفعه؛ وذلك أن كثيرًا من الناس أهم شيء الأضحية، أو يعمل عملاً صالحًا على أي وجه كان في جانب الصدقات؛ ولذلك من الخطأ أن نطلق الأمر على عواهنه ونقول: أيُّ نوع من العمل الصالح بادر إليه، بل ينبغي أن تتوخى من العمل الصالح ما يكون نافعًا؛ ولهذا كان الصحابة ـ رضي الله عنه ـ يتوخون الأنفع، كما في وقف عمر بن الخطاب رضي الله عنه؛ حيث قال: يا رسول الله، إني استفدت مالًا وهو عندي نفيس، فأردت أن أتصدق به، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «تصدق بأصله، لا يباع ولا يوهب ولا يورث، ولكن ينفق ثمره»، فتصدق به عمر، فصدقته تلك في سبيل الله وفي الرقاب والمساكين والضيف وابن السبيل ولذي القربى، ولا جناح على من وليه أن يأكل منه بالمعروف، أو يوكل صديقه غير متمول به رواه البخاري (2764).، ولما نزل قول الله تعالى: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} سورة آل عمران. الآية 92.، قال أبو طلحة للنبي صلى الله عليه وسلم: إن أحب أموالي إليَّ بيرحاء، وإنها صدقة لله، أرجو برها وذخرها عند الله، فضعها يا رسول الله حيث أراك الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بخ، ذلك مال رابح! ذلك مال رابح! وقد سمعت ما قلت، وإني أرى أن تجعلها في الأقربين» فقال أبو طلحة: أفعل يا رسول الله، فقسمها أبو طلحة في أقاربه وبني عمه، فكلاهما سأل النبي صلى الله عليه وسلم أين يضع صدقته؟ وهذا يدل على أنه ينبغي أن نتخير لصدقتنا وعملنا الصالح أفضل ما يكون؛ حتى يكون ذلك أعظم أجرًا عند الله تعالى، والله أعلم.